السبت، 23 ديسمبر 2017

أرض المسيرية بعيون الجفر

أ
 قال محمد عيسى داؤد في كتابه (المفأجاة بشراك يا قدس) ووجدت في الجفر للأمام علي:" معشر آل البيت إني أبيّن لكم وأفهمكم يبعث الله مهدينا عدواً لمن ذمه الله ولعنه ألا إنه هو المنتقم من الظالمين فاتح الحصون وغالب كل قبيلة من أهل الشرك وهاديها لدين الله ولا غالب له ولا منصور عليه فافهموا أنه رشيد سديد، مشيد لأمر الله آياته، يزلزل الله له الأرض زلزالاً عظيماً، يقذف باطنها ناراً وترمي السماء شهباً وجبالاً ونحاساً وحديداً "وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ". أقول : فالمهدي الذي يغلب ناسوته أي تنسخ مهديته بدين الإسلام على  نبؤته بدين الانجيل هو عيسى إبن مريم شخصي سليمان أبي القاسم موسى بقرينة الحال في الفقرة" هاديها لدين الله" لدين الأسلام في قوله تعالى {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} (159) سورة النساء. اورد القرطبي في التذكرة صفحة 570 و571 "فيصعد المهدي المنبر في المسجد الجامع و يخطب خطبة بليغة فيأتي إليه أهل الأندلس فيبايعه جميع من بها من أهل الإسلام ثم يخرج بجميع المسلمين متوجها على بلاد الروم فيفتح فيها سبعين مدينة من مدائن الروم يخرجها من أيدي العدو عنوة).  فالمسجد الجامع هو ذاته مقام سليمان (محل إقامتي ) وأهل الأندلس(جزائر العرب) هم  بني عطية (المسيرية والرزيقات والحوازمة) وقوله " يزلزل الله له الأرض " فالأرض هي أرض الحمر بوجه عام وعيسى إبن مريم بوجه التحقيق والجملة هي إقتباس لوقائع سورة الزلزلة التي هي مشاهد لهذه النصوص الملحمية التي ستتجلى فصولها بأرض المسيرية وآيات السورة تتناول هذه الحقائق من بدايتها إلى نهايتها  قال تعالى {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا " فالأرض بالمعنى الحقيقي  هو عيسى إبن مريم (الأرض المقدسة (مكة التحقيق) أرض التأويل) أي دمشق {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا } وأخرجت أثقالها (حقائقها ) وكنوزها (كنز مكة)  والزلزلة " تشير لبروز بطون عيسى إبن مريم  أي بخروج الدابة( الروح الأعظم شخصي سليمان(مكة التحقيق(التأويل) التي تخرج من مكة التشريع(التنزيل) وهو الثقل(الكنز المشار إليه) الذي يخرج من باطن عيسى" ويقذف باطنها نار" النار التي تخرج من باطن الأرض (أرض اليمن)  أي باطن  عيسى هي ذاتها نار عدن (الحقائق الذاتية النابعة من قرار الذات)  وهو ذاته القحطاني الخارج من قراراليمن  (من عدن) والذي يسوق الناس (يهديهم للحق) أي يدلهم بعصاته(الشريعة) إلى (المحشر(الحقيقة) {وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا* يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} وهو حديث الدابة تبين حقيقتها ودلالتها التي لم يوقن بها الناس  بوصفه الروح الأعظم القائم في هياكلها{بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} أي اذن له بالكلام في هذة الحضرة " وخروجها هو معنى مشرق الأسلام أي إسلام جديد  بفهم غريب "ولا يمضي ساعة الليل والنهار حتى يشرق أمر الله في جزائر كثيرة، " هي جزائر المسيرية بلاد الاندلس. وقوله  " واقرأوا إن شئتم "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" يعلمهم المهدي قرآن الله، ويعلم شعوباً وقبائل ذرأهم الله في الأرض كثيرين كالحب ذي العصف والريحان في بلاد جوينان وغرناطات، يحارب النور الحق فيها يهود أعاجيب وعبدة الصليب الذين يهديهم الله لنوره وأمره " هم اليهود والنصارى الذين يهديهم الله للإسلام  بعيسى إبن مريم  " وأقلون لابن مريم منتظرون" والاقلون هم أنصاري إلى الله الطائفة المؤمنة والظاهرة على الحق ( المعتصمون ببيت المقدس أي على العهد قائمون حتى يأتي امر الله " وأما في الفقرة" بالجانب الغربي من مشرق الإسلام يرى أهل المغرب هولاً وتسمع الجن والإنس قرقعة وصداماً تهتز له الدوائر وتنحرف المحاور وتخرج العذراء من خدرها ويبكي الجنين في جوفها، وتصم أسماعها وتنثقب طبولها وتحشد نساؤها وتهرب رجالها، فقد أعذر الله الأرض إعذارها وأنذرها إنذارها وبدأ النجم الثاقب يرونه أهل المشارق والمغارب. وأقروا إن شئتم "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ * وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ" سورة الحج (1 – 4).  هنا يخنس المجادل الكاذب ويتحير أولي الألباب فلا تشكوا ولا تجحدوا فقد جاءكم الفرج يمحو الله بالمهدي كل الهرج والمرج ومن بايع فإنما يبايع الله تراه الأرض في كل زواياها في وقت واحد وليل أو نهار وتطوى له الأرض ولأصحابه يرفع الله له كل منخفض من الأرض ويخفض له كل مرتفع حتى النملة في جحرها تعلم أنه جاء زمن ولي الله. وما يكون من باب مغلق إلا يفتحه الله للمهدي " أقول :" " بالجانب الغربي من مشرق الإسلام  " فالجانب الغربي هي الشام (السودان) ومشرق الاسلام هي ذاتها الخرطوم منارة الهدى البيضاء التي يتجلى فيها التأويل ويسمع أهل المغرب (السودان( الشام) الهول والأعاجيب والأمور العظام هو ذاته الصوت الذي لم يسمعه انس ولا جان (والفرقع والصدام هي ذاتها الملحمة العظمى(بين العقل والروح) بين المهدي والدجال في صرة الشام (نقطة الرتق والفتق) نقطة الجمع والتجلي (تجلي الأحدية) وتخرج العزراء من خدرها " والعزراء هي الذات (سليمان) الشمس التي غابت في خدرها (مغيبها) وخدرها هو عيسى ابن مريم والجنين الذي في جوفها هو الحق بذاته الروح الأعظم  وبكاءه في جوفها هو ذاته كلام الحق بلسان عيسى اي كلام الدابة الذي يصم أذان أهل المغرب والمشرق الذي يهول له الأنس والجن لانه كلام الله بذاته غير محجوب بصفاته " هنا يخنس المجادل الكاذب ويتحير أولي الألباب فلا تشكوا ولا تجحدوا فقد جاءكم الفرج " وهو ذاته الصوت(التأييد القدسي باسم القائم وأبيه) الذي فيه الفرج(البشرى)  لآل محمد (بنهاية دولة الكفر والشرك) وقوله لا تشكوا ولا تجحدو (  ومنادي ينادي من السماء باسم القائم واسم ابيه في آخر النهار فلا تشكوا انه صوت جبريل) . " وتضع كل ذات حمل حملها" ذات الحمل هي العزراء (الأمة ) وهي الروح )  والحمل هو (الذات (الجنين) ويراد به عيسى إبن مريم (حامل السر الرباني (الأسم الأعظم) وهي الأمانة أي قائم الاحدية(فهم سليمان) الفهم والذوق المقدس الذي لا طاقة للخلق بحمله(إستحلاله). ففي بحار الأنوار عن أبي أبي حسن الرضا(عليه السلام قال : سيفضي هذا الأمر لمن يكون له الحمل"  إي يختم الله هذا الدين لمن يحوز على الفص السليماني الصافي(الفهم الذكي(العقل السليم)  أي فهم الولاية المرتفع. قال تعالى {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (72) سورة الأحزاب. فالامانة هي الخلافة (الولاية) تعقل معرفة ذاته و أسماؤه وصفاته وأفعاله (صورته الجامعة) التي لم تسعها اهل السماء(ملائكة) ولا أهل الارض(الاولياء) ولا الأنبياء(  الجبال) فهي ذوق الأحدية  (ذوق الحق بذاته(الفهم) الذي لا طاقة للخلق به وهو ذاته الحمل(الامانة) أي صورة عيسى إبن مريم   في ميلاده الثاني بالصورة الجامعة(المسجد الجامع ) البيت الجامع لحقائق الخلق( الفهم الوسيع) الذي جهلته الأمة لشدة ظهوره به وتمكنه وسعته لها فأرتفع عن  العقل فاصبح (جهولا) لا يدرى بأمره. ووجه الظلم الذي لحق به هو الجهل به فمن لم يعرفه فقد مات ميتة جاهلية (جهل بالحق) ومن عرفه فقد عرف الله .وذلك المعنى الذي تبرزه الفقرة " فمن بايع فإنه يبايع الله" فالمبايع هو الحق بذاته  " ويظهر النجم الثاقب يرونه أهل المشارق والمغارب " فالنجم الثاقب هو ذاته عيسى إبن مريم صاحب الخرطوم الذي يرونه أهل المشارق (أهل الشريعة وعالم الظاهر( الأنس) بنصوص صريحة و"يرونه أهل المغارب"  وهم أهل الحقائق وعالم الجذب ( الجن). واما في الفقرة " وحتى النمل تعلم أنه زمن ولي الله" فعلم النمل بالأسماء وشخوصها لم يرد في حق فرد إلأ سليمان قال تعالى {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } (18) سورة النمل. ليؤكد أن أسم خاتم الولاية ووارثها أسمه سليمان وقوله" يزلزل الله له الأرض زلزالاً عظيماً، يقذف باطنها ناراً وترمي السماء شهباً وجبالاً ونحاساً وحديداً "وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ . ولما قلت ان الأرض التي تخرج باطنها نار هي أرض اليمن (أرض التجليات)  واليمن هو عيسى إبن مريم ويراد بها أرض المسيرية وخروج نارها هو خروج مهديها( سرها) وهو ذات المعنى لخروج رجل من قحطان(من اليمن)  وهو  في الأصل أبو اليمن ( فهو ذاته عدنان ابواليمن أي ابوالعرب وهو للمسيح أب) أورد الكاتب: غريق كمبال آدم  في المكتبة الأكترونية لموسوعة التوثيق الكامل في السودان (البقارة) الأتي " البقارة يحملون عادات أهل اليمن وصفاتهم وبالذات الحلف بالنار فلا يوجد عند عرب تقديس للنار إلا نار اليمن  التي كانت تعبد وتقدس مع أن الحديث النبوي يشير " الإيمان يماني والحكمة يمانية " إنتهى. فنار اليمن المقدسة هو شخصي المسيح سليمان الروح الرباني الذي يخرج من قرار اليمن (من بطون أهلها (المسيرية الحمر(أولاد ريد). ومن ثم  فالأرض التي تخرج أثقالها هي ذاتها مكة وثقلها هو الكنز المستخرج بأرض المسيرية الحمر هو سليمان ذاته ( بيت المقدس ) الذي بجزائر العرب  " إنما الناس مع الملوك والدنيا، والدين مع الغرباء فطوبى لهم حتى يخرج لهم مهدي آل البيت بعدما يزلزل الله أرض الحمر المسروقة ويتمنى الناس العدل " الغرباء هم طائفة عيسى إبن مريم الطائفة الظاهرة على الحق حتى الساعة ( حتى يخرج لهم مهدي آل البيت بعدما  يزلزل الله أرض الحمر المسروقة " فلما كان شرط خروج مهدي آل البيت هو بزلزلة ارض الحمر (جزيرة الاندلس) أي ان تستحكم دولة الكفر عليها وذلك " لا يظهر القائم من ولدك حتى يملك الكفار الأنهر الخمس انهر آل البيت" كامل الجزيرة " ويتمنى الناس العدل " هم العرب المسيرية ويتمنوا العدل التقسيم العادل للثروة والسلطة   وهي ذات الفقرة بحديث القرطبي " فيأتوه أهل الاندلس فيقولون يا ولي الله لقد تلفت جزيرة الاندلس وتلف أهلها وتغلب عليها أهل الكفر والشرك من أبناء الروم"  تغلبت عليها أي تم سرقتها بموجب إتفاقية نيفاشا وإستحكمت فيها القوى الغربية  بقيادة أمريكا وإسرائيل من الكفار والمشركين (اليهود والنصارى )  ومن شايعهم من فصائل الحركة الشعبية والمشهد يبين أن أرض المسيرية بوجه الخصوص ستكون هي نهاية أمريكا والغرب لانها النقطة التي تبرز المهدي القائم والخارج من المغرب الاقصى بمعية الأعاجم ( العباد الأولي باس شديد). " بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً" . وجاسوا خلال الديار يراد بها ضمنياً غزو أهل المغرب(الغرباء) لمشارق الأرض ومغاربها   والديار هي ديار المسيرية(جزيرة العرب) التي لهم موعد بفتحها كما بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بحديث سمرة  . (تغزون جزيرة العرب وفارس والروم والدجال) وكونهم يغزون جزيرة العرب فهذا يؤكد أنهم الذين يستخرجون كنزها  . بالحديث "  أتركوا الحبشة ما تركوكم هم الذين يستخرجون كنزه " فالحبشة هم ذاتهم الاعاجم (العباد الاولي باس شديد) الباس الشديد اصحاب الهمم  والمقاصد العالية التي لا تحور والعزائم التي لا تخور والكنز المستخرج من جزيرة العرب هو شخصي المسيح خليفة الله "فجاسوا "أي جاسوا في الحقائق وبعثروها ونثروها  (وذلك معنى ( لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة ينقضها حجرا حجرا" وخرابه للكعبة (للشريعة) هو بنقضها حجراحجرا باستخراج اليهود والنصارى منها) أي بيان الحقائق فصلا فصلا و ذو السويقتين هو ذاته عيسى إبن مريم المهدي البيتي  الذي جمع الحقيقة والشريعة. وهنا نقطة اود الاشارة إليها ولما كان هذا البيتي هو ذاته القحطاني الذي يسوق الناس( يدلهم ويهديهم للحق) كما في الحديث (  رجل من عترتك يقال له المهدي يهدي إلى الله عز وجل يهدي الله به العرب ) وبقراءة حديث الامام على عليه السلا م  الذي يشير إلى القائم الذي من ولده والذي يخرج اليهود والنصارى من كور العرب ويسوق الناس بعصاه)  فلما كان هو ذاته الذي تهتدي به العرب أي يسوقهم ( يدلهم ) للمحشر (للحقيقة) فالعصا تشير للدلائل والشواهد المثبتة التي يبرزها قلمه (عصاته) يبين به أحقية العرب الحمر بملكية هذه الارض أي بملكية آل البيت لهذه الانهر الخمس من خلال تقديم نصوص يحاجج بها كل من اليهود والنصارى  أي فهو يستخرج (التوراة والانجيل ) ويقيم بها الحجة عليهم وفيه دليل أن المهدي الذي يخرج اليهود والنصارى بعصاه (بالحجة الظاهرة )هو عيسى إبن مريم شخصي سليمان  وذلك بالحديث التالي وأخرج الكوراني عن محمد بن علي الباقر عليه السلام أنه قال : "إنما سمي المهدي مهدياً لأنه يهدي إلى أمر خفي، يهدي إلى ما في صدور الناس، ويخرج التوراة من مغارة في أنطاكية ويُعطى حكم سليمان". المصدر : الكوراني : المعجم ج 3 حديث رقم 748.
وأخرج عبد الرازق في مسنده عن معمر عن مطر الوراق عمن حدثه عن كعب قال:"إنما سُمي المهدي لأنه يهدي لأمر خفي ويستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكية ".المصدر: عبد  الرازق الجزء 11 صفحة 372.
أقول: مما لا يختلف فيه  من من النصوص أعلاه  أن سر تسمية المهدي تستند على أنه يهدي لأمر خفي والأمر الخفي المُهدىَ إليه موجود في النصوص المقدمة من أسانيد أهل الكتاب(التوراة والانجيل)  ولكن ضلّ عن ذلك الجمهور(اليهود والنصارى) كما أشار لذلك كلام الإمام جعفر الصادق (ع) بقوله: "إنما سُمي بالمهدي لأنه يهدي الى أمر مضلول عنه".
ومن ثم فالمهدي حقيقة من يكشف الستار عن ذلك الأمر الخفي ويبيّن مضمونه ومعناه ليُصبِح بيانه هو الدليل على أنه المهدي بدليل قوله " يستخرج التوراة والإنجيل" والأستخراج لغة هو الأستنباط بأسانيد من خلال هذه المصادر ببيان دال عليه  وهذا البيان  هو ذاته الخطبة البليغة في المسجد الجامع أي الفهم المستنير للكتاب الذي يجتمعون عليه وهو(سلسلة منشوراتي ) ولما كانت هما مصادر تشريعهم فهو يقيم عليهم الحجة ويبين أحقية الحمر بالارض بهذه العصا وذلك معنى قول الأمام (لاخرجن اليهود والنصارى من كور العرب بعصاي ) فالعصا التي يخرجهم بها هي دلائل عقلية مستخرجة من التوراة والانجيل والتي تسترد للعرب ارضهم(تسلب قريش ملكها) ان تتصدر اللغة العربية دلالة الحق وترد لها القيمة المعرفية ( لن تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب ذات مروج وخضراء) والمهدي الذي تؤمن به اليهود والنصارى بإستنباطه من خلال تشريعهم هو عيسى إبن مريم شخصي سليمان .قال تعالى {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ} (48) سورة آل عمران."ويعلمه الحكمه" هي حكمة سليمان ( فهمه) ومن ثم فلا احد يذوق بذوق سليمان (يفهم بفهمه) إلأ أن يكون هو ذات سليمان. قال تعالى{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (35) سورة ص. فالملك هو الفهم الواسع الذي يتجلى فيه عدل الله وحكمه المطلق بذاته فقد روى الشعبي عن تميم الداري قال: قلت يا رسول الله: ما رأيت للروم مدينة مثل مدينة يقال لها إنطاكية، ما رأيت أكثر منها مطراً فقال صلى الله عليه وسلم : (نعم وذلك لان فيها التوراة وعصا موسى ورضاض الألواح ومائدة سليمان فلا تذهب الأيام والليالي حتى يسكنها رجل من عترتي اسمه إسمي وإسم أبيه اسم أبي خلقه خلقي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملأت ظلماً وجوراً ) المصدر (المهدي الموعود) حديث رقم 9 للكاتب: عبد الحسين دستغيب.  فإنطاكية هي ذاتها أرض الحمر بانهارها الخمس وأرضها التي لا ينقطع عنها المطر طول العام والتي تغلب عليها أبناء الروم  " لا تذهب الأيام والليالي حتى يسكنها رجل من عترتي"  يستردها المهدي البيتي من اليهود والنصارى من أبناء الروم  بعصاه أي بالدلائل والشواهد (بالتوراة والأنجيل) " لان فيها عصا موسى ورضاض الاواح ومائدة سليمان" فهي كلها مواريث أنبياء بني إسرائيل أي مصادر التشريع لاهل الكتاب  ومن ثم فالمهدي الذي  يأسلم على يديه جماعة منهم( يخرجون من جزيرة العرب) يؤمنن به ويهتدوا لدين الله (للإسلام)  قطعا هوذات عيسى إبن مريم. قال تعالى ({وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} (159) سورة النساء.  إلا ليؤمنن بدلالته من مصادرهم كونه ذات المسيح الذي يحمل خاتم سليمان وهوالأسم الذي يرفع التعارض في النصوص حول شخصية واحدة متعددة الاسماء ومتنوعة الألقاب وهو ماأبرزه النبي في الفقرة " فيها مائدة سليمان" فلم يات التصريح بأسم عيسى مع أن المائدة  في القرآن لم ترد إلا في سياق بعثته الأولى ليتبين بجلاء ان عيسى إبن مريم هو ذاته مائدة السماء المنزلة على الأرض (فهرس علوم الحقائق) الأرض المقدسة التي يتجلى فيها التأويل وهي ذاتها أنطاكية التي لا يقف مددها( مطرها)  فعن عبدالله عليه السلام . قال : إذا قام قائم آل محمد حكم بين الناس بحكم آل داؤود لا يحتاج بيّنة يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما إستنبطوه ويعرف وليه من عدوه) المصــــــــــدر / من كتاب يوم الخلاص في ظل القائم المهدي (391 الطبعة السابعة 1991 دار الكتاب اللبناني بيروت لبنان كامل سليمان) وكما في البحار. وقد روي أيضاً عن أبي عبدالله أنه قال:" إذا قام قائم آل محمد يحكم بحكم داؤود وسليمان لا يسأل الناس بيّنة) أصول الكافي . أقول: فحكم القائم الذي لا يسأل فيه الناس بينة هو حكم سليمان فهو (حكم الكتاب) ولا ياخذ بينة أي يلغي الشريعة ( يهدم مكة) وهو نفسه الدابة التي تحمل خاتم سليمان  "ويخبر كل قوم بما إستنبطوه  ويعرف وليه من عدوه " أي تميز بين المؤمن(تجلو وجهه بالعصا( بالشريعة)  وتختم على أنف الكافر  بالخاتم(بالحقيقة) بفهم سليمان " يخبر كل قوم بما إستنبطوه " هذا دليل قاطع أنه عيسى إبن مريم " يطلع على الأسرار بالصدر والقلب إن لم تجب سؤاله هو سيجيب " يطلع على الاسرار أي يخبر كل قوم بما أستنبطوه والقوم هم أهل الكتاب المسلمين واليهود والنصارى ." إذا قام القائم قسم بالسوية، وعدل في الرعية، واستخرج التوراة وسائر كتب الله تعالى من غار بأنطاكية، حتى يحكم بين أهل التوراة بالتوراة، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل، وبين أهل الزبور بالزبور، وبين أهل القرآن بالقرآن" (الغيبة للنعماني: ص157، بحار الأنوار: 52/351).  ومن ثم فالقائم الذي يجمع الحكم بالكتب الأربعة أي يخبر كل قوم بما إستنبطوه  هو ذاته (الدابة التي تحمل خاتم سليمان (فهمه) بقوائمها الاربع (قوائم التشريع) في قوله تعالى{وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ} (48) سورة آل عمران. وحكمه لأهل كل شريعة هو إستخراجه البيّنة من مصادرهم . قال تعالى({وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (49) سورة آل عمران. ولما كان الاكل محله البطن فهو ذائق لكل الاذواق ومطلع على سرائرهم(بواطنهم) . "  وَأُنَبِّئُكُم " أي يخبر كل قوم بحالهم ويستخرج مافي بطونهم (ما غاب عنهم) في بيوت عبادتهم  وهي مراجع تشريعهم ( التوراة والانجيل والقران والزبور)  " إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ  " لتكون دلالة عليه وشهادة يحاججهم  بها وهي ذاتها العصا ( الشريعة) التي يجلو بها (يكشف بها عن النقاب) أي  يبين بها أحقية العرب المسيرية بالارض  ليدل ان القائم الذي يحكم بحكم داود واعطي فهم سليمان هو سليمان بذاته فلا أحد يرث سليمان في الفهم (علم الأستنباط) في قوله تعالى {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ} (79) سورة الأنبياء. وسليمان إنفرد بالفهم (لا ياخذ بينة) فقد جاء بسفرالملوك أخبار الايام الثاني (8-12)". فقال سليمان لله انك قد فعلت مع داود ابي رحمة عظيمة و ملكتني مكانه  فقال الله لسليمان من اجل ان هذا كان في قلبك و لم تسال غنى و لا اموالا انما سالت لنفسك حكمة و معرفة تحكم بهما على شعبي الذي ملكتك عليه*   قد اعطيتك حكمة و معرفة و اعطيك غنى و لم يكن مثلها للملوك الذين قبلك و لا يكون مثلها لمن بعدك" فالغني الذي لم يكن للملوك أي لداؤد هو الفهم في إستخراج دلالات النصوص من الشريعة  في قوله تعالى " وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (49) سورة آل عمران . تكون آية دالة لميراثه (خلافته) " وما تدخرون في بيوتكم" فالبيوت هي مراجع التشريع ولما كانت مكة هي بيت من البيوت (بيت المسلمين" فعيسى هو من يستخرج مالها (كنزها) بعدما(يهدمها) يجردها من حليها(بعصاه) اي معوله) ومن ثم فهو يستخرج ما أدخر في البيوت(البطون) أي الخلاصة والزبدة (الغاية والجوهر) والكعبة التي يستخرج ما في جوفها هي أرض الحمرُ بصفة عامة فهي تمثل كنز الأرض ( بيت المقدس بالتحقيق) وهي نفسها كنانة الله ومسجده الأقصى أقصى عوالم الخفاء وهي جزيرة الاندلس التي سيفتحها اهل الغرب رعاة الإبل (قزولة وقزالة) بالوقائع التي ذكرها القرطبي في  التذكرة قال: (وروى من حديث معاوية بن أبي سفيان في حديث فيه طول عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:"ستفتح بعدي جزيرة تسمى الأندلس فتغلب عليهم أهل الكفر فيأخذون من أموالهم وأكثر بلدهم ويسبون نسائهم وأولادهم ويهتكون الأستار ويخربون الديار ويرجع أكثر البلاد فيافي وقفارا وتنجلي أكثر الناس عن ديارهم فيأخذون أكثر الجزيرة ولا يبق إلا اقلها ويكون في المغرب الهرج والخوف ويستولي عليهم الجوع والغلاء وتكثر الفتنة ويأكل الناس بعضهم بعضا فعند ذلك يخرج رجل من المغرب الأقصى من أهل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المهدي القائم في آخر الزمان وهو أول أشراط الساعة) فالجزيرة التي تسمى بالاندلس والتي ستفتح بعده هي ذاتها جزيرة العرب (المسيرية العرب)التي وردت في حديث سمرة (تغزون جزيرة العرب وتغزون فارس والروم والدجال) فلا يقصد بجزيرة العرب او الاندلس سوى جزائر العرب المسيرية بالتحديد لانها أرض آل البيت التي تجري فيها ألأنهر الخمس (كور العرب) وذات طبيعة ممطرة ولا يكاد تنقطع عنها الامطار طول السنة ففيها  كل ذخائر الحياة وأسباب العيش فهي الكنز المقصود لانها قلب الأرض وزبدة العالم بارضها البكر(العزراء) ولذلك كانت محط  أطماع العالم الغربي المتهود " فيغلب عليها أهل الكفر  والشرك " تغلب عليها الديانة النصرانية واليهودية  والمتمثل بالوجود الأمريكي الأسرائيلي  وقوله " وياخذون أكثر بلدهم " هو بإقتطاع الأرض في إتفاقية نيفاشا وضمها لدولة الجنوب ومن ثم سد مسارات الرعي والضغط على العرب وحصر مناطقهم في حزام ناري وتطويقه بالالغام . " ويسبون نسائهم وأولادهم ويهتكون الاستار ويخربون الديار ويرجع أكثر البلاد فيافي وغفار" المشهد يشير لمرحلة  غزو لأرض المسيرية من قبل اليهود والنصارى وهو يمثل الإفساد الثاني لهم فيها أي في ( الأرض المقدسة) والأستيلاء الكامل  على(الأنهر الخمس) فيقع الخراب والتقتيل " فياخذون أكثر الجزيرة " وهو الإستحكام التام على لبلد العرب(أن يملكوا الكور الخمس(أنهر المسيرية بحر الغزال ـ بحر الزراف ـ بحر الجبل ـ بحر الجُر(jure) ويعني بلغة الدينكا(الوافدين (العرب)  واما في الفقرة" ويرجع أكثر البلاد فيافي وقفار" بإبادة المراعي وتقليص الأرض بإقتطاعها " لن تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب مروج خضراء) " أي تعود جزيرة الأندلس(بيت المقدس لأهله) بعدما أتلفت مراعيها وأصبحت فيافي وغفار(تعود خضراء)  وتعمر بعدما خربت  وإنجلى أكثر أهلها  من ديارهم  " وهي حالة النزوح والهجرة بعيدا من مرمي الحرب الهوجاء " فياخذون أكثر الجزيرة  ولا يبقى إلا اقلها" وهو الواقع اليوم والحقيقة التي غفل عنها أهل السودان بصفة عامة والمسيرية العرب  بصفة خاصة  وقوله " فعند ذلك يخرج رجل من المغرب الأقصى " أي بعد إكتمال فصول هذه المشاهد وإستحكام الغرب على أرض المسيرية هو أذان بخروج المهدي البيتي شخصي المسيح غوث الأمة المنتظر ومن ثم فوقائع النصوص يدل على أن خروج المهدي مشروط بحراك سياسي وعسكري وتدخل صليبي في أرضه  " أورد الكاتب محمد عيسى داوؤد في كتابه المفاجأة بشراك يا قدس نقلاً عن الجفر للأمام علي عليه السلام . في خطبه له بالكوفة جاء فيها الأتي نصه: وإذا فاضت اللئام بأرضها غارت السماء لكنانتها بعدما غار الصدق وفاض الكذب وصار العفاف عجباً فزلزل زلزالها، وبعد دهر قام لها قائمها صاحب لا هرج له ولا  حس بعدما كان ملء السمع والبصر، إسمه معروف وبالحسن موصوف، ينشل مصر من شجرة الحنظل ومن عين عين له نداء مبغوض كرائحة الثوم، يخرج سيده بهوان، بعدما صال يهود على الكنانة صيال  كلب عقور . فيوقظ الصحابي أهلها من سبات ويبعثهم الله بعث الأموات، فلكل أجل كتاب ولكل غيبة إياب، يفلق صحابي مصر الأمر فلق الخرزة." أقول : " إذا فاضت اللئام بارضها " فاللئام يراد بهم اليهود والنصارى وفاضت بهم ارض العرب وإستحكموا عليها . " وغارت السماء لكنانتها " وهو بخروج المهدي لإسترداد الكنانة ( بيت المقدس) فالكنانة هي أرض المهدي موطن شخصي المسيح وفيه إشارة للتدخل الرباني المباشر وهوببروز بطون الحق لا غير وذلك ما أبرزه في الفقرة السابقة من الخطبة " زلزلت الارض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها)  وقوله" بعدما صال يهود على الكنانة صيال كلب عقور " إستباحة الارض والعرض "وهو المعنى المشار إليه " لقد تلفت جزيرة الاندلس وتلف أهلها " ويشير النص لحراك سياسي وعسكري وغزو صليبي  تزامناً مع صحوة روحية واسعة تعم البلاد وتلهب العباد للدفاع عن مقدسات الأمة " يوقظ الصحابي أهل مصر من سبات ويبعثهم الله بعث أموات " أي يلهب فيهم حمية الدين وأهل مصر هم أهل المغرب ( قزالة وقزولة) الذين ينصرون الحق  والصحابي الذي يوقظهم أذ ينفخ فيهم روح الدين وذلك معنى " يرسل كتبه لقبائل الغرب أن أنصروا دين الله وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم  فياتوه) " ويسمونها اليهود عدوهم الذي بالجنوب" فعدو اليهود الذي بالجنوب تحديدا هم ذاتهم المسيرية (أبكار المهدية) بوصفها القوة الضاربة في جيش المهدية والتي إستعان بها المهدي في فتوحاته وتحديداً الجنوب فكانت المسيرية هي يد المهدي اليمنى " ومصر تغدو للمؤمن جناحه الأيمن مصر سند ومدد" والمهدي الذي تغدوا مصر (المسيرية) جناحه الأيمن  هو عيسى إبن مريم قائم دولة آل البيت بآخر الزمان في الجنوب. واما في الفقرة " يصول يهود على الكنانة صيال كلب عقور" فمعنى الكلب العقور في معاجم اللغة  يعني الكلب المسعور وهو الاسم نفسه الذي تصدر عناوين رئيسة لعدد من القنوات الأخبارية والصحافة العالمية  . فعلى صدر الصفحة الاولى لموقع الجزيرة الإخبارية  مقالا يحمل العنوان التالي :-
" الرئيس الامريكي المنتخب  دونالد ترامب يعين( الكلب المسعور) وزيراً للدفاع
".. أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ليلة الخميس ، أنه سيعين الجنرال المتقاعد(جينس ماتيس) على رأس وزارة الدفاع في خطوة تعتبر إيذاناً بعودة الخطاب التصعيدي الأمريكي في العالم ، فالجنرال الذي سماه ترامب  بـ" الكلب المسعور" هو من أصل يهودي مولعاً بالحروب وقد أثار كثيراً من الجدل خلال مسيرته المهنية ويعرف بمواقفه المناهضة للأسلام . ويقول ترامب على حسابه بتويتر: أن تعيين الجنرال "الكلب المسعور" ماتيس كان مبهراً جداً أنه جنرال الجنرالات.وقد سبق قيادته وحدات من قوات النخبة الأمريكية للسيطرة على جنوب أفغانستان عام2001م. ومطاردة مقاتلي تنظيم الدولة وحركة طالبان.فإن الكلب المسعور هو أفضل ما لدينا أنه أقرب إلى الجنرال جورج باتون القائد بالحرب العالمية الثانية")  جاء في الجفر نقلا عن كتاب المفاجأة للكاتب محمد عيسى داؤود "دعاوى رؤوس على أبواب جهنم وكلام كثير يسمعه الناس في كل مكان ويرون المتكلم به وقائل يقول: العالم الجديد وما هو بجديد وداع من أرض يقال لها الجديدة وما هي بجديدة لكنها قديمة سكانها أصحاب الوجوه الحمراء واسم الرجل منهم احمر يعرفهم بعوث". أقول : فالعالم الجديد وماهو بجديد هو دولة جنوب السودان الوليدة  وماهي بجديدة لأنها في الاصل أرض المسيرية فهم أول من حطوا فيها رحالهم فإكتشفوا أغوارها وسموا أنهارها " سكانها أصحاب الوجوه الحمراء " هم المسيرية الحمُر " واسم الرجل فيهم أحمر" أي يغلب عليهم  أسم ( أحمر وإحيمر) والرجل الذي منهم ويسمى أحمر يقصد به عيسى إبن مريم المهدي البيتي شخصي سليمان بوجه التحقيق"رَأَيْتُ عِيسَى ومُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ فَأَمَّا عِيسَى فَأَحْمَرُ جَعْدٌ عَرِيضُ ﴾ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) وهوعلى المنبر: (يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض اللون، مشرب بالحمرة"  ابيض اللون هو ذاته الياقوتة البضاء التي تجوفت من الحمراء . وفي الفقرة "لا تفترق الأرض الجديدة وما هي بجديدة وإنما تعتصم بالمسيح ابن مريم لتنتظره ويكذبون على الله فما اتخذ من ولد وما كان معه من إله ولكن الكذاب الدجال يدجل تدجيلاً ويزيّن القواطع الخمسين بزهرة الدنيا ويربط المدائن الخمسين بحبل بني إسرائيل الآتي من جبل صهيون يبغي الفساد في الأرض  "" ستفشل كل الجهود لإسدال الستار على مسرحية السرقة وإن تم الاعتراف بالانفصال في أروقة الساسة والدبلوماسية فالقضية على طاولة الانتظار فهي حبر على ورق( يدجل تدجيلا)  فلا يتحقق سلام  كامل وإستقرارإلا على يدي   " ويزين القواطع الخمسين بزهرة الحياة الدنيا " فالقواطع الخمسين تشير لعدد مقاطعات دولة الجنوب الخمسين وتزينها هو بالوعود الزائفة التي قطعتها امريكا لحليفها (الحركة الشعبية) بتحسين وضع البلاد في حال الأنفصال عن الشمال وفتح الإستثمار للنهوض بالإقتصاد مما ينعم الجنوب بحياة الرفاهية بان يعيش أهله الحلم (أي الوهم والدجل الامريكي "ويربط المدائن الخمسين بحبل بني إسرائل " وهو بتطبيع العلاقات مع إسرائيل على أعلى تمثيل دبلوماسي وتحويله إلى دولة يهودية  " لكن نجمة بني إسرائيل المرسومة في خطوط الدرع تبلعهم جميعاً  "
السودان إلى أين ... ؟ بقـلم ميرغني محمـود مـيرغني
" من كان يظن أن إنفصال جنوب السودان يمشي على درمكة بيضاء لا عوج فيها ولا امتا أو يتهادى على كفوف الأمن و الراحة فقد أبعد الشقة وانساقت به الأوهام وثمة جم غفير من أهل الشمال بدأ يقتنع بنظرية المؤامرة ضد سودان المليون ميل بعد فوات الأوان وثمة من تكونت لديه الآن قناعة كقناعة القانط من أن يسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين، بأن الوحدة لن تتحقق في هذا الإستفتاء حتى يلج الجمل في سم الخياط !
فمن أسوأ العناد عناد المخالف عند ولاة الأمر حين تغذيه بؤرة الكراهية ويقوده عشى الإحساس بالتهميش ومن أسوأ السوء أن تسلم مقاليد الأمور لمن لا يضع حسابا للأمور و أسوأ أخطاء الأمم حين تعطي القلم لمن يصر على أن يكتب نفسه شقيا ولا يشقى وحده ... فمن كان يظن أنه في أعلى السفينة ولا يعنيه من بأسفلها أن قام بخرقها أو ذهب بشطرها فليمدد بسبب في السماء ولينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ. ولا فرق بين إستغلال (المحرضين) وإستقلال (المقوضين ) فغين الغبن هي نفسها قاف الصد لرياح تغيير الوحدة الجاذبة وهي نفسها عين الحمأة لمن يأمل أن يشرب وحده الماء صفواً. كلتا القبلتين شمالا وجنوبا تتلاطمهما العواطف وحيالهما تقف الحكمة مكتوفة الأيدي ويغيب العقل في غيبوبة (نفاذ الصبر) الذي إمتد لنصف قرن ... ومن كان يظن أن فصل التوأم السيامي بلا عواقب وأنه مضمون النتائج فليعد العدة منذ الآن لغرفة الإنعاش وليحضر الحنوط بعدئذ تحوطا... فجبل الثلج دائما لا يكشف إلا عن قمته.
والمعضلة في الشمال ليست في أن تكون الوحدة جاذبة ولكن في أن يكون الإنفصال هو الخيار الأمثل للجنوب لضمان التعايش السلمي. فعدم إستقرار الجنوب ينسحب على أمن الشمال الذي سوف يتحمل كل هذه التبعات ولن يكون بوسع الشمال الذي خرج لتوه من عملية الإنفصال المضنية أن يتحمل أي إنتكاس أو فشل لنظام الحكم بالجنوب الذي بات مؤكداً.
والمعضلة في الشمال في إمكانية قبول من لا يود الذهاب للعيش بالجنوب بعد الإنفصال وفي حركات إنفصالية أخرى تتظاهر بالنوم وهي تتأهب لاقتناص أي فرصة لإعلان التمرد وتقرير المصير بأي وسيلة.
والمعضلة الأكبر أن لا أحد من الشمال مقبول بالجنوب لو حدث الإنفصال ولا حتى حلفاء اليوم مع الحركة الشعبية من اليساريين.
والطامة الكبرى أن قبيلة الدينكا القبيلة المهيمنة على الحركة الشعبية ليست وحدها في الجنوب ولو قدر لقبيلتي الشلك والنوير أن يتحدا ضدها فلن يستقر لها الأمر في الجنوب
وفوق هذا وذلك إشتداد الحصار الإقتصادي على الشمال وحداثة عهد الجنوب بالحكم المطلق لبلد يبدأ تقريبا من الصفر. وهكذا تمر أزمة الجنوب بكل هذه العقبات وكل عقبة هي في حد ذاتها أزمة قائمة بذاتها تحتاج إلى معالجة خاصة.
وكبرى المعضلات في (أبيي) القنبلة الموقوتة التي ستؤدي بالشمال والجنوب إلى فتنة لا تبقي ولا تذر... ثم مشكلة الحدود التي لم تحسم بعد ونحن على بعد أيام معدودات من الإستفتاء.
الإنفصال ليس حلا ولا الوحدة بشكلها الحالي هي المخرج حيث يربو كل يوم الإحتقان وسط أهل الجنوب ويتنامى الغبن و تكبر عدم الثقة و يكبر معها الإحساس بالتهميش ولكن للإنفصال قصة آخرى أكثر إثارة تسمى (كوش).
وقد ورد ذكر (كوش ) السودان الآن بحدوده الحالية فى سفر أشعياء عليه السلام الإصحاح 37 عندما ذكر بأن ملك السودان ترهاقا قد خرج بجيشه لمناصرة الملك حزقيا ملك المملكة الجنوبية فى إسرائيل حوالي (715-697) ق. م وقد تكرر إسم (كوش) حوالي 30 مرة في التوراة أو ما يسميه أهل الكتاب اليوم (بالعهد القديم).
والسودان كان يطلق على المنطقة من البحر الأحمر وحتى المحيط الأطلسي ولحكمة أرادها الله تعالى أصبح السودان هو الرقعة المعروفة الآن والبلد القارة وأكبر قطر عربي و إفريقي.
وأطماع أهل الكتاب في هذا البلد لا تحد ولا يكاد لعابهم يتوقف من السيلان مذ أن قرأوا في التوراة في سفر التكوين (15-18): في ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام (إبراهيم ) ميثاقا قائلا: لنسلك اعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات.
وكيف ينام الطمع والجشع بقلوب اليهود أو يهدأ لحظة والسودان جزء من (أرض الميعاد )... ؟
وقد إجتهد من إجتهد من أهل السودان ليثبت أن الحبشة المذكورة في الآثار الاسلامية هي السودان بحدوده الحالية أو جزء منه وأن السودان هو بعينه (مجمع البحرين ) المذكور في سورة الكهف كما ورد في تفسير القرطبي عن قوله تعالى مجمع البحرين ورد أنه بإفريقيا حيث قال: "قَالَ مُحَمَّد بْن كَعْب. وَرُوِيَ عَنْ أبي بْن كَعْب أَنَّهُ بِأَفْرِيقِيَّة" وأننا لا زلنا نطلق على النيل كلمة (بحر).
وتبقى ثمة معالم لابد أن نقف عندها بتأمل... ففي سورة الواقعة معلم أول رواه الإمام أحمد، عن أبي هريرة ورواه الحافظ ابن عساكر عن جابر بن عبد الله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم: لما نزلت: "فيومئذ وقعت الواقعة"، ذكر فيها (ثلة من الأولين وقليل من الآخرين)، قال عمر: يا رسول الله، ثلة من الأولين وقليل منا؟ قال: فأمسك آخر السورة سنة، ثم نزل: ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين )، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "يا عمر، تعال فاسمع ما قد أنزل الله: ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين)، ألا وإن من آدم إلي ثلة، وأمتي ثلة، ولن نستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة الإبل، ممن شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له) كما أورد ذلك ابن كثير في تفسيره ج4. فرعاة الإبل هم (العرب) بلا جدال ... فمن هم العرب الذين يتميزون باللون الأسود الذين يستعين بهم المسلمون (غير السود) لإدخال مليارات البشر إلى الإسلام حتى تكتمل ثلة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم التي بشر بها في سورة الواقعة. . .؟ وأترك الإجابة لفطنة القاريء وألفت النظر إلى أن هذا الحديث من دلائل النبوة وأنه بشرى عظيمة لهذا البلد ودوره الكبير القادم بإذن الله في فتوحات آخر الزمان . . . !!!
قال تعالى: "يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ " (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" (9) الصف.
فالقدر المحتوم من الله بإتمام نوره واقع ولن يكون برضاء الكافرين ... (أي الدجال وشياطينه) ولن يكون الفتح الأكبر للإسلام برضا أعوانهم من المشركين (اليهود والنصارى).
"يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" (33) التوبة.
وما يحدث في السودان خطوة أولى لتحقيق الآيات السابقة بحذافيرها فيا بشرى لهذا البلد قائد ثورة الفتح الأكبر.
وهل يعلم أهل السودان أن أول بلد سيطأه الدجال هو السودان؟
عن عُثْمَانَ بْنَ أبي الْعَاصِ قال: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَكُونُ لِلْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَةُ أَمْصَارٍ مِصْرٌ بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ وَمِصْرٌ بِالْحِيرَةِ وَمِصْرٌ بِالشَّامِ فَيَفْزَعُ النَّاسُ ثَلَاثَ فَزَعَاتٍ فَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أَعْرَاضِ النَّاسِ فَيَهْزِمُ مَنْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ فَأَوَّلُ مِصْرٍ يَرِدُهُ الْمِصْرُ الَّذِي بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ فَيَصِيرُ أَهْلُهُ ثَلَاثَ فِرَقٍ فِرْقَةٌ تَقُولُ نُشَامُّهُ نَنْظُرُ مَا هُوَ وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بالْأَعْرَابِ وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيهِمْ وَمَعَ الدَّجَّالِ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمْ السِّيجَانُ وَأَكْثَرُ تَبَعِهِ الْيَهُودُ وَالنِّسَاءُ ثُمَّ يَأْتِي الْمِصْرَ الَّذِي يَلِيهِ فَيَصِيرُ أَهْلُهُ ثَلَاثَ فِرَقٍ فِرْقَةٌ تَقُولُ نُشَامُّهُ وَنَنْظُرُ مَا هُوَ وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بالْأَعْرَابِ وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيهِمْ بِغَرْبِيِّ الشَّامِ وَيَنْحَازُ الْمُسْلِمُونَ إلى عَقَبَةِ أَفِيقٍ فَيَبْعَثُونَ سَرْحًا لَهُمْ فَيُصَابُ سَرْحُهُمْ فَيَشْتَدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَتُصِيبُهُمْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ وَجَهْدٌ شَدِيدٌ حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُحْرِقُ وَتَرَ قَوْسِهِ فَيَأْكُلُهُ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنْ السَّحَرِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَتَاكُمْ الْغَوْثُ ثَلَاثًا فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إِنَّ هَذَا لَصَوْتُ رَجُلٍ شَبْعَانَ وَيَنْزِلُ عِيسَى ابن مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ فَيَقُولُ لَهُ أَمِيرُهُمْ رُوحَ اللَّهِ تَقَدَّمْ صَلِّ فَيَقُولُ هَذِهِ الْأُمَّةُ أُمَرَاءُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فَيَتَقَدَّمُ أَمِيرُهُمْ فَيُصَلِّي فَإِذَا قَضَى صَلَاتَهُ أَخَذَ عِيسَى حَرْبَتَهُ فَيَذْهَبُ نَحْوَ الدَّجَّالِ فَإِذَا رَآهُ الدَّجَّالُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ فَيَضَعُ حَرْبَتَهُ بَيْنَ ثَنْدُوَتِهِ فَيَقْتُلُهُ وَيَنْهَزِمُ أَصْحَابُهُ فَلَيْسَ يَوْمَئِذٍ شَيْءٌ يُوَارِي مِنْهُمْ أَحَدًا حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَةَ لَتَقُولُ يَا مُؤْمِنُ هَذَا كَافِرٌ وَيَقُولُ الْحَجَرُ يَا مُؤْمِنُ هَذَا كَافِرٌ".
أخرجه أحمد ( 4 / 216 - 217 ) والحاكم ( 4 / 478 – 479) والطبراني في المعجم الكبير ج9 برقم 8392.
لاحظوا أن الدجال بعد دخوله بلد (مجمع البحرين ) السودان يلجأ الناس هربا منه إلى البلد المجاور له وهو مصر وعندما يطاردهم فيها أيضا يخرجون منها إلى العقبة بالأردن ولا يتحقق الوصف السابق لموقع مجمع البحرين إلا أن يكون هو السودان مصداقا للحديث:
عن حذيفة قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا خرجت السودان طلبت العرب ينكشفون حتى يلحقوا ببطن الأرض أو ببطن الأردن، فبينما هم كذلك إذ خرج السفياني بستين وثلاثمائة راكب، يأتي دمشق . . ." (كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر الحديث رقم 128 ).
والواضح أن هذا الخروج قبل المهدي بقليل لأن خروج السفياني بين يدي المهدي كما ورد في حديث عمار بن ياسر أنه قال: "إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان، ولها أمارات فإذا رأيتم فالزموا الأرض وكفوا حتى تجيئ أماراتها، فاذا إستثارت عليكم الروم والترك" حتى يقول "ويخرج أهل الغرب إلى مصر، فإذا دخلوا فتلك أمارة السفياني" فخروج أهل السودان إلى مصر بسبب الحروب علامة لخروج السفياني وخروج السفياني علامة لخروج المهدي عليه السلام..
وسوف نصل بالقاريء لأسباب دخول الدجال هذه البلد من خلال هذه المعالم باذن الله.
أما المعلم الثاني: فالحديث "اتخذوا السودان فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة: لقمان الحكيم والنجاشي وبلال" جامع السيوطي ج1 ص 66 رقم 249 كما جاء في (الجواهر الحسان في تاريخ الحبشان ص45) أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "سادات السودان أربعة: لقمان الحبشي والنجاشي وبلال ومهجع" وفي النهاية والبداية ج2 ص 123 و124 أن لقمان (نوبي ) قصير أفطس . . . ! فقارن بين حبشي ونوبي . . . ! علما بأن دولة علوة المسيحية وعاصمتها سوبا هي جزء من الخرطوم عاصمة السودان الآن وقد ذكر المسعودي المتوفى سنة 356 هـ في مروج الذهب ومعادن الجوهر ج2 ص 383: "ووراء علوة أمة عظيمة من السودان".
ومهما يكن ففي هذا المعلم وصية عظيمة للمسلمين بموالاة السودانيين سيما وأن التاريخ يحدثنا بأن كلمة حبشة كانت تطلق أيضا على جزء من السودان الحالي بل أن الإسلام ظهر ودولة اكسوم الحبشية تحتل السودان الحالي . !!
أما المعلم الثالث: فالحديث: "خير الناس العرب وخير العرب قريش وخير قريش بني هاشم وخير العجم الفرس وخير السودان النوبة وخير الصبغ العصفر وخير المال العقر وخير الخضاب الحناء والكتم" جامع السيوطي ج 1 ص 108 رقم 11885.
وهي إشارة واضحة إلى تفضيل السودانيين على غيرهم من أصحاب البشرة السوداء في العالم وهو بعلم الحديث (شاهد) على حديث الثلة السابق ومفسر له والأحاديث يفسر بعضها بعضا.
أما المعلم الثالث: فهو حديث: "الخلافة في قريش والحكم في الأنصار والدعوة في الحبشة والهجرة في المسلمين والمهاجرين بعد" رواه أحمد ج 4 وابن أبي عاصم والبزار وإبن عساكر.
وما يهمنا هو قوله صلى الله عليه وسلم: "الدعوة في الحبشة" ولنتساءل وقد مر أكثر من 14 قرنا على الإسلام هل للحبشة بحدودها الحالية دور ذي بال في الدعوة للإسلام ؟
وهل أقيمت أي دولة إسلامية على أرضها حتى الآن ... ؟
وما موقف أثيوبيا وأريتريا الآن من الإسلام والمسلمين ... ؟
ولنعيد الأسئلة السابقة بطريقة أخرى:
هل للسودان بحدوده الحالية أي دور في الدعوة للاسلام ؟
هل أقيمت عليه أي دولة إسلامية ؟
وما موقف السودان الآن من الإسلام والمسلمين ... ؟
وغني عن القول أن للسودان دور هام و متعاظم ولا زال في الدعوة الإسلامية وكثير من الطرق الصوفية والدعاة السلفيين أسهموا في نشر الإسلام خارج حدود القطر في غرب أفريقيا وشرق آسيا وأمريكا وأروبا علما بأن المذهب الشيعي لا يكاد يذكر في السودان.
وقد تأثرت كثير من الحركات الإسلامية الإصلاحية بالثورة المهدية كما كان للسلطنة الزرقاء رواق بالأزهر الشريف وكانت كسوة الكعبة المشرفة ترسل من سلطنة دارفور في عهد السلطان علي دينار الذي قام بحفر (ابيار علي) عند الميقات بالمدينة المنورة... بل أن الإسلام دخل السودان في القرن الأول الهجري بالإقناع وليس بالفتوحات ودونكم إتفاقية البقط الشهيرة ولنتذكر كيف قامت الدنيا ولم تقعد بعد إعلان الرئيس السابق جعفر نميري الشريعة في السودان 1983 كأول قطر أفريقي في العصر الحديث يطبق الشرع..., زد على ذلك تأثر الحركات الإسلامية في العالم بالنظام الإسلامي السني الحاكم في السودان الآن وانبثاق عدد من الفعاليات والأنشطة الإسلامية والمنظمات وعلى رأسها منظمة الدعوة الإسلامية .. يكفي أن نعلم أن مقرها بالسودان وأن أمينها المشير عبد الرحمن سوار الذهب الرئيس السوداني السابق... !
ولنتذكر كيف خصص الحديث الشريف (الدعوة ) وخص بها الحبشة أي السودان كما سبق وأشرنا إلى ذلك بالأدلة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد...
المعلم الرابع: في صحيح مسلم حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ قَالَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ عَلَيْهِمْ ثِيَابُ الصُّوفِ فَوَافَقُوهُ عِنْدَ أَكَمَةٍ فَإِنَّهُمْ لَقِيَامٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ قَالَ فَقَالَتْ لِي نَفْسِي ائْتِهِمْ فَقُمْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ لَا يَغْتَالُونَهُ قَالَ ثُمَّ قُلْتُ لَعَلَّهُ نَجِيٌّ مَعَهُمْ فَأَتَيْتُهُمْ فَقُمْتُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ قَالَ فَحَفِظْتُ مِنْهُ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ أَعُدُّهُنَّ فِي يَدِي قَالَ تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ قَالَ فَقَالَ نَافِعٌ يَا جَابِرُ لَا نَرَى الدَّجَّالَ يَخْرُجُ حَتَّى تُفْتَحَ الرُّومُ.
درج كثير من العلماء من ذكر الحديث السابق مع إغفال قصته رغم أنها مفتاح السر ... فقد جاء الرسول صلى الله عليه وسلم قوم من (المغرب) وليس جهة الغرب ومن كانت بين يديه خريطة فلينظر أين هو المغرب من المدينة أو مكة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أهو المغرب الأقصى أم الأدنى؟ إن كان الأدنى فهو مصر والسودان ... وبم أن مصر لم تدخلها الدعوة الإسلامية بعد فقد عرف الآن من أين أتى القوم سيما وأن طائفة من أقارب النجاشي رضي الله عنه كانت لهم صحبة وقاتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ولكي نفهم ما مغزي كلمة (المغرب) هنا: ذكر الطبري المتوفى سنة 310 هـ في تاريخ الأمم والملوك ج 1 ص 52: "وبالمغرب من السودان البجة والنوبة" .
ولنعد للحديث وكيف أن الصحابي رأى (من بعيد) أناسا قادمين على الرسول صلى الله عليه وسلم فشك فيهم لغرابة أشكالهم وزيهم فلو كانوا من عرب الجزيرة العربية لما أنكرهم ولو كانوا عربا في سحنتهم لما ميزهم من بعيد أو شك فيهم ولذلك الراجح أنهم كانوا مختلفين في سحنتهم وفي زيهم ولذلك قال (من المغرب) أي من إفريقيا فبماذا بشر الرسول صلى الله عليه وسلم هؤلاء القوم من أفريقيا... ؟
بشرهم بفتح جزيرة العرب ولو كانوا عربا لما بشرهم بذلك ثم بفتح فارس ولو كانوا فرسا لما بشرهم بذلك وبشرهم بفتح الروم ولو كانوا من الروم لما بشرهم بذلك وبشرهم أخيرا بفتح الدجال في إشارة واضحة إلى حدوث كل تلك البشريات في زمان واحد وأنهم من يقوم بكل تلك الفتوحات ولنرجع فنعيد قراءة حديث الثلة بعد هذا الحديث . . !!
أما المعلم الخامس: فليس ببعيد من سابقه وإنما هو شاهد لهفقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه ج 3 ص 1525 ح  1925 عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة . . ."  لقد كانوا كذلك ولا زالوا منذ أن دخل الإسلام أرضهم حتى فترة الحكم الإنجليزي المصري. . .
وأخرج الإمام الحاكم في مستدركه ج 4 ص 495 ح 8387 عن عمرو بن الحمق رضي الله عنه عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "ستكون فتنة أسلم الناس فيها، (أو قال: لخير الناس فيها)، الجند الغربي" ؛ فلذلك قدمت مصر وأخرجه الطبراني في معجمه الأوسط  ج 8/ص 315 /ح 8740؛ والبزار ج 6/ص 314 /ح 2026.
وهنالك من فسر الغرب بالشام رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الشام تمام المعرفة حتى قبل البعثة وقد ذكرها في عدة أحاديث باسمها فلم لا يسميها هنا باسمها بدلا من أن يشير إليها بوجهتها؟ وهل الشام في تجاه الغرب فعلا؟
لقد حدثت الفتنة فعلاً وهي فتنة الشرق الأوسط وكان أأمن ما فيها الجند الغربي بإستثناء مصر التي لا زالت غارقة في مستنقعها حتى الآن منذ حروبها وحتى إتفاقية سلامها... في إشارة واضحة إلى المقصود بالجند الغربي . . !!
المعلم السادس:
ذكر القرطبي: "قلت: لعل فتح المهدي يكون لها مرتين مرة بالقتال و مرة بالتكبير كما أنه يفتح كنيسة الذهب مرتين فإن المهدي إذا خرج بالمغرب على ما تقدم جاءت إليه أهل الأندلس فيقولون يا ولي الله: أنصر جزيرة الأندلس فقد تلفت و تلفت أهلها و تغلب عليها أهل الكفر و الشرك من أبناء الروم فيبعث كتبه إلى جميع قبائل المغرب و هم قزولة و خذالة و قذالة و غيرهم من القبائل من أهل المغرب أن أنصروا دين الله و شريعة محمد صلى الله عليه و سلم فيأتون إليه من كل مكان و يجيبونه و يقفون عند أمره و يكون على مقدمته صاحب الخرطوم و هو صاحب الناقة الغراء و هو صاحب المهدي و ناصر دين الإسلام و ولي الله حقا فعند ذلك يبايعونه ثمانون ألف مقاتل بين فارس و راجل قد رضي الله عنهم ( أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) فباعو أنفسهم لله و الله ذو الفضل العظيم فيعبرون البحر حتى ينتهوا إلى حمص و هي إشبيلية فيصعد المهدي المنبر في المسجد الجامع و يخطب خطبة بليغة فيأتي إليه أهل الأندلس فيبايعه جميع من بها من أهل الإسلام ثم يخرج بجميع المسلمين متوجها على البلاد بلاد الروم فيفتح فيها سبعين مدينة من مدائن الروم يخرجها من أيدي العدو عنوة الحديث" التذكرة صفحة 570 و571 الموسوعة الشاملة islamport.com ص 706.
فمن هو صاحب الخرطوم صاحب المهدي الذي يبايعه 80 ألف مجاهد ... ؟ وهل هنالك خرطوم غير عاصمة السودان أوخرطوم الفيل ... ؟
ثم أنظر كيف وصفهم الحديث بأنهم (حزب الله ) وأنهم المفلحون ... !! وذكر فتوحات أروبا من المحور الغربي أسبانيا والبرتغال (الأندلس).
المعلم السابع:
ذكر الخرطوم مرة أخرى ... في الآية "{سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} (16) سورة القلم" (16) سورة القلم والوسم هو العلامة وحتى لا يذهب القاريء بعيدا كما ذهب المفسرون أن المعني هو الوليد بن المغيرة نلفت النظر إلى أن ما ورد من آيات لا يترابط مع سابقه إلا أن يفهم بأن ما بعد كلمة (الخرطوم ) متعلق بها فلو كان كذلك فلم يأت الوصف بصفة الجمع وهي صفة تعظيم لمن سبق ووصف بأبشع العبارات؟ مما يدل على أن الآية تتحول إلى الحديث عن مجموعة من الناس وأن القرينة الدالة عليهم هي كلمة (الخرطوم) والتي تأتي بعدها مباشرة ذكر قصة أصحاب الجنة فما أشبه الليلة بالبارحة وما أشبه أهل الخرطوم بأصحاب الجنة ... فالإشارة هنا والله أعلم لغائب معلوم تكون علامته خلاف أهل الخرطوم حول الثروة وهو ما هو حادث الآن ولو عدنا للأحاديث سوف نعلم ببساطة من هو هذا الغائب المنتظر ... إنه المهدي عليه السلام... وهل هنالك جنة في الأرض كمثل أرض السودان وخيراتها الزراعية والحيوانية والمعدنية وعلى رأسها البترول والذهب وكيف بأقلية تريد أن تستأثر بالحكم والنعمة وحرمان الآخرين لا سيما الغالبية المسكينة من الشعب فكانت النتيجة إحتمال راجح بتشرذم السودان وتمزقه ونذر حرب لا تبقي ولا تذر وتحيل كل هذا الخير وعلى رأسه البترول إلى صريم أي (حريق ).
قال تعالى: "إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَا يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إلى رَبِّنَا رَاغِبُونَ كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" القلم 17-33.
وبعد هذا الخلاف الكبير والمتمثل الآن في قوم في الشمال يودون الإنفصال ويرونه نعمة وآخرون يرونه نقمة سيكون الحل في أهل الرأي الوسط الذين لا يرونه هذا ولا ذاك وإنما إعادة تقسيم الثروة بين جميع أهل السودان بكل عدالة ... وهو الرأي الذي سيتم تسفيهه ويعودون فيكتشفون بعد فوات الأوان واشتعال الحرب أنه كان الحل الأمثل لأهل السودان ولكن لابد مما ليس منه بد وقد ورد ذكر السودان في التوراة في أشعياء الأصحاح (18).
1/ يا أرض حفيف الأجنحة التي في عبر أنهار كوش.
2/ المرسلة رسلا في البحر وفي قوارب من البردي على وجه المياه. إذهبوا أيها الرسل السريعون إلى أمة طويلة وجرداء، إلى شعب مخوف منذ كان فصاعدا، أمة قوة وشدة ودوس، قد خرقت الأنهار أرضها.
3/ يا جميع سكان المسكونة وقاطني الأرض، عندما ترتفع الراية على الجبال تنظرون، وعندما يضرب بالبوق تسمعون.
4/ لأنه هكذا قال لي الرب: إني أهدأ وأنظر في مسكني كالحر الصافي على البقل، كغيم الندى في حر الحصاد.
5/ فإنه قبل الحصاد، عند تمام الزهر، وعندما يصير الزهر حصرما نضيجا، يقطع القضبان بالمناجل، وينزع الأفنان ويطرحها.
6/ تترك معا لجوارح الجبال ولوحوش الأرض، فتصيف عليها الجوارح، وتشتي عليها جميع وحوش الأرض .
ترى ما هي أرض حفيف الأجنحة ... ؟ أليست أمريكا التي ظهرت بها الطائرات أول مرة ثم تطور الأمر حتى أصبح كل من هب ودب يملك طائرة حتى كان البشر طيورا ... والتي تأتي جيوشها على (حاملة طائرات) وترسل الرسل المسرعة (الطائرات والصواريخ ) لتضرب أرض السودان أرض طوال القامة و الشعب الأبي الشجاع الذي لا يهاب الموت وتشهد تلك المعركة كل الدنيا عبر البث المباشر ... التي تنتصر فيها راية الحق فوق جبال (النوبة) وما حولها قبيل الحصاد بقليل حتى تشبع الوحوش.
وفي نفس الإصحاح:
7/ "في ذلك اليوم تقدم هدية لرب الجنود من شعب طويل وأجرد، ومن شعب مخوف منذ كان فصاعدا، من أمة ذات قوة وشدة ودوس، قد خرقت الأنهار أرضها، إلى موضع اسم رب الجنود، جبل صهيون".
وذلك وعد الله القائم بالنصر والتمكين لهذه الأمة التي سترعب القاصي والداني والتي سترسل الإمدادات الغذائية لجيوش (الملحمة الكبرى ) بالشام من السودان.
وفي مزامير داود (مزمور: 68 ـ 38): "ستأتيك يا الله! أشراف مصر، وتسرع كوش بهداياها إليك، إنشدوا لله يا ممالك الأرض، رتلوا للرب كل الترتيل".
وتدخل الإسلام كل شعوب الأرض وترتل القرآن الكريم ... وهل ثمة هدايا أقيم عند الفتح الأكبر من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا...؟
فهل من يقاتل الروم بالشام هم نفسهم أهل السودان ...؟
ففي الحديث:
"إذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثا من الموالي أكرم العرب فرسانا وأجودهم سلاحا يؤيد الله بهم الدين" رواه ابن ماجة والحاكم وحسنه الالباني في الصحيحة 2666.
فمن هم العرب ذات أصول غير عربية (الموالي ) الذين يؤيدون الدين؟
ولو تمعنت في حديث إبن مسعود دون النظر إلى جملة (ونحاها نحو الشام ) ستكتشف أن المعركة هذه غير معركة الملحمة الكبرى المذكورة بعد الهدنة مع الروم وسنعود إلى ذلك بعد قراءة الحديث:
"هاجت ريح حمراء بالكوفة. فجاء رجل ليس له هجيري الا يا عبد الله بن مسعود! جاءت الساعة. قال فقعد وكان متكئا. فقال: إن الساعة لا تقوم، حتى لا يقسم ميراث، ولا يفرح بغنيمة. ثم قال بيده هكذا ( ونحاها نحو الشام ) فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام. قلت: الروم تعني؟ قال: نعم. وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة. فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة. فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل. فيفيء هؤلاء وهؤلاء. كل غير غالب. وتفنى الشرطة. ثم يشترط المسلمون شرطة للموت. لا ترجع إلا غالبة. فيقتتلون. حتى يحجز بينهم الليل. فيفيء هؤلاء وهؤلاء. كل غير غالب. وتفنى الشرطة. ثم يشترط المسلمون شرطة للموت. لا ترجع إلا غالبة. فيقتتلون حتى يمسوا. فيفيء هؤلاء وهؤلاء. كل غير غالب. وتفنى الشرطة. فإذا كان يوم الرابع، نهد إليهم بقية أهل الإسلام. فيجعل الله الدبرة عليهم. فيقتلون مقتلة - إما قال لا يرى مثلها، وإما قال لم ير مثلها - حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم، فما يخلفهم حتى يخر ميتا. فيتعاد بنو الأب، كانوا مائة. فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد. فبأي غنيمة يفرح؟ أو أي ميراث يقاسم؟ فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس، هو أكبر من ذلك. فجاءهم الصريخ؛ إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم. فيرفضون ما في أيديهم. ويقبلون. فيبعثون عشرة فوارس طليعة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأعرف أسمائهم، وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم. هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ. أو من خير فوارس على ظهر الأرض" (رواه مسلم 2899 عن يسير بن جابر).
والملاحظ أن الكوفة جهة الشرق وغربها هو الشام وأنه بعد ما أشار إبن مسعود نحو ذلك فهم الراوي مباشرة أنه لا يعني الشام بل ما وراء الشام من نفس الجهة وهو الروم أو أروبا وأمريكا اليوم مما يدل أن الإشارة تعني الروم وليس الشام كما فهم المفسرون وما يؤكد ذلك فعلا أن الراوي سأله ( قلت: الروم تعني ؟ قال: نعم).
ومن مميزات هذه الملحمة التي نرى أنها ليس شرطاً أن يكون موقعها في الشام:
1/ أنها بين الروم (أهل الكتاب) والمسلمين.
2/ .وأن كلي الطرفين يعد العدة للقتال.
3/ أن فيها ردة وخزلان شديد للمجاهدين الصابرين.
4/ أنها تبدأ بقوات محدودة من الطرفين لمدة 3 أيام حتى تهب بقية الجيوش للنجدة في اليوم الرابع.
5/ وهو الأهم: أن هذه الحروب تقوم بين قبيلة أو مجموع قبائل مرتبطة بأنساب فيما بينها ويجمعهم مكان واحد لدرجة أن في الأسرة الواحدة يموت 99 من 100 من أب واحد...! وأن النزاع على أرض يطمع فيها الكفار.
6/ لا يقسم فيها ميراث لأن ما تبقى من الأسرة رجل واحد أو أن لا ميراث يتبقى ليقسم بعد الدمار الشامل لكل شيء ولا يفرح فيها بغنيمة لأن وقع الموت لا يترك بالقلب مساحة للفرح .
7/ النصر في النهاية للمسلمين وهذه من عجائب هذه المعركة رقم التوقعات وفرق الجيوش والعتاد والقوة.
8/ لم تحدث من قبل ولن يحدث مثلها فيما بعد مما يدل على أنها مرصودة بالأقمار الإصطناعية وكل العالم يتابعها.
9/ تتساقط فيها الطائرات بكثرة وتتدخل في المعركة العناية الإلهية لترجح كفة المسلمين "إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ".
10/ تستعمل في المعركة الخيول.
11/ يشيع أعداء الإسلام أن الدجال قد خرج إلى أرض المتقاتلين وتلك كذبة حتى يشغلونهم من المعركة ولكن قائد المعركة يعلم تماما حيل الكفار فيستطلع الأمر ويتم إرسال قوة استطلاع مكونة من 10 فوارس على خيولهم . . . !
بعد هذه المميزات فلنتساءل واضعين في الإعتبار منطقة (أبيي) وطريقة قتال المسيرية (بنو الأب الواحد) بالأحصنة ووصول المدد لهم بعد 3 ايام.
هل من الممكن أن يكون ميدان المعركة هو (أبيي) ... ؟
ألا يعد أهل شمال السودان العدة للجهاد ؟.
ألم تعلن أمريكا أنها مستعدة وجاهزة للتدخل بقواتها في السودان ؟.
ألم تطلق القمر الإصطناعي (الحارس) بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات كنسية ويهودية مشبوهة وجامعة هارفرد للتجسس على السودان ؟.
من يستعمل الخيول في المعارك الآن ولا زال غير المسيرية ؟
من هو المستعد لخوض معركة حتى آخر فرد من العائلة وغير مستعد للتفريط في شبر من الأرض؟.
وكم تبعد (أبيي) من الخرطوم أو الشمال ؟.
ولو افترضنا أن تلك المعركة هي قوات المهدي كما يقول المفسرون من أين للمهدي بقوات فيها من الأب الواحد 100 فرد؟ والثابت أن أهل بيعته من مناطق وقبائل شتى؟ وأن جيشه الذي يقاتل معه من جميع الجنسيات بل أن القبلية إنحسرت في العالم إلى درجة أنها أصبحت محصورة جدا وفي بلدان بعينها ولا أظن أن للقبلية تأثير شديد الآن في مناطق الشام كما أن الدفاع عن الوطن لا تدخل فيه النعرات القبلية ولكن ما يمكن أن يحدث بأبيي مختلف جدا. . !!
فهم أصحاب الوجعة وأهل الحارة وهم من يشعلون فتيل النزاع دفاعا عن أرضهم وعرضهم . .
وفي صفنيا (2ـ 12): "وأنتم أيها الكوشيون! تسقطون صرعى سيفي، ثم يبسط يده نحو الشمال ويبيد آشور، ويجعل نينوى قفراً موحشاً أرضاً قاحلة كالصحراء، تربض في وسطها القطعان وسائر وحوش البر، ويأوي إلى تيجان أعمدتها القوق والقنفد، وينعب الغراب".
فمن هو (سيف الله) الذي يبسط سيطرته على السودان ويبيد آشور (عراق أمريكا ) أو السفياني. . أهو المهدي المنتظر أم صاحب الخرطوم أم كلاهما معا؟
فى سفر النبي صفنيا عليه السلام: "لأني حينئذ احول الشعوب إلى شفة نقية ليدعوا كلهم بإسم الرب، ليعبدوه بكتف واحدة من عبر أنهار كوش المتضرعون إلى متبدديّ يقدمون تقدمتي) صفنيا 3.
يا لها من نبوءة عظيمة لأهل السودان; فمِن هذا البلد سيهدي به الله تعالى كل الأرض من أجل عبادته بكتف واحد (أي في صفوف لآداء الصلوات الخمس في جماعة).
ونختم هذا البحث بتلك النبوة التي أوردها الباحث كمال عوض في بحثه (السودان في الكتاب المقدس ) والتى لم يجروء أحد على تفسيرها ليس لصعوبة ذلك ولكن لأن هناك فهم عقائدى بُنيَ على غير ذلك فى الطوائف الإنجيلية فيما ذكر فى سفر الرؤيا عن مدينة أورشليم القدس فقد ذكر أشعياء النبى والذى سبق وأن زار السودان وقضى فيها قرابة الثلاث سنوات قال: "فترى عيونكم أورشليم، تراها مسكناً مطمئناً، خيمة لا تنقل من مكانها وأوتادها لا تقلع إلى الأبد، وحبل من حبالها لا ينقطع حيث الرب يظهر عظمته وحيث الأنهار والضفاف الواسعة" أشعياء 33. فنجد تعبيراً دقيقاً عن مكان تلك المدينة. فقد وصفها أشعياء بأنها فى مكان لا يخطر على بال وأنها لا تنقل من مكانها إلى الأبد وأن مكانها سيكون فى أرض الأنهار والضفاف الواسعة (السودان). وكما هو معروف فالسودان هو القطر الوحيد الذى وصف في التوراة بأنه أرض واسعة تقطع الأنهار أرضها. وهناك عدة شواهد تؤكد ذلك نذكر منها:
 - يا أرض حفيف الأجنحة التى عبر أنهار كوش "السودان" المرسلة رسلاً فى البحر وفى قوارب من البردي على وجه المياه. إذهبوا أيها الرسل إلى أمة طويلة وجرداء إلى شعب مهاب أينما كان إلى أمة قوية وجبارة قد خرقت الأنهار أرضها. أشعياء 18: 1-2 .
- فى ذلك الزمان تقدم هدية للرب القدير ويحملها الشعب الطوال الجرد ( السودان) الشعب الذى يهابه القريب والبعيد ( السودان) الأمة القوية الجبارة التى تقطع الأنهار أرضها) أشعياء7:18 .
فهل أدرك الآن أهل السودان سر المؤامرة وسر تقسيم السودان إلى دويلات؟ هل أدركوا لماذا الإستفتاء ولماذا دارفور ولماذا الشرق؟ ولماذا أمريكا وإسرائيل والدجال . .؟
ثمة فرصة نادرة لكتابة التاريخ والعبرة بالخواتيم ولا ثمة فرصة بعد ذلك إلا قراءته حينما تتحقق الأحداث فيما بعد وتصبح جزء من الماضي وحينما يقع الفأس في الرأس لا ينفع الندم ولات حين مناص . . !".
المصدر: موسوعة التوثيق الشامل.
http://www. tawtheegonline. com/vb/showthread. php?t=16596
وأقول معلقاً على ما أشرت إليه بالأرقام من (1-8) على بعض فقرات مقال ميرغني محمود ميرغني. كالآتي:-
على الفقرة رقم (1) قوله: "فرعاة الإبل هم العرب بلا جدال" رعاة الإبل المعنيّن في الحديث النبوي"... حتى تستعينوا بالسودان رعاة الإبل الذين يشهدون أن لا إله إلأ الله" هم عرب اليمن ( بني عطية (المسيرية الحوازمة والرزيقات)
وعلى الفقرة رقم (2) قوله: "الدجال بعد دخوله السودان مجمع البحرين يخرج أهل الغرب إلى مصر ثم إلى العقبة بالأردن" بداية فإن القراءة الصحيحة لصدر الحديث هي "أول مصر يرُده هو الذي بملتقى البحرين "وليست "يرَده" كما فهم ميرغني محمود ويعتقده عامة المسلمين. ويرُده بمعنى يهزمه فيرتد على أعقابه. ولما لم يُسَلط على الدجال إلأ المسيح عيسى ابن مريم كنص السُنّة يصبح جلياً أن المسيح سوداني من السودان" ملتقى البحرين" وهو شخصي سليمان لا أحد غيره.
وعلى الفقرة رقم (3) قوله: "فخروج أهل السودان إلى مصر بسبب الحروب علامة لخروج السفياني". لم يرد في الحديث تصريح بخروج أهل السودان إلى مصر "جمهورية مصر العربية". والأثر المروي عن عمار بن ياسر الوارد بالمقال وفيه "يخرج أهل الغرب إلى مصر فإذا دخلوا فتلك أمارة السفياني". فأهل الغرب هنا هم "الروم النصارى" المسيح الدجال ممثلاً في أمريكا والكيان الصهيوني ومصر هو السودان لأن كلمة مصر غير معرفة تعني أي قطر عربي أو إسلامي والحديث ذاته حدد ثلاث أمصار للمسلمين هي - السودان (ملتقى البحرين)- والحيرة (العراق)- والشام على إطلاقه يشمل كل بلاد الشام فلا علاقة لجمهورية مصرالعربية بوقائع الحديث ومن ثم فخروج أهل الغرب إلى مصر هو مجيئ المسيح الدجال للسودان والدجال هو السفياني صاحب الحرب ومجيئ الدجال السفياني علامة على ظهور المهدي وهو المسيح المحمدي شخصي سليمان.
على الفقرة رقم (4) قوله: "في حديث جماعة أهل المغرب "صحيح هم أهل السودان يومذاك وقد بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم. بفتح جزيرة العرب وفارس والروم والدجال. ولم يشارك السودان في صدر الإسلام في فتح أي من جزيرة العرب أو بلاد فارس أو بلاد الروم. لتصبح تلك البشارة متحققة مستقبلاً وستتحقق اليوم بقيادتي للسودان رعاة الإبل (جماعة أهل المغرب السوداني) فأحرر كامل أرض العالم العربي والإسلامي الواقعة الآن تحت سيطرة وهيمنة الدجال عسكرياً وإقتصادياً وسياسياً.
على الفقرة رقم (5) قوله: "من هو صاحب الخرطوم". صاحب الخرطوم هو شخصي سليمان المسيح المهدي المحمدي. الذي يبايعني السودان رعاة الإبل البربر(المسيرية) أهل الأندلس حقاً، فهم الذين فتحوها ابان المهدية وأخرجهم منها الروم النصارى في حروب صليبية أبان الإنتداب الغربي. وعلى الفقرة رقم(6): "{سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} (16) سورة القلم" الآية. المراد الخرطوم العاصمة السودانية. والمعنى أن الله عزّ وجل سيجعل بالخرطوم علامة بارزة دالة على خروج الدجال ودامغة لطغيانه والعلامة هي شخصي المسيح سليمان المصوّب من السودان (الخرطوم) لقتال الدجال وهزيمته.
على الفقرة رقم (7) قوله: "يا أرض خفيف الأجنحة هي أمريكا" خفيف الأجنحة هو المسيح شخصي سليمان. والجناح بمعنى اليد بلغة القرآن وخفيف الأجنحة أي نحيل الساعدين والنبوءة تشير إلى خروج المسيح من السودان أرض كوش(جزائر العرب) حيث الأنهار السياحة والرجال الأشداء(الأولي بأس شديد)
على الفقرة رقم(8) قوله: "الحديث: هاجت ريح حمراء بالكوفة" يقصد بالكوفة هنا كردفان والمعركة هي معركة أبيي ولن يتم النصر إلا عندما يجيئ شخصي المسيح المهدي سليمان. وبرفقتي السودان رعاة الإبل من دارفور ولله الحمد

الخاتمــــــــــــــــــــــة
جاء بخطبة البيان للامام علي بالوجه الأول " ثم بعد ذلك يقيم الرايات ويظهر المعجزات ويسير نحو الكوفة وينزل على سرير سليمان ويحلق الطير على راسه ويتختم بخاتمه الأعظم فيه وبيمينه عصا موسى وجليسه الروح الامين وعيسى إبن مريم متشحاً ببرد متقلد بذي الفقار ووجهه كدائرة القمر في ليالي كماله يخرج من بين ثناياه نور كالبرق الساطع على راسه تاج من نور راكب على أسد من نور أن يقل للشئ كن فيكون بقدرة الله تعالى ويبرئ الأكمه والأبرص ويحي الموتى ويميت الأحياء وتخرج الارض له كنوزها حوى حكمة آدم ووفاء إبراهيم وحسن يوسف وملاحة محمد .جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله وإسرافيل من وراه والغمام من فوق راسه والنصر من بين يديه والعدل تحت أقدامه ويظهر للناس كتاباً جديدا وهو على الكافرين صعب وشديد يدعو الناس إلى أمره  فمن أقر به هدي ومن أنكره غوى فالويل كل الويل لمن أنكره رؤوف بالمؤمنين شديد الإنتقام على الكافرين ويستدعى إلى بين يديه كبار اليهود وأحبارهم ورؤساء دين النصارى وعلمائهم ويحضر التوراة والانجيل والزبور والفرقان ويجادلهم على كل كتاب بمفرده يطلب منهم تأويله ويعرفهم بتبديله ويحكم بينهم كما أمر الله ورسوله ثم يرجع بعد ذلك إلى الأمة شديدة الخلاف قليلة الإيتلاف وسيدعى إليه  من ساير البلاد الذين ظنوا أنهم من علماء الدين وفقها اليقين والحكماء فيحكم بينهم والمتفلسفين والاطباء الضالين بالحق فيما كانوا فيه مختلفون ويتلوا عليهم بعد إقامة العدل بين الأنام وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ويتضح للناس الحق ويتجلى الصدق وينكشف المستور ويحصل مافي الصدور ويظهر الحكمة الألهية بعدما أخفاها ويشرق بشريعة المختار بعد ظلمائها ويظهر تأويل التنزيل كما بسره الأزل القديم يهدي) إنتهى أقول : النص هو اول أثر من أخبار الأئمة الذي وصف حال عيسى إبن مريم بوصف لم تصفه رواية أخرى لأن فيه تأكيد قاطع أن عيسى إبن مريم والمهدي البيتي هو ذات واحدة  اسمها سليمان فتخصيص الوقائع غلب عليها ذكر عيسى بأوصاف المهدي ففي الفقرة " ويسير إلى الكوفة " وهي كردفان ارض المسيرية والكوفة تشير لمحل إقامتي بغرب الميرم ( شقادي الدبكر) وقوله " ينزل على سرير سليمان " والسرير هو مقام المهدي سليمان وهو العرش الذي تحفه الملائكة " ويحلق الطير على راسه ويتختم بخاتمه الأعظم فيه " أي خاتمه الاعظم هو هيكله البشري وصورته الأدمية ويتختم بها اي يتستر بها. والنص افرد قرائن وإن دلت تدل ان المهدي وعيسى هما شخص واحد وذلك في الفقرة " يكون على يمينه جبريل وشماله ميكائيل وخلفه إسرافيل والغمام من فوق راسه " وهذا يؤكد ان المهدي هو ذات المسيح عيسى إبن مريم الذي تستظله الغمام ويخرج بصحبة الملائكة (ذكر أبو نعيم المذكور في كتابه الذي سماه نعوت المهدي فاسند فيه حديثا إلى عبد الله بن عمر قال:  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة على رأسه غمامة فيها مناد ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه).المصدر: الصراط المستقيم ـ تأليف علي بن يونس الباب الحادي عشر فصل 13. فكرعة هي الخرطوم فقد جاء في كتاب (السراط المستقيم إلى مستحقي التقديم) تأليف محمد علي بن يونس العاملي النباطي البياضي. في الفصل الحادي عشر فيما جاء في المهدي وتملكه وبقاءه عليه السلام:  قال محمد بن احمد: ان والده لما سمع ان المهدي يخرج من كرعة كان يكثر السؤال عنها... كان والدي كثير الأسفار فحمّل جماله وسرت معه... فأشرفنا على قباب وخيام من الادم فخرجوا إلينا فحكينا لهم امرنا... فلما كان الظهر خرج... فصلى بهم الظهر...  فلما سلم، سلم عليه والدي وحكا له قصتنا... ثم طلبنا منه المسير فبعث معنا شخصا... فسأله والدي عن الرجل من هو ؟ فقال:  هو المهدي.  الموضع الذي هو فيه يقال له كرعة مما يلي بلاد الحبشة من بلاد اليمن مسيرة عشرة أيام مفازه بغير ماء).فبلاد الحيشة هي السودان واليمن أرض المسيرية الحمر (أهل اليمن) فقد روى عن أبي عبد الله جعفر الباقر عليه السلام في تأويل قوله تعالى " {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ} (210) سورة البقرة .قال : ينزل القائم في سبع قباب من نور في ظهر الكوفة وهذا حين ينزل)  المصدر ( تهذيب الاحكام ج4 صفحة  144) العياشي ج2ص87) وقد أورد  إبن كثير في التفسير عن ابن مسعود عن النبي  صلى الله عليه وسلم - قال " يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل القضاء وينزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي )
المسيح المهدي المحمدي سليمان أبي القاسم موسى

/4/232017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق