بسم الله
الرحمن الرحيم
على منهاج الولاية
قال الرسول صلى الله
عليه وسلم يا إبن خوالة إذا رأيت الخلافة نزلت الارض المقدسة فقد دنت الزلالزل
والبلايا والامور العظام والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه إلى راسك ) رواه
أحمد.
أقول: فالأرض المقدسة
هو ذاته بيت المقدس والبيت لغة هو المأوى او المجمع ويقال لبيت الشعر على التشبيه
بيت لجمعهالألفاظ والحروف
والمعاني) المصدر معجم مقاييس اللغة مادة " بيت " ومن ثم فالارض
المقدسة هي أرض الله(الخليفة) الأرض
الجامعة لحقائق الخلق كلها باضداضدها (مجمع
البحرين) قال تعالى {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ
فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ } (56) سورة العنكبوت. وبجامعيته حوي الأسماء والصفات
والأفعال ومن ثم فأرض الله الواسعة هي ذاتها اللغة العربية أرض المعرفة
المقدسة التي وسعت دلالات الحروف والمنزه
من الحدود والقياس حيث محل تجلي المعاني(الخلافة) على الحروف أي ظهورها في
عالم المحسوسات (في العقل( الخرطوم)) (فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ) يعرفوه في أرض
العرب (باللسان العربي) فما سواها من الأمصارأي من اللغات هي أرض محدودة لا
تسع الحق حيث تعرج الكلمة من معنى إلى معنى ولا تستقر في سماء (فهم) إلأ لترتقي
لذوق أعلى (سماء)حتى تستوي على عرشها (المهدي القرشي) الذي يتجلى بلسانه التأويل
اي تنزل الخلافة في عقلها المقدس فهو الفردالجامع
والذائق لهذة المعرفة الذوقية المقدسة . يقول إبن عربي في عنقاء مغرب في ختم
الاولياء وشمس المغرب (لم تزل الشمس تشرق من المشرق بغيرها ومن المغرب بنفسها فإذا
أشرقت الشمس من مغربها ونزلت الخلافة الارض المقدسة وصارت القطبية في المهدي فقد
آن أوان الإفشاء ورفع الكتم لأن صاحب الكتم والأفشاء قد ظهر بنفسه فهو شمس المغرب
الذي تطلع بنفسها) عنقاء مغرب. (لم تزل
الشمس تشرق من المشرق بغيرها ) ان معرفة كنة ذات الحق تبقى غيباً محضاً لا مطمع أن
يدركه أحد فلم يتم التعريف به إلأ بستر(شريعة) بفهم النبؤة بكل الخلفاء الذين توالوا للدلالة عليه بشهودهم
للشمس المغرب من جهة واحدة (جهة اليمين) أي أنه تجلى على سعة حرفهم (عقلهم) فإفتقرت
الكلمة عن مضمونها الغائب في جهة الظلام(المغرب) وإلا ما كانت خرجت بذاتها لأنهم
قيدوا طلوعها من جهة واحدة فكانت صورة الحق هي صورة حبيسة في هذة الحدود
الضيقة(العقول) " فإذا أشرقت الشمس من مغربها ونزلت الخلافة الارض المقدسة وصارت القطبية في
المهدي " فالأرض المقدسة هي ذاتها أرض الله الواسعة (ذوق الولاية) بفهمه الوسيع
والمنزه من التقييد والحصر ({يَا
عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ }
(56) سورة العنكبوت . " فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ " يعرفوه بهذا الفهم الوسيع بذاته دون ستر وبذوقه
إذ تخرج الشمس من جهاتها الست فيتجاوز المهدي
بمفردات اللغة من أرض الشريعة أي من المسجد (المعرفة) الأدنى( مكة التشريع ) إلى
المسجد الأقصى أي إلى المعرفة الغائبة(الكلية) لأقصى دلالة للكلمة حيث تتحد في
معناها (وصارت القطبية في المهدي فقد آن أوان الإفشاء ورفع الكتم لأن صاحب الكتم
والأفشاء قد ظهر بنفسه) آن اوان الإفشاء"
فالشمس التي كانت تخرج من المشرق ( بالشريعة من مكة) أي تخرج من جهة واحدة (بغيرها) هي (المعرفة الذاتية) التي دلت عليها الانبياء والأولياء بصفاتها " ورفع الكتم لأن صاحب الكتم والأفشاء قد
ظهر بنفسه " رفع الكتم أي رفع هذا الستر( الشريعة( هدم
مكة) التي ما أقيمت إلأ لتطهير الكلمة للعروج
بها للمسجد الأقصى لتسع تجلي الأحدية
ولذلك فظهور صاحبها دلالة على تمام غايتها إذ تنتفي به شهادتهم ويرتفع عن الخلق حجاب الكتم(الشرك
والكفر) لأنه طلع بذاته (بميلاده الثاني
في الامة مهديا) وميلاده هو طلوعه من مغربه(جهة العناصر والظلام حيث عالم الكثافة
والظهور) ليملأ الحروف سعتها المعرفية بذاته
بفهم الولاية من بيت المقدس بشروقه الذاتي الذي يخالف كل شروق لانه (بروح الله(بذوقه
) دون ستر أي دون شريك في الدلاله (شهادة نبؤة ) . قال تعالى.{وَإِذْ قَالَ
رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ
أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ
بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } (30) سورة
البقرة). والارض هي (بيت المقدس) والخليفة
هو الروح الأعظم شمس المغرب ( الفهم العالي) والذي بنزوله (دلالته) يرفع
الكتم(تنهدم مكة التشريع) أذ يقع الخراب ويفسد مذاق عبادتهم (تعريفهم لله) إذ يلغي
شهادتهم فهو يخالف في وجوهه تسبيحهم وتقديسهم إذ يخرج الشمس من مغربها أي يخرج الحق من صورته الواحدة والتقليدية الحبيسة في العين اليمنى فقط (عين
الشريعة) ليتجاوز بإبليس رؤيا لم تراها
عينه الشمال وغابت عنهم أي ينفذ به للأرض
الواسعة (المعرفة والفهم) بعدما أبت أن تستوي عليه تجليات هذة الوحدة(شمس المغرب) في
عرشه(عقله) فلم تكن له قبلة يتوجه إليها(يسجد إليها) أي ليعرف الحق بالشريعة
(بالخليفة) الذي كان يتم التعريف عليه (الدلالة عليها بغيره ( بالملائكة والنبيين)
فلم يسجد له ( لم يعرفه في هذا التركيب العنصري إلاأن يدل الخليفة بذاته بوصفه آدم الأرواح الجامع للأسماء كلها .على المثل السوداني القائل
(الكلام سمح من خشم سيدو ) قال تعالى {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ
بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ
وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن
بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ} (145)
سورة البقرة.. وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ
إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ
يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (67)
سورة المائدة. فالرسول يقصد به محمد صاحب الشهادة الظاهرية " مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ " دليل لعدم ظهور الأسلام على أرضه (شهادته) لجود صدع فيها ( مكة التشريع) بقصور في
الطاقة الإستيعابية للغة ودلالتها للحق (فَمَا
بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) لم يؤمنوا بالحق
ببيانه وتعريفه لهم باللغة العربية(من جهة اليمين فقط) بالشريعة واهل
الكتاب هم اهل الفهم المرتفع عن فهم
الشريعة ومن تخرج عليهم الشمس بذاتها (بالولاية أي بالجهات الست) دون نبؤة وشريعة
لانهم هم أهل هذا الفهم (الكتاب) أي كتاب
سليمان وهو ارض الله الواسعة الجامعة
لحقائق اليمين والشمال أرض التوحيد(ارض العرب) محل نظر الحق في الخلق. قال تعالى
(أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ
الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ
مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} (114)
سورة الأنعام". وقبل الشرح يقول ابن عربى فى الباب السادس والستين وثلاثمائة
فى الفتوحات المكية ج6 م5: ”... إن لله خليفة. .. . من عترة رسول الله صلى الله
عليه وسلم يشهد الملحمة العظمى مأدبة الله بمرج عكا يبيد الظلم وأهله، يقيم الدين،
ينفخ الروح فى الإسلام يعز الإسلام به بعد ذلة ويحيا بعد موته، (1) يضع الجزية
ويدعو الى الله بالسيف فمن أبى قتل ومن نازعه خذل، (2) يظهر من الدين ماهو عليه فى
نفسه ما لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لحكم به، (3) يرفع المذاهب من الأرض
فلا يبقى إلا الدين الخالص، أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد لما يرونه من الحكم
بخلاف ما ذهب إليه أئمتهم فيدخلون كرهاً تحت حكمه خوفاً من سيفه وسطوته ورغبةً
فيما لديه يفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم، يبايعه العارفون بالله من أهل
الحقائق عن شهود وكشف بتعريف الهىَّ، له رجال إلهيون يقيمون دعوته وينصرونه هم
الوزراء يحملون أثقال المملكة ويعينونه على ما قلده الله. .." المصدر عنقاء
مغرب فى ختم الأولياء وشمس المغرب. ملحق الطبعة الاولى مؤسسة كوثر بتاريخ 1996م
-1417هـ. ص90-91.) . " يبايعه العارفون بالله من أهل الحقائق عن شهود وكشف
بتعريف الهىَّ " العارفون أهل الحقائق هم الذين أوتوا علم الكتاب (علم
التوحيد) الفهوم المرتفعة والأذواق العالية (بالكشف الإلهي( بذوقه) "
وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ
أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ " ليؤكد أن الخليفة الذي
يتبع اهل الكتاب دلالته(يتجلى الحق في شهادته) هو ذاته شمس المغرب التي تطلع بذاتها
هو المسيح عيسى إبن مريم شخصي سليمان قائم هذة الأحدية(صاحب الكتم الذي ظهر بنفسه)
أي هوصاحب اللغة العربية الفصيحة بالتحقيق
التي تسع مضمونه عند أهله و تدلهم للحق (يؤمنوا
به) وهي ذات اللغة التي تلأ بها كل الخلفاء
الكتاب(شهدوا الحق بها) فكانت أحديتهم شهودية(ظلالية) أي غير كاملة فلم يتبع اهل الكتاب
قبلتهم ( شهادتهم) لوجود الغيرية(الكفر والشرك) ويلاحظ بالحديث الذي أخرجه ابن ماجه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: "يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم إبن
خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرآيات السود من قبل المشرق فيقتلونكم
قتلاً لم يقتله قوم، ثم يجئ خليفة الله المهدي فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه ولو
حبواً على الثلج فانه خليفة الله المهدي" إبن ماجة- ج - 12 ص 102) . فالخلفاء
الثلاثة تشير( لليهودية والنصرانية
والإسلام) والصراع هو التحصيل المعرفي الذي يسوس الشعوب بحكم راشد وخلافة ربانية
" ثم لا يصير لاحد منهم "
فالكنز الذي لا يصير لاحد منهم هو الحكم الرباني أي(حكم سليمان) فهو الفهم
المقدس الذي يسوق الناس (يسوس الامم
وتجتمع عليه الشعوب ) " " قد أعطيتك حكمة ومعرفة وأعطيك علم لم يكن مثله
للملوك الذين من قبلك ولا يكون هناك معرفة مثلها لمن بعدك ) (المصدر(سفر الملوك الثالث)
والفقرة الاخيرة من السفر " ولا يكون هناك معرفة مثلها لمن بعدك" فالجملة
هي نفس المعنى المشار إليه في الحديث النبوي( ثم لا يصير لأحد منهم ) فالذي لا
يصيرهو الفهم بوصفه مفتاح الإستحقاق (الخلافة) فلا يستقيم لأحد امر الحكم ومقاليده
إلا بمعرفة الحق الذي لا يدرك في علياه إلا
بهذا الكنز(فهم سليمان) الفهم الواسع الذي يسع تجليات اسمائه وصفاته وأفعاله (بيت
الله الحرام) اي الذوق المحرم لأصحاب الحدود الثلاثة لأنه أرض الله التي يتجلى فيها التأويل (التوحيد) فلا
يستحله(يتذوقه) أي لا يصير إلأ لأهله ( أهل البيت). قال تعالى "قَالَ رَبِّ
اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ
الْوَهَّابُ} (35) سورة ص. " لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ
بَعْدِي " اي لا يصير لاحد هذا الفهم
الذي يستخرج الدلالة لله من الارض المقدسة
(ارض العرب) اي من اللغة العربية (لغة
التأويل). جاء في بسفر الملوك (3) الاصحاح الاول 3-8) " وقال
سليمان يا الله اعط عبدك قلبا وفهما لاحكم على شعبك وأميز بين الخير والشر لأنه
لا يقدر احد ان يحكم على شعبك العظيم . فقال له الله من أجل أنك سألت هذا
الأمر ولم تسأل لنفسك غنى ولا أيام كثيرة ولا سألت أنفس أعدائك بل سألت تميزاً
لتفهم الحكم وهوذا أعطيك قلباً حكيما ومميزاً لم يكن مثلك قبلك ولا يقوم بعدك
نظير ولا يكون رجل مثلك في الملوك "
ففي الفقرة " لأنه لا يقدر احد ان يحكم على شعبك العظيم " فشعب
الله العظيم هم أهل الكتاب أي أهل الكهف
الذي تطلع الشمس عليهم بذاتها (الذائقين
لهذة الوحدة من الجهات الست) ولذلك لا أحد
له الطاقة في أن يلفتهم(يوقظهم) ويردهم من حالة السكر والغيبة (الرقود) إلى حالة الصحو (للشريعة) وعالم الظهور "الذين
لا يقدر احد أن يحكمهم " ان يجمعهم لكلمة التوحيد بدين الاسلام وشريعته في
قوله تعالى ({وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ
آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا
بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ
مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ} (145) سورة
البقرة)) " مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ " لم يلتفتوا للشريعة وللظاهر
(دلالته وتعريفه لله بفهم النبؤة لهذا الميلاد ( جوهر التوحيد) " بل سألت
تميزاً لتفهم الحكم " والحكم هو الكنز(القبلة ) أي الفهم الذي يهتدون به للحق
" فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم
" فهم من يصير إليهم هذا الكنز (المعرفة) اي وقائع هذا الميلاد إذ يدلون عليه (يستخرجونه ) من الأرض المقدسة ( من
مكة ( من جوف اللغة العربية) من نصوص الشريعة ويبينونه للامم الثلاثة في بيان معجز لم يبينه
قوم قط في أكبر مناطحة فكرية للتعريف بهذا الجوهر التوحيدي الغائب في الكتاب . قال تعالى " {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ
* فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} سورة الواقعة(77-79). فالقرآن الكريم هو الذات النورانية العلية والمكنون في (كتاب
سليمان) فهمه بوصفه الارض الواسعة والمقدسة التي تتجلى فيها أحدية هذة الذات ولذلك
لا يفتح هذا الكتاب " يَمَسُّهُ " يستحله ويستنبط حكمه ( كنزه) " إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ " أهل اللسان الفصيح أهل
الفهم المرتفع حيث مس الكتاب الاحدية. أخرج الكوراني عن محمد بن علي الباقر عليه السلام أنه قال :
"إنما سمي المهدي مهدياً لأنه يهدي إلى أمر خفي، يهدي إلى ما في صدور الناس،
ويستخرج التوراة والانجيل من مغارة في أنطاكية ويُعطى حكم سليمان". المصدر :
الكوراني : المعجم ج 3 حديث رقم 748 فحكم سليمان هو الكنز المقتتل عليه (نقطة دائرة التوحيد) الفهم
المنتظر دلالته(حكمه) عند اليهود أي المنتظر نزوله في بيت المقدس وبيت المقدس هو روح الجوهر
الأنساني ومعدن تجلي الحق (هيكل سليمان (فهمه) الذي يتجلى فيه حكم الله بذاته .
قال تعالى{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا
وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا
فَاعِلِينَ} (79) سورة الأنبياء. ففهم سليمان هو التأويل اللفظي للكتاب(التوراة
والإنجيل) باللغة العربية وبلسان عيسى إبن
مريم في ميلاده الثاني. يقول تعالى{وَإِن مِّنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ
يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} (159) سورة النساء. " لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ "
بتاويله للتوراة والإنجيل (دلالته للحق) بلسان العرب
وهو ذاته المسيح أي التأويل المنتظر نزوله( إستواءه ) في العرش أي في العقل
المقدس(الخرطوم) وهو معنى مسمى (المهدي المنتظر) أي الفهم الذي يهدي(يخرج) هذة
المعاني الغائرة في جوف الحروف(الشرائع). جاء بخطبة لأمير المؤمنين علي عليه
السلام بالكوفة الأتي نصها :" ثم أن المهدي بعد ذلك يقيم الرايات ويظهر المعجزات ويسير نحو الكوفة
وينزل على سرير سليمان ويحلق الطير على راسه ويتختم بخاتمه الأعظم فيه
وبيمينه عصا موسى ويبرئ الأكمى والأبرص ويحي الموتى ويميت الأحياء وتخرج الارض له
كنوذها ويستدعى إلى بين يديه كبار اليهود وأحبارهم ورؤساء دين النصارى
وعلمائهم ويحضر التوراة والانجيل والزبور والفرقان ويجادلهم على كل
كتاب بمفرده يطلب منهم تأويله ويعرفهم بتبديله ويحكم بينهم كما أمر الله
ورسوله ويتضح للناس الحق ويتجلى الصدق وينكشف المستور ويحصل مافي الصدور ويظهر
الحكمة الألهية بعدما أخفاها ويشرق بشريعة المختار بعد ظلمائها ويظهر تأويل التنزيل
كما بسره الأذل القديم ) أنتهي. فجملة " ويعرفهم بتبديله ويحكم بينهم كما
أمر الله ورسوله" يحكم بينهم بحكم الله (بالتأويل) أي بلغة الكتاب
"اللغة العربية التي تبين وجه الإختلاف " .قال تعالى {وَكَذَلِكَ
أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا
جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ} (37) سورة
الرعد . يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لينزلن المسيح عيسى إبن مريم اماما حكما
عدلا مهديا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير) فالحكم العربي هو حكم الله أي هو ذات
(المسيح عيسى إبم مريم) أي تأويل الكتاب (التوراة والأنجيل ) النازل بلسان عربى
فصيح ( يشرق بشريعة المختار) الذي به يستخرج الدلالة عليه منها (الحكمة الإلهية) التي لا تتجلى (تنزل ) إلأ باللغة
العربية ( اللغة المقدسة) التي سلمت من التحريف والتبديل وهي ذاتها حربته (البيَنة)
التي يكسر بها الصليب ويقتل الخنزير أي تعلوا بفصاحتها وتطيح بدلالتها وبيانها على
كل اللغات (اليهودية والنصرانية) أي(تنسخ التوراة والأنجيل ) ومن ثم فالمهدي هو تأويل الكتاب النازل في مقام
التعريف الذاتي (بيت المقدس) أي بالبيت العربي بوقائع ميلاده الثاني الذي يمثل جوهر التوحيد
(الحكمه المستورة (الكنز) أي المعرفة التي تقاصرت عنها أعناق الأمم الثلاثة
المتقاتلة(لا يصير لأحد منهم ) أي لا ترتقي عقولهم لهذا الفهم الذي غاب عنهم والذي
يهدم اليهودية (قتله للخنزير ) في كونه
ذات عيسى إبن مريم المسيح الذي يولد للمرة الأولى
بناموس موسي (ولادة طبيعية) ببشريتة من ام وآب بأسم سليمان فيكون بهذا كسر
الصليب(عقيدة بقاءه بكامل بشريته بهيئته المحسوسة في السماء) بميلاده من أنسان وهي ذات الحقيقة التي تهدم
مكة المسلمين(يظهر تاويل التنزيل) (الذي يطيح بمذاهب وفرق الامة في كونه المهدي
السني والغائب الشيعي وأخرج الكوراني عن محمد بن علي الباقر عليه السلام أنه قال :
"إنما سمي المهدي مهدياً لأنه يهدي إلى أمر خفي، يهدي إلى ما في صدور الناس،
ويخرج التوراة من مغارة في أنطاكية ويُعطى حكم سليمان". المصدر : الكوراني :
المعجم ج 3 حديث رقم 748. وأخرج عبد الرازق في مسنده عن معمر عن مطر الوراق عمن
حدثه عن كعب قال:"إنما سُمي المهدي لأنه يهدي لأمر خفي ويستخرج التوراة
والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكية ".المصدر: عبد الرازق الجزء 11 صفحة 372.
فقوله " يستخرج التوراة والانجيل" أي يستنبط
منها الدلالة عليه ويعرفهم بذاته ليؤكد أنه المسيح عيسى إبن مريم(شمس
المغرب) وهو ذات المهدي الذي في قطبيته(أي في زمان حكمه ببيت المقدس( بلسانه
العربي)) سيشهد أهل الكتاب التوحيد بدين الإسلام ( يأسلموا على يديه)أي يتبعوا
قبلته(تعريفه لقاعدة إستخراجه للحقيقة). بلسانه العربي(بشريعة
المختار) ( قبلة العرب) التي لم يتبعوها
بنبؤة الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا يعني أنه يأتي بلغة الوحي كما أنزلت بها الشرائع الاربع اي يعيد
الوجود لنقطة التجلي الأولى (للغة الفطرة) المغايرة لكل المذاهب فقد اخرج
الطبري عن أبى أُمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يكون بينكم وبين الروم
أربعة هدن، يؤم الرابعة على يد رجل من آلـ هرقل، تدوم سبع سنين. قيل: يا رسول الله
من إمام الناس يومئذ؟ قال: من ولدى ابن أربعين سنة كأن وجهه كوكب دري في خده
الأيمن خال أسود عليه عباءتان قطوانيتان، كأنه من رجال بني إسرائيل يستخرج الكنوز
ويفتح مدائن الشرك) كنز العمال ج14 حديث رقم 38680." كأنه من رجال بني إسرائيل" أنه صاحب إطلالة عصرية(إسلام المغرب) الذي يتخطى النمطية (اسلام
المشرق) أي يعصرن الوحي بالفهم المستنير للكتاب باللغة العربية في آوج إزدهار
الهيمنة الغربية والسطوة المادية الحديثة فيطفي بريق هذة الحضارة العجمية (المشركة والكافرة) فتتسيد اللغة العربية(الارض
الواسعة) مشكأة الهداية . قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم فينزل عيسى ابن مريم ـ عليه السلام ـ في أمتي حكماً
عدلاً، وإماماً مقسطاً، يدق الصليب، ويذبح الخنزير، وتكون الكلمة واحدة، فلا يعبد
إلا الله، وتسلب قريش ملكها ﴾ رواه ابن ماجة في السنن برقم 4077." تسلب قريش ملكها " أن تسلب القيمة المعرفية للسان العربي الفصيح
هرم المعارف . فعن أبي بصير عن عبد الله عليه السلام قال: "القائم يهدم المسجد
الحرام حتى يرده الى أساسه، ومسجد الرسول صلى الله عليه واله وسلم الى أساسه، ويرد
البيت الى موضعه، وأقامه على أساسه.(1 بحار الأنوار للمجلسي
(ج- 52- ص 238- غيبة الطوسي).
) فالبيت الذي يرده إلى موضعه هو ذاته بيت الولاية
( الفهم المقدس) الذي لا تسعه إلا أرض العرب
(اللغة العربية إذ يردها للواجه وتتصدر الخلافة(الدلالة للحق) بوصفها بيت
المقدس موضع القبلة( مكة التأويل) أم اللغات
التي يتجلى فيها وجه الحق بلسان قريش فقط . يقول الشافعي في الرسالة (42)
لسان العرب أوسع الألسنة مذهباً وأكثرها الفاظا ولا يحيط بجميع علمه إنسان
غير نبي ) أخرج البخاري في صحيحه في كتاب فضائل القرآن (باب نزل القرآن بلسان قريش
(6-97) من حديث أنس بن مالك قال (فأمر عثمان
بن عفان زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبدالله بن الزبير وعبدالرحمن بن
الحارث بن هشام أن ينسخوها في المصاحف وقال لهم: إذا إختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في
عربية من عربية القرآن فأكتبوها بلسان
قريش فإن القرآن أنزل بلسانهم ففعلوا)
ففي كتاب الفتن لنعيم بن حماد (
ينزل خليفة قرشي من بني هاشم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ويبني بيت المقدس بناء لم يبن
مثله ) أقول : فالخليفة القرشي هو ذاته
المسيح عيسى إبن مريم شخصي سليمان المهدي
العربي أي التأويل الذي ينزل ببيت المقدس (محل تجلي حقائق الذات) وهو ذاته السرير
المشار إليه في خطبة الامام على( وينزل في سرير سليمان) أي يسع فهمه ولغته العربية
الفصيحة) وقوله (يبني بيت المقدس بناء لم يبن مثله) فبلسانه القرشي الفصيح فهو
يستخرج كنز اللغة بالدلالة لهذا الميلاد (جوهر الإختلاف) ببيانه بقاعدة
إستدلال لم ييبنها أحد من قبله سواء نبيا أو مهديا..قال تعالى {يُرِيدُونَ أَن
يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ
نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ
بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُشْرِكُونَ} سورة التوبة (32-33) نور الله هو التأويل بشمس المغرب (جوهر
التوحيد) الذي دلت عليه بذاتها بطلوعها من المغرب بهذا الميلادالثاني في الأمة الأسلامية مهديا بدين الأسلام " وَدِينِ
الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ "
دين الحق هو اللسان العربي الفصيح (الوسيع)الذي يبين هذا الجوهر(هيكل
سليمان) ويظهره من عماءه وكنزيته المطمطمة الذي لم يسعه إلأ أرض العرب فالدين
الحق هو التأويل الحرفي لكتاب سليمان باللغة
العربية و بلسان عيسى إبن مريم لا غير فهو اللسان الذي يتجلى فيه (حكم الله) الحكم الذي تجتمع عليه اليهود والنصارى لأنه
حقيقة الأسلام اسلام الفطرة الذي لا
يتعارض جوهرا ومضموناً مع مثالية التوراة والانجيل كما أنزلتا أي قبل التبديل والتحوير
الذي طال لغتهما .وقد عبَّر عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ( كل مولود
يولد علي الفطرة، فأبواه يهودانه أو
ينصرانه أو يمجسانه) رواه مسلم والبخاري عن أبي هريرة. على الفطرة على هيئة سليمان أي روحاً قدسيأ (عربيا) . (جاء في ((أرميا 4:1)):" قبل ما صورتك في
البطن عرفتك وقبل ما خرجت من الرحم قدستك لقد جعلتك نبياً للشعوب لا تقل إني ولد
لانك إلى كل من أرسلك إليه تذهب وتتكلم بكل ما أمرك به فمد الرب يده ولمس فمي وقال
ها قد جعلت كلامي في فمك أنظر قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم
وتهلك). أقول: فالمقصود هو ذاته مولود
الفطرة (عبدالله) عيسى إبن مريم في بعثته
الأولى " قبل ما صورتك في البطن
عرفتك" اي تم التعريف به قبل نزوله والمعنى
تشير إليه الآية (45) من سورة آل عمران .قال تعالى {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا
مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى
ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ويكلم
الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين} ."..
وكلامه كهلاً ببعثته الثانية بميلاده مهديا في الامة " لانك إلى كل من أرسلك إليه تذهب وتتكلم
بكل ما أمرك به " يحاجج كل أهل مذهب
بمذهبهم ويستخرج البينًة الدالة لوجه الحق (كلام الله) من شرائعهم قال تعالى :(مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ
مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ
عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ
الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (117) سورة المائدة) فهو المأمور بإبراز(إستخراج) هذا الوجه كاملاً
أي(كلام الله) والكلام هو ذاته التأويل(القبلة
الأولى) التي تجتمع عليها الخلق أي دين الفطرة ( أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ
رَبِّي وَرَبَّكُمْ) يدعوا للتوحيد(للنور) اي دال لشمس المغرب التي لا تتجلى وتخرج من غروبها ( بيت المقدس) إلأ بعد
إذالته وهدمه للغة الحدود(الكفر والشرك) أي قتله للدجال أي أنه يلغي العقل المادي(العقل
النجس) " قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتهلك
" يهدم ويقلع ليدل لغاية الشريعة. ذكر بالإصحاح 19 من سفر الرؤيا( فمن فمه يخرج سيف ماضي يضرب به كل الأمم،) فالسيف الخارج من فمه هو ذاته كلام الله كلام
الفطرة (باللسان العربي الفصيح). . قال تعالى " وَأُنَبِّئُكُم بِمَا
تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ
إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (49) سورة آل عمران . ولما كان الطعام محله البطن ينبئهم
بما في بطونهم أي ذائق لكل الاحوال (لهذة الوحدة) " وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي
بُيُوتِكُمْ " فالبيوت هي مراجع التشريع ولما كانت مكة هي بيت من البيوت (بيت
مال المسلمين" فعيسى هو من يستخرج مالها (كنزها) وما أدخر فيها أي الخلاصة
والزبدة (والجوهر) بلسانه العربي في ميلاده الثاني وهو دين الفطرة (لسان الفطرة ) وليس العجمي(الإسرائيلي) {يُرِيدُونَ أَن
يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ } بافواهم أي باعجميتهم الضيقة التي لا تسع هذا
النور(الفهم ) فبدلوا مقاصد هذة النصوص
الصريحة الدالة عليه من التوراة والإنجيل باللغة العربية الفصيحة (الكنز) (الذي
سلم من التحريف حتى يأتيهم من يستخرجه
(يأوله) بجامعيه لسانه وفصاحة بيانه ولما كان ذو السويقتين هو من يخرب مكة هذا يؤكد
أنه ذات المسيح عيسى إبن مريم شخصي سليمان المهدي البيتي الذي يولد في مكة(قرار
العرب( وهو ذات الخليفة القرشي الذي يبني بيت المقدس) البناء العالي بقاعده
إستدلاله وتعريفه للحق بذاته(بذوقه) الذوق الذي من وطأته يهدم المسجد الحرام ويخرب معه مدينة رسول الله(يثرب( شهادة النبؤة)
.فقد أخرج الصدوق في كمال الدين باسناده عن أبى حمزة الثمالي قال: قال لى أبو جعفر
(الباقر) عليه السلام: ياثابت كأنى بقائم أهل بيتي قد أشرف على نجفكم نشر راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاذا
هو نشرها إنحطت عليه ملائكة بدر. قلت: وماراية رسول الله صلى الله عليه واله؟ قال:
عمودها من عمد عرش الله ورحمته، وسائرها من نصرالله، لايهوي بها إلى شيئ إلا أهلكه
الله. قلت فمخبوءة هي عندكم حتى يقوم القائم عليه السلام ام يؤتى بها ؟ قال: بل
يؤتى بها. قلت: من ياتيه بها ؟ قال: جبرائيل عليه السلام.) كمال الدين -ج - 2 - ص-
672 ح رقم 23).. (عن الامام جعفر الصادق عليه السلام: "له كنز بالطالقان ما هو
بذهب ولا فضة وراية لم تنشر منذ طويت).. أخرج الصدوق في كمال الدين باسناده عن أبى حمزة الثمالي قال: قال
لى أبو جعفر (الباقر) عليه السلام: ياثابت كأنى بقائم أهل بيتي قد أشرف على
نجفكم نشر راية رسول الله صلى الله عليه
وسلم التي لم تنشر منذ وفاته فاذا هو نشرها إنحطت عليه ملائكة بدر. قلت: وماراية
رسول الله صلى الله عليه واله؟ قال: عمودها من عمد عرش الله ورحمته، وسائرها من
نصرالله، لايهوي بها إلى شيئ إلا أهلكه الله. قلت فمخبوءة هي عندكم حتى يقوم
القائم عليه السلام ام يؤتى بها ؟ قال: بل يؤتى بها. قلت: من ياتيه بها ؟ قال:
جبرائيل عليه السلام.) كمال الدين -ج - 2 - ص- 672 ح رقم 23) فالراية هي القرأة النصية للكتاب(التأويل بلغة القرآن) أي بفصاحة
النبؤة التي لم تنشر منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وكونه لا يرفعها إلأ عربيا
قرشيا فصيحا بليغا أوتي جوامع الكلم(تجتمع
عليه الكلمة) فهذه الأوصاف لا تنطبق على أي خليفة
إلا أن يكون هو ذات المسيح عيسى إبن مريم
ولا مدخل ليرث ميراث النبؤة( اللسان العربي) أي أن ينزل في سرير سليمان ببيت المقدس (ليدل بفهمه) وعلى شرط
قاعدة الحديث (لا يؤدي عني إلا رجل من آل بيتي) إلأ أن يضاف إليهم بالشريعة بأن يولد فيهم ولادة
رحمية ونزوله وميلاده بها اي بالشريعة هو معنى غروبه الكلي بهذة النشأة قال تعالى{حَتَّى
إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ
عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا
أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا} (86) سورة الكهف.
فالعين الحمئة التي وسعت الشمس هي ذاتها(الشريعة) اي البيت العربي(اللغة
العربية) فهو الظهور الاكبر للحق بلغة
الخلق (بالشريعة) وهو الوجه الشرعي الذي
يعطي عيسى حق الخلافة والحكم وخلاف ذلك لا
تصح له شرعاً لان الأمامة والخلافة شرطها
الظهور الذي به ينتفي مظاهر الكثرة والتعددية وتتجلى هذة الوحدة القائمة على ظهور الحق بذاته
في الطور(العقل المقدس عقل سليمان) وهو العقل المرتفع عن عقل المادة الذي يتحلى فيه
التأويل ونزول الطور اي نزول الخلافة على
قالب اللغة العربية بأرض العرب (ارض عيسى
إبن مريم) اي عودته الثانية بدين الفطرة عربياً جامعا لحقيقة هذة المعرفة
التي لم تستقر عليه و لم يسعها في بني إسرائيل ولذلك لم يمت (لم يفنى الفناء
الاكبر) لضيق ارضه الاسرائلية (أعجميته) فلم يتحقق بالمعرفة لإفتقاره العرش (لغة
التأويل (اللغة العربية) لغة الفطرة اي أن
أرضه لم تتقدس لينزل الطور عليه (المعرفة الذاتية ) التيلا تتجلى على عقل من العقول أي جبل من الجبال
(الأنبياء)إلا على جبل الشام(الطور(عقل سليمان). قال تعالى." {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا
الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ
اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
} (21) سورة الحشر.والقرآن هو الذات النورانية قائم الاحدية(شمس المغرب) المعرفة
التي لا تنزل وتستوي إلا في عرشها أي إلأ بفهم سليمان(جبل الطور) الفهم الواسع
والمرتفع عن فهم النبؤة " مُّتَصَدِّعًا" والجبل الذي تصدع هو جبل الشريعة ( مكة التشريع ) وتصدع (إنهدم) لتجلي هذة
الاحدية وخروج كنزها (الذات النورانية أي بطون النبؤة) {وَلَمَّا جَاء مُوسَى
لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ
لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ
فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ
موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ
أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} (143) سورة الأعراف . " فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ
لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا " تجلى على
جبل موسى (بالتأويل بالفهم المقدس وذوقه) على عقل النفس (عقل الظاهر (مكة التشريع)
فهدمها وهلك القيمة المادية للنصوص ومن ثم فالفهم الذي لم يستقر على جبل موسى
(عقله) او على غيره من جبال الانبياء (عقولهم)
هو فهم الولاية وذوق الاحدية الذي لا يستقر(يستحل مذاقه) إلا بعقل وفهم
سليمان فقط فهو ذاته الطور المقدس (قائم التوحيد) الذي يهدي إليه المهدي .وهو معني الحديث" حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ
شَوْذَبٍ:"
إِنَّمَا سُمِّيَ الْمَهْدِيَّ لأَنَّهُ يُهْدَى
إِلَى جَبَلٍ مِنْ جِبَالِ الشَّامِ يَسْتَخْرِجُ مِنْهُ أَسْفَارًا مِنْ
أَسْفَارِ التَّوْرَاةِ فَيُحَاجَّ بِهَا الْيَهُودَ فَيُسْلِمُ عَلَى يَدَيْهِ
جَمَاعَةٌ مِنَ الْيَهُودِ"."" فجبل الشام هو ذاته الطور (العقل
المقدس( فهم سليمان) قائم التوحيد الذي به
يتجلى الحق للخلق بذاته ( وهي سلسلة منشوراتي) فيشهد موساهم(عقلهم) ربهم . فعن علي عليه السلام أنه قال في خطبة له
جاء فيها ما نصه الأتي: ياجابر اذا صاح الناقوس، وكبس الكابوس، وتكلم
الجاموس...إلى قوله:" فتوقعوا ظهور مكلم موسى من الشجرة على الطور، فيظهر هذا
ظاهر مكشوف و معاين موصوف. ثم بكى صلوات الله عليه وقال: وآهاً للأمم " معجم
أحاديث المهدي للكوراني-ج-3-حديث رقم -581). " فيظهر هذا ظاهر مكشوف و
معاين موصوف" يظهر الحق بذاته(القرآن)
ويتجلى تأويله بفهم سليمان بنصوص
صريحة في سلسلة منشواتي(وهي ذاتها الطور
الفهم المقدس والوسيع الذي يهدي إليه المهدي ( يا عيسى اني أخرجت عبادا لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي للطور) اي يرتقي
بالخلق لفهم الولاية المقدس (الارض المقدسة) الممتنع دخولها لصاحب الحدود والقياس(الكافر
والمشرك) واسم ومناسبة السورة (الحشر)هو
شرح للحديث فكلاهما يعطي نفس المعنى في الفقرة (بخروج الدابة من صدع بجبل الصفا
بمكة معها عصى موسى وخاتم سليمان) وخروجها للدلالة لمعنى التوحيد فلما كان سبب
هذة الفتن هونتاج أثار تجلي هذه الذات في جبل الشريعة (عقل النفس) فيقع الإضطراب(التصدع)
للجهل بالوان هذة الحضرات وذلك لإفتقار الخلق عرشها(فهمها) الذي به تستقر أحوالهم(تستوي
عليهم معرفة الحق و تهدأ فتن هذة النفس أي تنكشف عنها ظلمة الاسماء وهذة الوحدة
الغائبة في المظاهر والتي أبرزت التعددية والطائفية والمذهبية فهي في الأصل تدور
حول هذة الرآية(التوحيد) فالمهدي هو من يهديها (للأرض المقدسة) حتى تسكن (تهدأ)
وتستقر أحوالها بأن تشهد أنه لا إله إله إلأ الله فما ثم إلأ ذات إلهية واحدة(دابة
واحدة) متعددة الصفات ومتنوعة الألقاب والاسماء
ولها سمة دالة عليها في كل ملة (لها وجه من كل جنس أي جامعة لحقائق الخلق ) وبيان ذاتها
(باللغة العربية الفصيحة لغة الحق . قال تعالى{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ
عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ
النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} (82) سورة النمل. " بِآيَاتِنَا
لَا يُوقِنُونَ "لا يوقنون بهذة الوحدة
ولذلك ما خرجت إلا من الارض المقدسة(الطور) أرض التجليات (ارض العرب ( مكة
التأويل) المنزه من الحدود والتي تسع هذا الفهم وهو الباعث وراء رفع هذا التباغض والتعارض
البيّن الذي أشكل عليهم سواء بالشريعة ( بالعصا) او بالحقيقة (خاتم سليمان) ببيان
لم يدل عليه أحد غيره ممن سبقوه من
النبيين أوالمهديين. جاء بكمال الدين
وتمام النعم- للصدوق-صفحة رقم (527). عن
أمير المؤمنين علي عليه السلا أنه قال : لا تسألوني عما يكون بعد هذا، فإنه عهد
عهده إلي حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله، أن لا أخبر به غير عترتي، هو الثاني
عشر من العترة، التاسع من ولد الحسين بن علي وهو الشمس الطالعة من مغربها،
يظهر عند الركن والمقام، فيُطهّر الأرض ويضع ميزان العدل). ولذلك فالشمس الخارجة بذاتها هو عيسى إبن مريم الذي يأتيهم
بالحكمة (التأويل) ليبين لهم ماإختلفوا فيه بإعادته تفسير نبؤات الأنبياء بلغة
التوحيد(العربية) أي بدين الاسلام دين الفطرة التي دعت له الانبياء ولا يتجلى
تأويله إلا بعد تطهير الارض المقدسة أولا وذلك بترميم اللغة وإصلاح ما أفسده الناس
من الغيرية (الشرك(النصرانية)
والكفر(اليهودية) لتتقدس الارض(تتطهر
اللغة) ارض مكة ( الخرطوم) لبروز بطون النبؤة (تجلي الحق) ليؤكد أن عيسى إبن مريم هو قائم هذه الراية
السوداء أي كنز اللغة العربية اللغة السوداء الفصيحة المسلمة (المتعافية) التي لا
شية فيها أي خالصة من العيوب والتشويه الذي سبق و طال بقية اللغات بدلالتها للحق
الذي ما برز إلأ في ذروة سنامها وهي ذاتها
بيت المقدس الذي (يعتصم به المهدي) حيث
يتجلى التأويل بفصاحة النبؤة التي لم تعهدها الناس منذ وفاته. أذكر واقعة كانت هذه
الفقرة سببا لأوردها ففي عام 1987م وضع الرسول صلى الله عليه وسلم كفّه على كفّي
وقال لي:(انك تنتصر على كل عدّو) ووضع كفّه على صدري ورفعها ووضعا على ظهري وقال
لي: (لا يأتيك الشيطان من بين يديك ولا من خلفك) .. ووضع فمه على فمي وأفرغ من
جوفه في جوفي كإطعام الحمام صغاره وقال لي: (انك تفهم كل ما أقول) .ثم قال لي:(إني
أعلمك القرآن منجماً) فكنت منذ ذلك الحين إذا فهمت حديثاً فهما خاطئاً أو أخطأت في
فهم معنى آية من القرآن فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم بتصحيحي في
القرآن والسنة.. قال تعالى:"بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ
وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ
كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ" يونس (39). فالآية
تبرز خطأ المتأولون "أهل التقليد (الخلفاء الثلاثاء)" وتكذيبهم هو بدعوتهم
المعرفة(التأويل) أي العلم بالله والذي لا يعُرف إلأ بالله بذاته بوقائع هذا
الميلاد (جوهر التوحيد) في هذة الامة الذي بيّن جهلهم بلغة تشريعهم(باللغة العربية) وهي ذات
الإشكالية التي وقع فيها ممن سبقهم من الأمم (اليهود والنصارى) فجهلوا الحق لجهلهم
بلغة التأويل ولا يرتفع الجهل به إلأ أن يأتيهم تأويله أي دلالة الحق بذاته. في
قوله تعالى {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ
مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ
في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ
وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ
رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} (7) سورة آل عمران. فالكتاب(الحكم
الرباني ) الذي لا يتم التعريف به إلأ
بالله بذاته اي لا يعرف المهدي إلا الله
فهو (القبلة) أي القابل لوجه الحق الذي تجتمع
عليه الشعوب " وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ " لا يذوق مذاق الاحدية(يمس الكتاب) إلا أن
يكون الذائق هو الله بذاته (قبلة
التحقيق) التي تجتمع عليها أهل الله (أهل الكتاب)
" فإذا نشرها " أي إذا نشر فهم الولاية المقدس والتي يراد بها (سلسلة
منشوراتي) "إنحطت عليه ملائكة بدر" وهم البدريين العرب(السابقين)
"أنحطت عليها" أي على الراية
" ( آمنت به) وإجتمعت عليه بأن عيسى إبن مريم هو ذات شخصي سليمان أي الحق
المقتتل فيه ومن ثم فالراية التي عمدها من العرش هي علم الأحدية(علم الساعة) فهم
وذوق الولاية الذي لا يهوى به على شئ (اليهودية والنصرانية) إلأ أهلكه(هدمه ) وأفناه
لأنها حضرة شمس المغرب شمس التنزيه التي لا تقبل الغيرية (ستر)فلذلك ما طلعت إلآ على أهل الكتاب (كتاب التوحيد) محل
نظر الحق من الخلق . عن عبدالله بن الشخير عن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم
واني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فإحتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم
ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا وأن الله نظر إلى أهل
الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب ) فأهل الكتاب هم الذين لا تسعهم إلأ أرض الله الواسعة (دلالته بذاته وبفصاحته
وبفهمه) في قوله تعالى({يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن
رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ
مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (67) سورة
المائدة. " فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ " ففي كل بعثة يشهد أهل الكتاب دلالة للشمس
بغيرها بهؤلاء الخلفاء والانبياء ولكنه غير كامل بوجو د شرك وكفر في ارض هذا
المبعوث (عقله) لانه لم يفنى الفناء
الاكبر في هذة الذات(يذوق الموت ) اي يذوق هذة الاحدية حتى لا يبقى من نفسه بقيه فوجود
عقيدة الشرك والكفر في ارضه (أرض الشريعة) دليل وجود قصور{وَمَا
قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
عَمَّا يُشْرِكُونَ} (67) سورة الزمر. اي حق معرفته من مكة التشريع ومن جهة واحدة
ولذلك لم يبلغوا رسالته (معرفته) مبلغ
العلم بإرتفاع المذاهب وهيمنةالاسلام على بقية الاديان إلأ من الأرض المقدسة
(العقل المقدس) بفهم سليمان .قال تعالى {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي
الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا
كَبِيرًا} (4)) سورة الإسراء . فبنوا إسرائيل هم العباد الذين تم تحريزهم (بالطور)
عرجوا لله فإرتقوا بالفهم العالى والمرتفع الذي يتجلى فيه الحق باللسان القرشي الفصيح
وفسادهم هو بهبوطهم ونزولهم في الارض هبوطهم على جبل مكة(عقل الشريعة) وتصدعه
(خرابه وهلاكه) بفهوم الولاية بإستحلالهم
لذوق الحق بلغته وفصاحته التي تكشف عن جهل أهل مكة بلغتهم .يقول النبي صلى الله عليه
وسلم : يبايع لرجل بين الركن والمقام ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشَةُ البيت
فَيُخَرِّبُونَ خَرَابًا لَا يُعْمَرُ بَعْدَهُ أَبَدًا، وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ "
يخربون الشريعة إذ ياتون بالحقائق العالية التي تفسد مظاهر الوثنية فلا يلتفت لها
أحد وتتبدل مقاييس الخلق " وهم الذين يستخرجون سره" يستنبطون دلالته (جوهره) ولما كانت الكعبة تشيرللهوية
العربية ومهد البلاغة فبإستخراجهم كنزها
فهم بهذا ناطحوا أهل مكة وهدموا رمزهم الخالد(الههم) قال تعالى {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ
كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} سورة الواقعة(77-79)) فالقرآن الكريم هو المهدي
( التأويل) أي الكنز المكنون في قرار الكتاب(العرب) في جوف اللغة العربية وهو
ذاته الحق المعتصم ببيت المقدس( باللسان العربي الفصيح) الذي وسع معاني القرآن ولذلك لا يستحله
(يمسه) ويتذوقه إلأ المطهرون (الحبشة) أي (الفصيحون). ويلاحظ بالحديث الذي رواه ابن ماجة في سننه عن أبي امامة الباهلي
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:﴿إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية
آدم، أعظم من فتنة الدجال، وأن الله لم يبعث نبياً إلا حذر أمته الدجال، وأنا آخر
الأنبياء، وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة، وإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم
فأنا حجيج كل مسلم..... وأنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة
والمدينة، لا يأتيهما من نقب من نقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة، حتى
ينزل عند الظُّرَيْب الأحمر، فقالت أم شريك بنت أبي العكر: يا رسول الله، فأين
العرب يومئذ؟فقال: ﴿هم يومئذ قليل، وجُلُّهم ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح،) فالعرب هم السودان رعاة الأبل أهل الفهوم العالية والفصاحة
واللسان العربي الذي يتجلى فيه الحق تجلي لا يشهده سواهم في زمانهم وهو معنى إعتصامهم ببيت المقدس(بالطور)
بهذة الدعوة القائمة على لغة التوحيد الجامعة لكل طيف ولون وهي نفسها ارض الله
الواسعة التي تسع كل جنس لأنها منزه عن حدود قياس العقل (الطائفية والمذهبية
والجهوية والقبلية .. الخ) .وعلى القاعدة القرآنية في قوله تعالى {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ
كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} سورة الواقعة(77-79) . ولما قلت أن القرآن
الكريم هو الذات النورانية (الروح الرباني شخصي المسيح أي الجوهر المستحل والمكنون
أي المكنوز بروحانيته في جوف الكتاب (اللغة العربية) " لا يمسه" يطلع
على هذا الميلاد ويؤمن به إلأ المطهرون الذين تقدست أرضهم وخلصت من التقييد(الشرك والكفر) ان يكون عربيا
فصيحا بليغاً (أوتي جوامع الكلم(أي مفاتيح بيت المقدس) أي أوتي الكتاب(الفهم )
الذي تكمن فيه دلالات المعاني الغائبة فى جوف الحروف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق