السبت، 23 ديسمبر 2017

من كان يعبد محمد فإن محمد قد مات

يقول الشيخ محي الدين إبن عربي:"وليس هذا العلم إلا لخاتم الرسل وخاتم الأولياء وما يراه أحد من الأنبياء والرسل إلا من مشكأة الولي الخاتم. ومتى رأوه إلا من مشكأة خاتم الولاية فكيف دونه  من الأولياء فهو سابقاً في الحكم لما جاء به خاتم الرسل من التشريع" إنتهى
الشرح: فقوله " وليس هذا العلم إلا لخاتم الرسل وخاتم الأولياء " فالعلم  هوالكتاب (علم التوحيد ) " وما يراه أحد إلا من مشكأة الرسول الخاتم" أي لا يقف أحد على مقام القرأة الكاملة للكتاب ومسه وإستخراج  مكنونه (كنزه) أي بإستحلال ذوق الحق بذاته إلا من مشكأة هذين الخاتمين (خاتم النبوة (النبي صلى الله عليه وسلم) و(خاتم الولاية أي عيسى إبن مريم فقط أي إلأ من مكة والمدينة  وهو مقام القرأة الفصيحة للكتاب (ذوق الأحدية) إلا من أوتي جوامع الكلم" ولا يراه أحد إلا من مشكأة خاتم الولاية" وحتي شئون الذات لا يتذوقها ويشمها أحد من الخلق سواء كان نبياً او رسولاً إلا بذوق الولي الخاتم (صاحب الاسم الأعظم) وهو ذاته الأبل (صاحب الخرطوم) صاحب الأسم الأعظم اسم الدلالة الذاتية  فالتعريف بالكتاب(تأويله)  إلأ بمرآة (عيسى إبن مريم) فلا يشهد على التوحيد إلأ بذوقه (بفهمه) فهو سيد هذة المشاهد  قبل نزوله بالكتاب أي الولي قبل أن يكون نبياً(متشرعا).في قوله تعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا} (1) سورة الكهف. فعبديته(ولايته) دلالته ذاتية أي انها سابقة عبوديته (نبؤته) فهوالولي(عبدالله بالتحقيق) قبل أن ينزل عليه الكتاب (قبل التشريع). قال تعالى {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} (30) سورة مريم . وهذه الفقرة التي أبرزها إبن عربي في قوله :"  فهوسابقاً في الحكم لما جاء به خاتم الرسل من التشريع" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان شارعاً لعيسى إبن مريم ومبينا له وتالياً لحروفه المعجمة في مغيبه وموطئا له في الارض(ارض العرب) فلا أحد يطلع عليه إلأ بمشكأة النبي الخاتم فهو حجاب دونه(انا اولى الناس بعيسى) فما تشرعت شرائع الأنبياء إلأ من مرآته ومرتبته  لما خص  به من كمال القرأة بلغة الكتاب العربية فكان شريعته هي الناسخة للشرائع لجامعيه لسانه (اوتيت جوامع الكلم) والكلم هو الكتاب  فهو خص بوجه كامل من الأصل (من الروح) قال تعالى" نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) (نزل به الروح الامين) نزل به الروح الأعجمي (الإسرئيلي) أي عيسى إبن مريم دون واسطة فما تتلقاه الأنبياء منه فهو يفاض لخاصة لأولياء أمته فتتحقق بعلوم أنبياء التشريع في بني إسرائيل. في قوله صلى الله عليه وسلم.(علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل)  والعلماء هم الأولياء (الورثة المحمديين العرب( آل بيته) لجامعية لغتهم شريعة الكتاب فكانت خاتمته  لكمالها  قال تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا})." أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ " كمال قرأة الكتاب وختام شريعته بقرأة التنزيل(النبؤة) أي بكمال هيكل الإسلام (أي هيكل سليمان لينفخ فيه بروحه (يتجلى عليه) ليتجلى التأويل (بالنفخ ) أي بقرأة عيسى إبن مريم قرأة تأويل في بعثته الثانية. يقول الأمام علي بالجفر":  فيوقظ الصحابي أهلها من سبات ويبعثهم الله بعث أموات، فلكل أجل كتاب ولكل غيبة إياب يفلق صحابي مصر الأمر فلق الخرزة ليصدق رائد أهله وليجمع شمله وليقوم بقدره..مصر مدد وسند ممسوكة بيد المؤمن وتغدو للمهدي جناحه الأيمن بعدما تقوم جموع... لهم البشرى بدخول القدس بعدما يَسرِّج الله فيها السراج المنير صحابياً يغدو فيها على مثال الصالحين ليحل فيها ربقاً ويعتق فيها عتقاً ويصدع شعباً ويشعب صدعاً لا يبصره أحد وهو معهم، يلبس للحكمة جُنّتها، وهي عند نفسه ضالته التي يطلبها يصبر صبر الأولياء، ويرفع الراية السوداء والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انه للمهد للمهدي) الشرح:- وقوله" لكل غيبة أياب"  هي رجعة  صحابي مصر (عيسى ابن مريم هدهد سليمان شمس المغرب ونزولها ببيت المقدس ( ولهم البشرى بدخول القدس) الدخول لحضرة التوحيد بإستساقة وإستحلال فهوم الولاية وعودة عيسى إبن مريم بميلاد ثان في آل البيت وإثباته من خلال نصوص الشريعة هو الحق الذي يقاتل الناس عليه والظاهر عليه هذة الطائفة(لا تزال طائفة  من أمتي ظاهرين على الحق قاهرين من ناواءهم لا يضرهم من خزلهم قالوا واين هم قال ببت المقدس) حتى ياتي أمر الله أن يقع القول(التأويل) يتصدر الله بذاته هذا الحق اي حتى تقوم الساعة دلالة الذات بذاتها (الدابة( المسيح الفصيح) الذي يهدم الشريعة (مكة)(الدنيا)  أي ينقضها حجرا حجرا وهو ذاته الأمر الذي يفلقه صحابي مصر  (اي يبينه للناس فصلا فصلا إذ ياتي بالتأويل بلسان العرب (ليبين هذا الحق) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم   " المهدي هو رجل من عترتي يقاتل على سنتي كما قاتلتُ أنا على الوحي) المصدر:أخرجه نعيم بن حماد . فقوله" يقاتل على سنتي"  يقاتلهم على التأويل( الميلاد الثاني لعيسى إبن مريم.  أي على التوحيد(لا إله إلأ الله)  كما قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم على الوحي والتنزيل(التشريع) (شهادة محمد سول الله) وبيان هذا الحق المقتتل عليه هو الحق الظاهر عليه (دين الحق)  الذي يهدم(يهلك) ما سواه (كل الملل) ولا يبقى إلأ (الاسلام) أي لا تبقى ولا يقبل إلأعقيدة ميلاده الثاني في آل البيت بدلائل نصوص القرآن وبلسان عربي فصيح..قال تعالى"{وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ. وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ. إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ}  سورة الزخرف (57-59). فقوله " وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا" بنزول ذات الروح بدورة خلافة جديدة(حاكما عربيا) ببعثته الثانية بوجهته العربية في الأمة المحمدية مهديا " إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ" والقوم هم قوم هذة الأمة بعلمائها وفقهاءها  (الذين قاتلوه على السنة سنة نبيهم أي على التأويل)." وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ"  والألهة التي عبدت من دون الله هي ذاتها مظاهر الشرك والكفر ويراد بها شهادة النبي صلى الله عليه وسلم أي رايته المطوية  أي دلالة الشريعة التي(طويت) فإستمسكت بها الأمة وإستغنت بها عن امام الوقت الحاضر وعلى قاعدة الأية (7) من سورة الرعد  في قوله تعالى ({وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }. فالآية تنص أن لكل قوم من اقوام هذة الامة أمام هاد في زمنه وبموته يبعث الله آخر (أن الله يبعث لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها) وهؤلاء المجددون هم مبعوثون من الله تعالى ويتم تعينهم بالأمر المباشر منه وهم ذاتهم المهديين الوارد ذكرهم بالآية (7) من سورة الرعد . " انما أنت منذر " المنذر هو خاتم الشريعة (خاتم النبؤة( شمس التشريع التي عبدتها الأمة) وأما "لكل قوم هاد " أي لكل زمن من أزمان هذة الامة (في كل مائة سنة) هادي للحق يأتي بالفهم الحديث للشريعة(للكعبة) ويستنبط(يستخرج) منها الأحكام التي تساير الامة في كل أطوارها ولذلك يكون هو شاهد أهل عصره والنبي صلى الله عليه وسلم هو هاد قومه وأمام زمانه في حياته. يقول الزمخشري في الكشاف صفحة (22 ـ 23) الآتي نصه: "أن أنبياء الأمم شهداء يشهدون بما كانوا عليه. والشهيد يشهد لهم وعليهم بالإيمان والتصديق والكفر والتكذيب وان يكون حياً معاصراً لهم غير متوفي".أقول: فالشهادة هي ذاتها نبؤة التشريع (العهد القائم على الهداية بمنهاج الشريعة منذ ان أهبط الله الخلق على الارض .{قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (38) سورة البقرة.  " ُهدَايَ" هو الأمام الرباني صاحب الوقت هاد زمانه ومن يدلهم لصراط المستقيم فهو والواسطة اي البرزخ القائم بين الحق والخلق فلا ينزل شئ من الحق للخلق( نعمة ورحمة) أو يعرج إليه عمل من أعمالهم من صلاة صوم ذكاة حج  جهاد ... الخ ) إلأ وكان هو واسطة فيها ( شاهدهم ) أي باب الله (باب التوبة) الرجعة للجنة (اي للحق) الذي لا يؤتى إليه إلأ به (لا يعبد إلا بشريعة) أي لا يٌعرف الحق إلأ بهذا الخليفة فالطرد والعذاب هو لجهلهم به (كفرهم وشركهم) وهذا الامام الرباني هو الواقف بهذا الباب أي المدخل للمعرفة  المقدسة المنزه فهومن  يمسح عنهم هذة المظاهر فيشهدوا على هذة الوحدة( لا إلا إلا الله) يشهدوا على أصل هذة النشأة الوجودية حتى يكون لهم هذا الإستحقاق(الجنة) يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة) ولا ترفع هذة المعرفة ( يقفل بابها باب العلم به ) حتى يرث الله الولاية أي (الراية بذاته(تكون الكلمة لله) بموت آخر مهدي (آخر من وقف في مقام الدلالة بالشريعة ( على منهاج النبؤة) فقد جا ء في شرح إبن كثير للآية(42-43) من السورة {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ). يوم يكشف عن ساق" يعني يوم القيامة. فقد أورد البخاري عن أبي سعيد الخدري .قال : سمعت رسول الله: وهو يوم يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء فيذهب ليسجد فيعود ظهره ضيقا" أقول: يكشف ساق(قفل باب التوبة) بإنهدام مكة وتجاوز سقف التعريف بالحق ( بهذا الميلاد) من مرحلة الشريعة (نصوص السنة أي من المسجد الحرام ( شهادة النبؤة ( محمد رسول الله) إلى الهداية بمنهاج الولاية المطلقة( لا إله إلأ الله) بالحقائق العالية التي لا طاقة لأحد بالسجود فيها أي فهمها (تذوقها) إلأ بعد  الطهارة من الشرك بالشريعة أي السجود لمكة(نصوص الكتاب والسنة) بوصفها الباب (المدخل للمعرفة الكلية)  باب التوبة الذي يكون أغلق بإنهدام الشريعة بخروج  صاحب الخرطوم الدال لشمس المغرب (الحق بذاته) وذلك يوم لا تنفع نفس هداها لم تهتدي بامام زمانها (عيسى إبن مريم) فالهداية لم تختص  بنبؤة تشريع ولابختام الرسالة وإنما إشترطت بحياة الشهيد فقط لان بموته يرتفع سقف المعرفة و قاعدة الأيمان وخاتم المهديين هو وارث الولاية إذ لا ولي بعده ( يدل لله). قال تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } (84) سورة النحل. وقال تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا} (41) سورة النساء." مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ  " فشهيد الأمة هو هاد زمانه ويلاحظ بالآية (41) سورة النساء " َجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء " فهم أهل عصره(قومه) كما نفى عن نفسه ذلك بإستدلاله بواقعة شهادة عيسى إبن مريم بعد وفاته، كما جاء في الحديث الذي رواه إبن عباس عنه،  إذ قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تحشرون حفاةً عراةً غرلاً ثم قرأ (كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين) فأول من يكسى إبراهيم ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول: أصحابي. فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم. فأقول كما قال العبد الصالح عيسى ابن مريم: "وكنت عليهم شهيداً مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم" اللفظ للبخاري حديث رقم3447. أخرجه مسلم(2860).
أقول: "فكنت عليهم شهيداً مادمت فيهم" شاهدا عليهم في حياته "ولما توفيتني" إنقطعت شهادته " فأقول كما قال العبد الصالح عيسى إبن مريم" فرفع الأمر لله بعد علمه بردتهم منذ فارقهم فالوقائع فيها دليل انه جاهل بما آلت اليه احوالهم من بعد وفاته فلا يشهد لهم  لإنقطاعه عنهم وكونه إستنسخ الجملة ذاتها لشهادة برأة عيسى إنما هي شهادة برأته منهم في رد  شبه الألوهية  في الآية (58) من سورة  الزخرف ({وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ)  وهي الشبه ذاتها التي تنزه عنها عيسى إبن مريم بعد إرتداد قومه من بعد وفاته. قال تعالى{  {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ* إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (116-118) سورة المائدة " والأمة حذت حذوا بني إسرائيل فإرتدت على أعقابها بسجودها لشمس النبؤة بعد افولها ( وفاة النبي) فالولاية(الهداية) قائمة في الأمة بهؤلاء المهديين والمسلم هو المحافظ لصلاته في وقتها ( بيعة امام الوقت الحاضر) فما محمد إلا رسولاً ( منذر) نزيرا للأمة أنزل عليه التشريع والهدأه عليهم التأويل(الإستنباط) قال تعالى {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} (83) سورة النساء . فالمرجعية لأي أمر جامع للأمة سواء كانوا في حالة السلم(الأمن) أو الحرب(الخوف) بغياب الرسول هو بإستخلاص الدلائل من السنة والسيرة النبوية لمجابهة كل ظرف ونسبة للتغير المعرفي في كل زمان والإنفتاح في المفاهيم تتجلي حقائق ترتفع عن علم السلف فتغيب دلالة النصوص(تتصدع العقيدة) مما يتعارض الدين بالعصر(بالعقل) ويقع الضلال للامة ولذلك تكمن أهمية هؤلاء الهداه(الخلفاء) الذين يستخلصون أدوات التجديد في كل زمن ويستنبطون الأحكام من السنة نفسها التي كانت تتعامل مع عقلية سبقت هذة الأمة باربعة عشر قرنا وحوت فلسفته  فهم الحلقة التي تربط الدين بالعقل فلكل زمن عقله(هادي قومه) (ولي امره) بوصفهم الورثة بالكتاب( علماء أمته)  الذين  لا يخلوا زمان من واحد منهم والجهل بهم هو الجهل بالدين أي بمقاصد التشريع المنزلة التي ستتعارض بنهج النبؤة وسنة الإسلام  فحتى النبي صلى الله عليه وسلم بجلالة قدره لو كان حياً بين ظهراني الناس ببشريته فما وسعه إلا إتباع عيسى إبن مريم شخصي المسيح سليمان فأنا شاهد هذا العصر وهاد ثلة الآخرين وامام زمانه .عَنْ أَبِي صَخْرٍ ، أَنَّ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ أَخْبَرَهُ،  أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ:  سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،  يَقُولُ:  " وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ،  لَيَنْزِلَنَّ عِيسَى ابن مريم إِمَامًا مُقْسِطًا وَحَكَمًا عَدْلا،  فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ،  وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ،  وَلَيُصْلِحَنَّ ذَاتَ الْبَيْنِ،  وَلَيُذْهِبَنَّ الشَّحْنَاءَ،  وَلَيُعْرَضَنَّ عَلَيْهِ الْمَالُ فَلا يَقْبَلُهُ،  ثُمَّ لَئِنْ قَامَ عَلَى قَبْرِي،  فَقَالَ:  يَا مُحَمَّدُ لأُجِيبَنَّهُ ". لأُجِيبَنَّهُ " لأجيبنه لوقع له ساجدا اي يتبعه في عصره بمنهاجه وهو من يشهد له .جاء بكتاب الرماح للفوتي بالفصل الثالث عشر قول الشيخ أحمد التجاني: "فمن فزع إلى أهل عصره الأحياء من ذوي الخاصة العليا وصحبهم واقتدى بهم ليستمد منهم فاز بنيل المدد الفائض  من الله، ومن أعرض عن أهل عصره مستغنياً بكلام من تقدمه من الأموات طُبع عليه بطابع الحرمان وكان مثله كمن أعرض أقول: فكلام الشيخ التجاني هو شهادة برأءة من أهل الطريقة  التجانية والممارسات التي تقوم بها هذة الطائفة اليوم وعلى أشباههم من أصحاب هذا الطريق وهو شرح تفصيلي للآية(7) من سورة الرعد في قوله تعالى"وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }  فهداة الامة في كل زمان هم أهل العصر ذوي الخاصة العليا أهل الفزع(الأحياء)  أولي الامر شهداء الامة  ومن يرد إليهم الأمر وفي الفقرة" ومن أعرض عن أهل عصره مستغنياً بكلام من تقدمه من الأموات " أي من استغنى بكلام  الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى الشيخ  التجاني  نفسه أوأي وارث بعد موته  وأعرض عن ذوي الخاصة العليا الأحياء (أمام زمانه أي شخصي المسيح) فهو الكافر الذي يختم عليه بطابع الحرمان فهو يكون سجد لغير الله ". روى عبد الله بن عمر أنه قال: سمعت رسول الله عليه وسلم يقول: من خلع يداً من الطاعة لقى الله يوم القيامة ولا حجة له،  ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميته الجاهلية" أخرجه مسلم بسنده. وأيضاً عنه رُوي: "من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميته الجاهلية"  وأما في الفقرة ". وكان مثله كمن أعرض عن نبي زمانه وتشريعه مستغنياً بشرائع النبيين الذين خلوا قبله فيسجل عليه بطابع الكفر" ان الامة كفرت إذ أستغنت بشهادة شاهد لأمة قد خلت أي سجدت للشمس التشريع (مقام ختم النبؤة) واعرضت عن شاهد عصرها الحي صاحب مقام التوأويل (الله) فقد جاء بالحديث الذي أورده النيسابوري " لن تستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان رعاة الابل ممن يشهدون لا إله لا الله وحده لا شرريك له "  فالحديث هو حجة هذا الزمان ويلاحظ فركن التوحيد الذي به يكتمل جوهر الدين قد إفتقر للشهادة النبي صلى الله عليه وسلم الشهادة التي إغترت بها الامة ونامت عليها فلم يقل " ممن يشهدون لا إله إلأ الله وحده لا شريك له وأن محمد رسول الله "  ليس لأنها غير شرط بل لانها تعارض مضمون اللفظ  ومعنى التوحيد نفسه الذي لا يقبل شريك في الدلالة (شهادة)  بوجود خليفة الله (راعي الابل) اي صاحب الاسم الاعظم  صاحب الدلالة الذاتية فهو من يسقط الشهادة(يهدم مكة) التي كانت دالة عليه في مغربه ولذلك فالإستمساك بها هو السبب الأول لكفر الامة وضلالها وإنقطاعها عن الحق (هادي زمانها) فخرجت عن دائرة التوحيد ومن ثم فلفظ ( وحده لا شريك له) هي شؤن صاحب الوقت الذي يدل لله وحده دلالة لا يشركه أحد فيها بوصفه شمس المغرب التي تخرج (بذاتها لتدل لله دون ستر( شريعة أي دون شهادة محمد رسول الله) قال تعالى{ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ} (24) سورة النمل " وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا" فالقوم هم أناس من هذة الأمة المشار إليهم في الآية (57 ) من سورة الزخرف في قوله تعالى {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} هم من عاصروا عيسى إبن مريم ببعثته فيهم (ضرب فيهم مثلا) بميلاده الثاني بوصفه المهدي البيتي (وهو ذاته أمامهم (شاهدهم) ووجه الصدود هوبسجودهم  للشمس( والتي تشير لمقام ختم النبؤة ) أي وقوفهم في حدود شهادة الشريعة التي تطلع فيها الشمس من جهة واحد ( ظلالية) ولذلك جاء التأنيف " فهم لا يهتدون" أي طبع عليهم بطابع الكفر والحرمان الحرمان من المعرفة الكلية بعدما إستغنوا بهذة الشهادة واعرضوا عن الصلاة في وقتها  (بيعة امامهم الذي بين ظهرانيهم) إذ جعلوا مقام  خاتم النبؤة هو مقام الحق {وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} (58) سورة الزخرف.  " أَآلِهَتُنَا "  هو ذاته محمد  إذ جعلوه عين الحق ومنتهى العلم أي جعلوا قبره  هو بيت الله الحرام الذي لا ينبغي لاحد ان يعلوه أويطأه  بدلالة  وعيسى بإعتلاه هذا القبر( لو وقف على قبري وقال يا محمد لأجيبنه) وقف عليه أي تجاوزالعلم والمعرفة بالله للاقصى وهو معني قتله  لدجال هذة الأمة  أي قتله  لمحمدهم (أَآلِهَهم) أي  لهذا الإعتقاد الراسخ الذي أصبح هو ذاته الإله المعبود في الارض دون الله(صاحب الوقت) الذي فاضلته به وقاتلته بجهلها . قال تعالى {وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ* لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} سورة الأنعام (66-67). فالمكذوب عليه هو مبعوث رباني من الله تعالى بعث  لقوم من هذة الأمة فكفروا به وصدوا عنه  وهو ذات المسيح  عيسى إبن مريم  شخصي سليمان(قل لست عليكم بوكيل)  لا يشهد عليهم بالأسلام  مطلقا بعدما أعرضوا عن صاحب مقام التأويل " وَهُوَ الْحَقُّ " الذي يكون له السجود(البيعة) " إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ " فالقوم هم ذاتهم الذين يسجدون لشمس النبؤة (الشريعة) بعد أفولها " وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ " لأنها قائمة بصرح اللغة العربية لغة البيان الصرح الذي حوى جوامع الكلم(نسخ كل الشرائع) وختمها ولكنه لم يختم المعرفة  وهو ذاته العرش العظيم(الضلال الاكبر) " ومن ياتيني بعرشها" يأتيه بالتـاويل الذي يهدم هذا العرش أي كنز الشريعة ذاتها باللغة العربية لتتبين  ضلال القوم وجهالتهم بلغتهم ولتكون آية دالة للحق و براءة للرسول صلى الله عليه وسلم منهم وهي ذاتها الوقائع بالحديث ( كنت شهيدا مادمت فيهم ولما توفيتني)  اي وكيل عليهم ما دام  فيهم أي شاهدا عليهم في حياته وليس من بعد مماته(لست عليهم بوكيل). فقد روى ابن ماجة في سننه عن أبي امامة الباهلي قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أكثر خطبته حديثاً حدثناه عن الدجال وحذرناه، فكان من قوله أن قال:﴿إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم، أعظم من فتنة الدجال، وأن الله لم يبعث نبياً إلا حذر أمته الدجال، وأنا آخر الأنبياء، وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة، وإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم فأنا حجيج كل مسلم، وإن يخرج من بعدي فكل إمرئ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم . )  فالحديث يشير لثلاثة حقائق جهلتها الناس المسألة الأولى في الفقرة " وإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم فأنا حجيج كل مسلم " فهو حجيجهم (شاهدهم)  هادي قومه في حياته فقط طالما هو بين ظهرانيهم . والثانية  في قوله " وإن يخرج من بعدي فكل إمرئ حجيج نفسه " من بعد موته ووفاته فلا تصح شهادته  وقوله " فكل أمرئ حجيج نفسه"  فكل من أعرض عن أمام زمانه من بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم وإستغنى بشهادته فهو حجيج نفسه فمن لم يكن له أمام فأمامه الشيطان كحال الأمة اليوم .  والمسألة الثالثة في قوله " والله خليفتي على كل مسلم " فالمسلم في الإطلاق والمعنى  يراد به من سلم من فتنة الدجال(الغى العقل) أي الذي تكفل الله به (إذاعصمه بسجوده لأمام زمانه (الذي مد عنقه إليه) فهو المسلم أي المعتصم ببيت المقدس أي الذائق للشهادة (لا إله إلأ الله والتي لا يتذوقها ويشهدها إلأ بمرآة ومشكاة خاتم الأولياء  راعي الإبل (أي صاحب الأسم الأعظم صاحب الخاصة العلياء )فمن فزع إليه فاز بنيل المدد الفائض من الله ومن أعرض وصد عنه طبع عليه بطابع الكفر والحرمان .فعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وأنه لا نبي بعدى وأنه سيكون خلفاء كثيرون قالوا فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم" رواه البخاري (3455) واللفظ له ومسلم (1843).فأنبياء الأمم هم شهداء الله على خلقه فما ان يموت واحداً منهم إلا ويخلفه آخر دون فاصل زمني وبذات السنة في هذة الأمة " فوا ببيعة الأول فالأول  " أي البيعة والأتباع للأمام الحاضر بين ظهراني الخلق فهو السابق هاد زمانه وصاحب الوقت الذي يشهد لأهل عصره وينسخ شهاده سلفه(من تقدمه من الأموات) فله الحق في ان يهدم ما كان قبله ويستانف بأمر جديد ولذلك فشهادة النبي صلى الله عليه وسلم(كعبة الظاهر) أي راية الشرع هي لسيت شرط في الايمان بالله بوجود الله بذاته(قبلة التحقيق ) الذي له الحق في أن يسقطها(يطويها) فهو (شمس الولاية) التي كانوا جميعا ينهلوا منها ولذلك تختلف دورة كل نبي وقرأته للكتاب ودلالته لهذه الشمس ويلاحظ بحديث النبي صلى الله عليه وسلم" تكون النبؤة ما شاء الله ثم سكت" فما بعد شهادة النبؤة هي شهادة الولاية الشهادة التي فوض دلالة الله المطلقة التي يتجلى فيها التوحيد لوارث الولاية الاخير(الحارث بن حراث) الذي بظهوره إنتفت شهادة الشريعة (محمد رسول الله) لتتجلى شهادةالحقيقة (لا إله وحده لا شريك له)  فهو الذي خص بالوحدة الذاتية التي لا تقبل شراكة (سجود لما سوى الحق بذاته لا تقبل شهادة محمد ( لست عليكم بوكيل) لأنها الحضرة  التي يقتل  فيها الدجال(يهدم الكعبة ويقتل الخنزير ويكسر الصليب أي يطيح بشهادة النبؤة التي ضلت الناس أي يهدم مكة (البيت الحرام والمسجد النبوي) ذلك لأنه دل لله دلالة لا يشاركه أحد فيها(لا نبيا ولا رسولا ) وساق الخلق للحق سياقة لم يسقه أحد غيره فهو وحده من تفرد في هذه الدلالة(السياقة) أي فهو من يبني بيت المقدس بناء لم يبنه احد والبناء هو الذوق والحقائق العالية في البيان والتعريف بالله  وكمال ظهور الحق بلسانه بالميلاد الثاني يحمل أسم هذة الدلالة(ذو السويقتين) الذي يهدم الكعبة (الدجال) أي  يلغي شهادة محمد ويعلوا سقف العلم للولاية المرتفع عن السلفية التي تنفي وجود تعريف لله  بأسماءه وبصفاته وذاته  تعريف يتجاوز أرض الشريعة الضيقة (مكة) .قال تعالى {وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ * لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ} (38-39) سورة النحل  . " وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ " فبيانه للحقيقة هو إطاحته وهدمه لمكتهم  إذ يتجاوز بالعلم فوق مقام ختم النبؤة  وهو معنى (قتله الدجال ليبين كذبهم ) لتستأنف الأمة عروجها(معرفتها بالله) بأن يستكمل لها دينها ويتم لها نورها بعد أنقطع بهذة العثرة وهو الفكر الذي يكفر بالتجديد المعرفي الذي وقف في حدود الشريعة (ورهن صورة الحق  ) فالمعرفة (الهداية) لا تختم إلا بالخليفة النازل ببيت المقدس ( سرير سليمان) قال تعالى({قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (35) سورة ص. فسليمان الذي لا ينبغي لأحد من بعده  التعريف بالحق(يذوق أحد بذوقه) إلا عيسى إبن مريم بميلاد ثانِ فيهم  يحمل أسم هذا التعريف بهذا المقام خاتم العلم بالحق جوهر العقيدة. والامة اليوم وقفت في حدود شهادة خاتم الشريعة (النبي صلى الله عليه وسلم) الذي ما نال هذة المرتبة إلا لانه خاتم مقام القرأة (الإنباء) لا غير ولانه خص بوجه كامل فلم يقع التعريف باسماء الله لنبي من الانبياء غيره وذلك معنى ختمه للشريعة(النبؤة) ({وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} (144) سورة آل عمران فما محمد الا رسول (من جملة المهديين) والذين وقفوا في مقام القرأة " أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ " إرتدتم لجهة العناصر بأفول شمس النبؤة فلا تحجر المعرفة ويغلق معراج العلم إلأ (صاحب الاسم الاعظم) الذي يسوق الناس(يدلهم لذات الله فتشهد الخلق على حقيقة التوحيد المطلق لأ إله إلأ الله وذلك إلأ أن تسلم الأمة أمرها له( فيسلمون ويقول المومن غدا إنشاء الله نفتحه) أي تسجد للواقف الآن في مقام قراة التأويل وصاحب الشهود الذاتي وهوشرط الايمان  عن حذيفة رضي الله عنه . قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم": لو لم يبقى من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله فيه رجلاً أسمه أسمي وخلقه خلقي يكنى أبا عبد الله يبايع بين الركن والمقام يرد الله به الدين ويفتح له فتوح فلا يبقى على وجه الأرض إلأ من يقول لأ إله إلأ الله) المصدر رواه أبو نعيم ص231.
أقول: " يرد الله به الدين " وهي ذاتها الخلافة(المعرفة الذاتية) أن يرد هذا الذوق  الدال لله بفهم الولاية المقدس الذي به يهلك الله في زمانه كل الملل ( يهدم كل نظرية وعقيدة محرفة وتذوب كل شهادة ولايبقى إلا الأسلام (التأويل) أي هذا الذوق (ذوق التوحيد) القائم على الإيمان برجعة عيسى إبن مريم بميلاد ثاني باسم  سليمان  الذي دلت عليها نصوص القرآن والسنة وهي مراجع التشريع التي كفرت بها الامة بإستغناءها بشهادة النبؤة عن شهادة  عيسى إبن مريم .قال تعالى:{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ. هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}  سورة التوبة (32-33) .. فدين الحق هو ذاته النور(جوهر الإسلام) هو حقيقة الميلاد الثاني لشخصي المسيح الميلاد الذي قاتلت علماء الامة لطمسه . وقوله تعالى " وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ" يأبى إلأ أن تتجلى حقيقة هذا النور ويكشف عنه وهو ذاته يوم يكشف عن هذا الساق(النور) مقام الدلالة الذاتية للحق(التأويل) وهومقام الخليفة (موضع السجدة) فيدعون للسجود (بالإيمان بهذا الميلاد الذي دل عليه الحق بذاته بأن  يتنزل التأويل ويتجلى القرآن بلسان الحال والمقال بالتدخل المباشربهدم مكة التشريع ويلغي حتى شهادة(محمد رسول الله)  فلا يقبل إلا شهادة(لا إله إلا الله وحده لا شريك له) لا شريك له في الدلالة أي ( مقام التأويل وهو مقام تعريف الله بالله) في قوله تعالى{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ } (7) سورة آل عمران) لا يتم التعريف بذات الحق إلأ بذاته   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق