السبت، 23 ديسمبر 2017

المهدي هو عيسى إبن مريم

أورد القرطبي في التذكرة (باب منه في المهدي من أين يخرج ...): "ورُويَّ من حديث معاوية بن أبي سفيان في حديث فيه طول، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ستفتح بعدي جزيرة تسمى بالأندلس فَتَغلَّب عليهم أهل الكفر، فيأخذون من أموالهم وأكثرَ بلدِهم ويسبون نساءهم وأولادهم ويهتكون الأستار ويخربون الديار ويرجع أكثر البلاد فيافي وقفاراً، وتنجلي أكثر الناس عن ديارهم وأموالهم فيأخذون أكثر الجزيرة ولا يبقى إلا أقلُها ويكون في المغرب الهرج والخوف ويستولي عليهم الجوع والغلاء، وتكثر الفتنة ويأكل الناس بعضهم فعند ذلك يخرج رجل من المغرب الأقصى من أهل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المهدي القائم آخر الزمان وهو أول أشراط الساعة" أهـ. فالمهدي الإسرائيلي والذي من ولد فاطمة(بمظهره العربي) والدال للساعة بخروجه من المغرب  هو ذاته عيسى إبن مريم  علم الساعة الأول وبالجمع بين الحديثين  هذا تأكيد على إنتسابه بآل البيت بظاهر التشريع   ويلاحظ ما جاء بحديث فتنة الاحلاس الذي رواه ابو داود واحمد "عن عبد الله بن عمر قال: كنا قعوداً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن حتى ذكر فتنة الأحلاس فقال قائل وما فتنة الأحلاس؟ قال: "هي هرب وحرب ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحداً من هذه الأمة إلاَّ لطمته لطمة فإذا قيل انقضت تمادت، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً حتى يصير الناس إلى فسطاطين، فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو غده" رواه أحمد وأبو داود والحاكم وقال صحيح الإسناد ووفقه الذهبي.
هذا الرجل الفاطمي الذي ذُكر بالوصل (رجل من أهل بيتي) ثم بالقطع (وليس مني) هو عيسى إبن مريم والشاهد هنا هو زعمه أنه من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم، وفي ذات الوقت ينفي صلته به(يزعم أنه مني)  إنتسابه إليه بظاهر التشريع بهذا الميلاد وهو الزعم (الإنتساب) وهي صفة لا يتميز بها مهدي من المهديين إلا عيسى وذلك ما أبرزه بالفقرة "وليس مني " اي ليس بضعة منه لأن عيسى ابن مريم روح الله فلا ينسب إلأ لله بالتحقيق  .قال تعالى{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ } (171) سورة النساء . اي ليس بضعة من أحد  فتعلقه بذات الحق والمعنى تجمله الفقرة في قوله" هو روح الرحمن للمسيح آب ** هو صاحب مريام أقرئوا الكتب"  فروح الرحمن هو الروح الأعظم الذي تمثل لمريم بكامل بشريته وهو ذاته النقطة التي فاضت بروحها (عيسى) " وهو للمسيح آب" فنسبته نسبة الأب من الأبن فهو  المسيح  الحقيقي(الآب) النافخ  بالتحقيق بالروح أي الفائض بذاته بالوجود . في قوله تعالى " {فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} (17) سورة مريم. بشرا سويا اي بذاته بكامل الصفات ( صفات الرحمن) وعلى شاكلة تمثله لمريم ببشريته  ونفخه بالروح فيها فهو يولد بكامل هذة الهيئة الذاتية(السماوية) التي إنفتقت عنها  الهيئة التمثيلية الارضية (عيسى) اي ينسلخ من ظله (روحه( وهو معنى يخرج من سجنه)  قال تعالى(إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ) " وَرُوحٌ مِّنْهُ  " وجها منه وتجلي ذاتي للروح الاعظم  (سليمان) فهو الذات(النقطة) التي فاضت بروحها (ظهرت بخدها الأيمن)  . يقول ابن عربي ".
هو يس  المفقود الذي لا أب له ولا جدود
يعود من بعد الغياب بآية تذل الرقاب وسيف مامون
وعلم مخذون نون والقلم ومايسطرون
 فتتراخى له الصعاب وتزل له الصعاب وتفتح له الأبواب
بمجئ شهنار العرب القرشي نسبه وللكنانة يمشي
صائد الفكر الذكي الختم بل قل الولي حفيد الامام علي
أقول: فالمهدي البيتي الذي ليس له نسبة اصل صريح بهم ( لا أب له ولا جدود) هو عيسى إبن مريم  شخصي سليمان فإبن عربي ينفي إنتسابه لآل البيت بالتحقيق كما نفى النبي صلى الله عليه وسلم صلته به بحديث الأحلاس ( رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني)  من أهل بيتي أي من ولد الامام علي بوصفه القرشي البيتي بلونه العربي وقوله" للكنانة يمشي" يمشي أي ينسب لأصله النوراني  أي ينسب لله فهو يسري بجسده الإسرائيلي روحاً إلى الله إلى الكنانة المخفية أي (سليمان ) الذات التي لا تظهر إلأ في الخد الأيمن ( الروح القدس) فهو ذاته مصر أي الروح الذي ظهر الله فيه بذاته " هو يس  المفقود الذي لا أب له ولا جدود " فالسين هو الحرف الأول من أسم سليمان الذات المفقودة في الجنس والمعدومة في الوصف " يعود من بعد الغياب "  غيبته في الكنانة (قبلة الغرب(العرش) والآية التي يحملها في عودته الثانية مهديا بالميلاد والتي تذل الرقاب ذلك أنه يحمل (صفة الذات( صفة الآب)  والعلم المخذون في النقطة وهو ذاته خاتم سليمان اي خاتم العلم بالله(اذ اصبح اوصافه من اوصافه ونعوته من نعوته).عن أبي جعفر عن أبا عبد الله عليه السلام، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي كعب في وصف القائم عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى ركّب في صلب الحسين عليه السلام نطفة مباركة زكية طاهرة مطهرة يرضى بها كل مؤمن ممن قد أخذ الله ميثاقه في الولاية ويكفر بها كل جاحد. فهو إمام تقي نقي بار مرضي هادٍ مهدي يحكم بالعدل ويأمر به. يصدق الله عز وجل يصدقه الله ...إلى قوله ".. يخرج من تهامه حين يظهر الدلائل والعلامات وله كنوز لا ذهب ولا فضة إلا خيول مهطمة ورجال مسومة، يجمع الله له من أقصى البلاد على عدة أهل بدر. فقال له أبي بن كعب: وما دلائله وعلاماته يا رسول الله؟ قال:  له علم اذا حان وقت خروجه إنتشر ذلك العلم عن نفسه وأنطقه الله عز وجل يقيم حدود الله ويحكم بحكم الله يخرج عن يمينه جبرائيل وعن يسرته ميكائيل. وسوف تذكرون ما أقول لكم ولو بعد حين. وأفوض أمري الى الله فهو المستعان على ما تصفون وإن الحمد لله رب العالمين" المصدر:  كمال الدين وتمام النعم " ج (1)  ص 380 وكما في بحار الأنوار  ص 52.  أقول :  ففي الفقرة" ان الله تبارك وتعالى ركّب في صلب الحسين عليه السلام نطفة مباركة زكية طاهرة مطهرة" فكون الله تعالى ركبه في الاصلاب بالفعل المباشر منه هذا يعني انه نُفخ روحا منه في الارحام وهذا يدل أن هذه النطفة تخالف سنة الخلق في الانشاء والحياء أذ لأ اب له (إبن المفقود) فهو مقطوع النسب بالخلق ليؤكد أنه مخلوق كامل (جوهرا نورانيا) تمت إضافته بصورة محدثة(نزوله وإنتسابه الظاهر بآل البيت (البيت القرشي) إلا أنه ينسب للحق تعالى ( للكنانة يمشي)  وكونه ينسب للحسين هو المدخل لأمامته الأمامة التي لا تصح إلأ في قريش بالميلاد الحسي والأشارة في الفقرة" لحسن والحسين ينتهي النسب جمع الكمال حسباً ونسب" فكونه ينتهي نسبه بالحسن والحسين وليس بعلي ولا النبي صلى الله عليه وسلم  يعني أنه ليس موروثاً جينيا فهو مقطوع النسب بهما وإلا ما خص به الحسين تحديد وبوجه الخصوص أي ليس له شق آدمي ليتبين بجلاء ان هذا المهدي هو عيسى ابن مريم الذي لا أب له ولا جدود اي ليس سليل الخلق(ليس بضعة من آدم) . قال تعالى {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (59) سورة آل عمران . الآية تتحدث عن الطور الخلقي الكامل والتام لعيسى إبن مريم عند الله والمنفصل إنفصالاً تاماً عن الخلق (مريم وآدم) لتنفي أمومتها الرحمية به كما نفت أبوة آدم له(لا اب له). " لا تذهب الأيام والليالي حتى يقوم بأمر أمتي رجل من ولد الحسين) يلاحظ أن التعريف بهذا الرجل جاء بصيغة النكرة" رجل من ولد الحسين" وهونفسه الوصف بحديث فتنة الأحلاس" رجل من أهل بيتي"  فلا مدخل ليقوم عيسى بامر الدين وخلافته للنبي صلى الله عليه وسلم إلأ أن يولد ولادة فيهم  وأما في الفقرة" وما دلائله وعلاماته يا رسول الله؟ قال:  له علم اذا حان وقت خروجه إنتشر ذلك العلم عن نفسه وأنطقه الله عز وجل " وكون هذا المهدي هو من خُصّ  دون غيره بالعلم الذي ينطقه الله عن نفسه ويجليه في زمانه فإن المقصود بالعلم هو علم الحقائق المكتومة " علم الساعة( علم الذات" لما كان هو شرطها والدال عليها أي دال للنقطة (الآب) الذي تمثل ببشريته وهو ذاته النقطة التي لا تتجلى وتظهر إلا بروحها ( وهو المهدي القائم آخر الزمان وهو أول أشراط الساعة) أول اشراط الساعة أي أول الدالين لوحدة الوجود (لذات الحق بذاته) فهو اول التعيينات (تعينات النقطة)  " وهوسيد الاعلام علمه كتب في رق منشور معلوم محتسب"  سيد الاعلام هوأخص الدالين للذات الإلهية ببيانه وتفصيله لاسمائه وصفاته وذاته  وهو  العلم المنشور على الكتب( سلسلة منشوراتي)  خاتمة هذة المعرفة ولا يصح له هذا المقام(الجلوس على الكرسي) إلا أن يولد في آل البيت بلسان عربي  مبين ليبين النقطة(العرش) الذي غاب فيه أي الكنانة ويختم المعرفة باسم هذة الدلالة (خاتم سليمان) بخروجه من مغربه  حاملا حقائقه (ملامح الآب(أسمه) بالحديث النبوي ( ولا مهدي إلا عيسى إبن مريم ) لا مهدي دال للذات غيره. جاء بخطبة البيان لامير المومنين علي عليه السلا م في الوجه الأول " فهناك تنكشف الغطاء من الحجب وتطلع الشمس من المغرب هناك ينادي مناد من السماء أظهر يا ولي الله إلى الأحياء فيظهر قائمنا المتغيب يتلألأ نوره يقدمه الروح الامين وبيده الكتاب المستبين معه مواريث النبيين والشهداء الصالحين فيبايعونه في البيت الحرام ويجمع الله له أصحاب مشورته فيتفقون على بيعته فيحول وجهه شطر المسجد الحرام ويبين للناس الامور العظام ويخبر عن الذات ويبرهن على الصفات ) " وتطلع الشمس من المغرب  " تظهر النقطة(العرش)  ويستوي الحق على كرسيه (خده الإيمن) أن تتجلى على الفهم المقدس " ويخبر عن الذات ويبرهن على الصفات " يدل للآب ويبرهن عليه بذوقه بأن تتعقل الخلق ذات الحق. قال تعالى {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ*قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ} (57-58) سورة الأنعام " ففي الفقرتين " مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ به" وقوله " لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْر" فهو يفتقر لهذة العلامة (خاتم الولاية المطلقة) (اي خاتم سليمان) العلم الأسود الذي تذل له الرقاب (تسجد له الخلق). وبمناسبة الحديث أذكر واقعة حدثت لي عندما تم نقلي إلى سجن نيالا في أغسطس 1981م  فقد سألني أحد المساجين واسمه محمد مصطفى قائلا: "أنت عيسى ابن مريم روحاً أم روحاً وجسداً؟ " فأجبته بـ(أني عيسى ابن مريم روحا وجسدا) وفي الليلة التالية قال لي الحق عزّ وجلّ (انك تحمل خاتم النبوّة وانه في الجانب الأيمن من الظهر وانه يشبه اثر الكية بالنار) ليؤكد لي اني عيسى روحاً وجسداً ثم جاءني شخص وجلس أمامي وقال لي وأشار إلى صفحة جنبي الأيمن:( هذا هو خاتم النبوّة) فنظرت فإذا بالخاتم ينبعث منه نور ساطع أظهر الخاتم بصورة واضحة تحت ثيابي، ثم تقلص النور تدريجياً حتى توارى معه الخاتم خلف الثياب) وعندما التفت إلى الشخص لأساله اهو ملك أم من الصالحين فلم أجده، ولم أكن قد لاحظت تلك العلامة من قبل وعندما أشرقت الشمس كشفت ملابسي عن موقع الخاتم فرايته لأول مرة في حياتي . وقوله "يخرج عن يمينه جبريل وميكائيل"  فالمهدي الذي تشهد له الأثآر بالتأييد القدسي (أي بالملائكة)  هو عيسى إبن مريم. ( اذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم عن نفسه وانطقه الله عن نفسه ) فالعلم الذي ينطقه الله  هو ذاته التأييد القدسي بالحقائق العالية وتعريف الحق به قبل خروجه بذات السنة التي لازمته ببني إسرائيل في قوله تعالى({إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً } (110) سورة المائدة . .فقد أخرج الداني عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المهدي هُوَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ كِنَانَةَ مِنْ رِجَالِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، عَلَيْهِ عَبَاءَتَانِ قَطَوَانِيَّتَانِ ، كَأَنَّ وَجْهَهُ الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ فِي اللَّوْنِ ، فِي خَدِّهِ الأَيْمَنِ خَالٌ أَسْوَدُ ، بَيْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةٍ ، فَيَخْرُجُ الأَبْدَالُ مِنَ الشَّامِ وَأَشْبَاهُهُمْ ، وَيَخْرُجُ إِلَيْهِ النُّجَبَاءُ مِنْ مِصْرَ ، وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَأَشْبَاهُهُمْ حَتَّى يَأْتُوا مَكَّةَ ، فَيُبَايَعُ لَهُ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالْمَقَامِ ، ثُمَّ يَخْرُجُ مُتَوَجِّهًا إِلَى الشَّامِ وَجِبْرِيلُ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ ، وَمِيكَائِيلُ عَلَى سَاقَتِهِ). أقول: " هُوَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ كِنَانَةَ مِنْ رِجَالِ بَنِي إِسْرَائِيلَ  " فالكنانة تشير للنقطة الذات أي أن  تعلقه بالذات  وهو ذاته الشمس الخارجة من مغربها(كنانتها) اي هي ذاتها النقطة التي تجلت بروحها (بالجسد الأسرائيلي) ومعنى الجسدالإسرائليي هو مذاقه الروحاني(ظله التمثيلي) الذي يسري به لله( يتعقل ذاته) فهو ذاته الكرسي(الروح القدس الذي يسع العلم بالله) أي المعراج الذي كانت تعرج به أرواح الأنبياء للكنانة(لله) فهو المشكأة التي تاخذ  الأرواح مادة العلم منه  ولذلك لا تستوي شمس المغرب (يتجلى الحق بذاته تظهرالنقطة( العرش) إلا علي حضرته .وقوله" متوجها الى الشام "والشام اشارة لمقام الفرق(الشريعة(المسجد الحرام)  أي سائرا (متشرعا) بهذا الجسد الإسرائيلي (الذي يتجلى فيه التأويل وتظهر النقطة بذاتها في عالم الظهور والكثافة)  فهو سائر به خفية بالشريعة إلى الحقيقة لدمشق(مقام الجمع( المسجد الأقصى) أي للكنانة (لنقطة الذات) منارة الشام البيضاء (المصباح) وهي الخرطوم قال تعالى:" {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (35) سورة النــور.." وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ   والنار هي نار الشريعة) سجنه و ظله التمثيلي ويراد به جسده الإسرائيلي(عيسى) بغروبه وميلاده بهئيته العنصرية " كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ"والمشكاه هي روحه أي خده الأيمن (الوادي المقدس) الروح المطهر الذي ظهرت فيه النقطة(الخال الأسود) أي المصباح." فِي زُجَاجَةٍ والزجاجة كأنها كوكب درئ"  والزجاجة هي روحه ( وجه) الذي يعكس ما فاض من النقطة أي المتلون بتجليات الذات(الْمِصْبَاحُ) " يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ" فتفاض عليه من قرار النقطة " الزيتونة"  أي ان أحديته عينية(ذاتية)حجأحديتهاتلا " لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ " " لا أسمائية ولا صفاتية فهو القبلة الذاتية..   .أورد المجلسي بسنده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "... يا جعفر ألا أبشرك، ألا أخبرك قال: بلى يارسول الله فقال: كان جبريل عندي آنفاً، فأخبرني أن الذي يدفعها إلى القائم من ذريتك، أتدري ما هو؟ قال :لا، قال: ذاك الذي وجهه كالدينار، وأسنانه كالمنشار وسيفه كحريق النار، يدخل الجبل ذليلاً، ويخرج منه عزيزاً، يكتنفه جبرئيل وميكائيل". المصدر – بحار الأنوار – ج رقم 51.   ( يدخل الجبل ذليلأ ويخرج منه عزيزاً يكتنفه جبريل وميكائيل) . (وَجِبْرِيلُ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ ، وَمِيكَائِيلُ عَلَى سَاقَتِهِ) فالتاييد يعبر عن النقلة المعنوية والعناية المبسوطة المتلازمة والمدد الرباني بالملائكة في بيان حقيقته التي لا تسعها إلأ الخرطوم وهي منارة دمشق الشرقية (المصباح) أي منارة الهدي التي تشرق بالفهم الواسع و العالي والذي لا يتجلى إلأ فيها(يتجلى عليها التوحيد) .قال تعالى ({سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} (16) سورة القلم. سنظهر العرش في الكرسي إذ يتجلى التأويل (تأويل الكتاب).والفقرة " يعضده جبريل واملاك تذب وميكال ظهر بجنده يصب"  يعضده أي يؤيده بالحقائق الربانية من وحي القرآن وهو نفسه العلم الذي ينطقه الله زمن خروجه فهو العلم المقدس الذي يقارب للعقل حقيقته التي لم يسعها ويتذوقها  سواء ببني إسرائيل أوبكهولته في هذه الأمة مهديا بالميلاد فهو المخصوص لا غير بصفة الكلام (كلام الحق) الكلام الذي يتصدرالله الدلالة عليه والتعريف بهذا المهدي  قبل خروجه . قال تعالى( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ) المائدة (111). فالرسول الذي تم التعريف عليه بالوحي والكشف الرباني (العلم الذي ينطقه الله )هو ذاته المهدي عيسى إبن مريم الذي يبائع  في البيت الحرام( أي يتم التعريف عليه بالتأويل أي بفهم الولاية وذوق الأحدية (الذوق المحرم لصاحب الحدود فهو يبايع ( يشهد عليه في زمن غيبته (في النقطة) " علمه لا غيره أهلاً لينشره هو الرقطاء والعنقاء تأذره " لا غيره أهلاً لينشره فهو فقط من يدل عن ذاته بذاته ويبين حقيقته بوصفه شمس المغرب  التي  تفيض بالعلم  بذاتها دون ستر (دون  شريك في الدلالة)" والعنقاء تأذره"  تشير لكنة ذات الحق في علياءه .واما قوله " وهو الرقطاء" هو (صاحب العلامات) ومن جمع الشامات(الشرائع)  أي تعددت صفاته وملامحه العربية والاسرائيلية " وحيه إلهام من الأله الرب كأنه نبي ناسوته غلب "فالمهدي العربي الذي يتلقى مادة علمه من الله ( ملهم ربانياً) هو في الاصل نبي من أنبياء بني إسرائيل (كانه رجال بني إسرائيل) فبإكتمال التشريع وختام النبؤة لا يوجد بيتي يرث العمل بالكتاب (محدث) أي يتلقى وحيا من الله  من مقام مرتبة النبؤة إلأ أن يكون في الأصل نبي صاحب شريعة سابقة (لاهوت) والوصف لا ينطبق إلأ على عيسى ابن مريم  بميلاده الثاني في آل البيت وينسب لأبوين بشريين(الناسوت) فتغلب مهديته في الأمة بدين الاسلام على شريعته بالإنجيل(تنسخها) . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لينزلن المسيح عيسى ابن مريم أماما حكما عدلاً مقسطاً يكسر الصليب ويقتل الخنزير). فالصليب هومفهوم الرفع الكلي بهيئته المحسوسة وخلوده بها في السماء ولا يكسره (ينسخ الإنجيل) إلأ بميلاده الثاني في الأمة مهديا فيكون به قد هدم هذا الفكر(كسره) بإطاحته لهذ الإعتقاد الباطل من خلال بيانه بفهمه لهذة الحقيقة وهو معنى الأسلام لا غير أي التأويل الحرفي للكتاب(التوراة والأنجيل والقرآن والزبور) بلسان العرب الفصيح وبقرأة عيسى إبن مريم  فلا يقبل أي دين خلاف هذا الفهم وهو دين الأسلام بالتحقيق (الفهم السليم) الذي به يهلك الله  كل عقيدة فاسدة ( فهم خاطئ خلده  ببشريته في السماء) ويراد بالتأويل الخاطي  هي ذاتها النار التي مست ذاته العلية  المقدسة ( المصباح) فطمست نوره وحرفت مقاصده وسودته والمسيح هو من يمسح عنه أثآر أيدي الناس (المتأولون والمتفيقهون) بفصاحته وجامعيته للغة العرب(لغة التأويل) فهي ذاتها النور الذي يبين وجه الحق كاملا بها في ميلاده  العربي وهو دين الفطرة (الناسوت) يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المرء يولد على الفطرة فأبواه أما يهودانه او يمجسانه اوينصرانه ) على الفطرة أي على الجوهر (نورا) مسلما وعربيا قدسيا " فأبواه أما يهودانه او يمجسانه اوينصرانه " يألهانه ويعبدانه ويعجمانه بالطبائع العنصرية الكثيفة المظلمة التي تحجبه عن الفطرة  ( ويجئ عيسى من قبل المغرب مصدقا بمحمد وعلى ملته فيقتل الدجال ثم إنما هو قيام الساعة) ملته أي على الناسوت الحق(دين الأسلام( عربيا) (وقتله للدجال هو أنه( يقضي على اي فكر دل لله بالشريعة وحدود العقل المادي سواء عند المسلمين(هدمه للكعبة) أو المسيحيون (كسره للصليب )أوعند اليهود بقتله الخنزير) ولذلك يولد بالناسوت(بشرا سويا) تجتمع عنده كلمتهم(شرائعهم) ويدل لوجه الحق باللغة العربية الفصيحة  التي تظهر على كل الأديان(الدلالت)  ( يهلك الله في زمانه كل الملل ولا يبقى إلا الأسلام)" في زمانه" أي زمن تركيبه العنصري فناسوته (مهديته) لا تنسخ نبؤته(النصرانية) إلا أن يأتي باللسان العربي (النور) أي يأتي بالتأويل الحرفي للكتاب بأن يولد في آل البيت (قرار العرب) بشرط الحديث ( لا يؤدي عني إلأ رجل من أهل بيتي) لا يقارع الدجال زمن خروجه  ويدفع عن الامة فتنته وشره إلأ بيتي وامام جامع(له أم وآب) أبن شرعي ( وهو القائم الذي يقوم من غيبته فيقتل الدجال)  ولما كان الدجال لم يسلط عليه إلا عيسى إبن مريم وعلى وقاعدة التخصيص التي تنص أنه لا ينوب عنه في أمر أمته أحد مهما علأ شانه وسما مقامه ألا أن يكون مولودا بيتياً وهنا يقع التعارض والتضارب في امامته وخلافته بصريح الحديث  ( أنا اولى الناس بعيسى ابن مريم  ليس بيني وبينه نبي إلأ أنه خليفتي في أمتي من بعدي) فتخرجه هذة القاعدة من الحكم  إن عاد بالأعتقاد الراسخ في مخيلة الأمة ولذلك لا تصح له الخلافة ولا مدخل ليقوم بامر الأمة بأن تجتمع عنده كلمتها إلأ بهذا الفهم(ميلاده فيهم)  .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة: "والذي بعثني بالحق، إن منهما (الحسن والحسين)لمهدي هذه الأمة، إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً، وتظاهرت الفتن، وتقطعت السبل، وأغار بعضهم على بعض، فلا كبير يرحم صغيراً، ولا صغير يوقر كبيراً، فيبعث الله عند ذلك من يفتح به حصون الضلالة، وقلوباً غلفاً، يهدمها هدماً، ويقوم بالدين آخر الزمان كما قمت به أول الزمان، يملأ الدنيا عدلاً كما ملئت جوراً" أخرجه الطبراني في الأوسط. أقول: فمهدي هذه الامة هو النطفة المركبة في الاصلاب بإستقلاليتها عن الخلق في النشأة والمضافة لآل البيت إضافة حسية (بالشريعة ) حيث ينتهي نسبه بالحسن والحسين وهو ذات المسيح عيسى إبن مريم شخصي سليمان  بميلاد ثانٍ من جزائر العرب المسيرية . وقوله "وهو الامير فيها  علمه سيشهره"  فهو الخليفة البيتي القائم بالدين آخر الزمان . ففي حديث جابر بن سمرة ( قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم . يقول: يكون أثنا عشر أمير فقال كلهم من قريش) " لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم أثنا عشر خليفة كلهم من قريش" وفي الجزء الثالث صفحة (1452) بكتاب  باب (الناس تبع قريش) عن جابر بن سمرة  قال :" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما الخلافة إلأ في قريش وما المهدي إلأ من قريش إلأ أن له نسباً في اليمن)
أقول : هذه النصوص أبرزت حقيقة في غاية الأهمية وهي أن الدين قائم بهؤلاء القرشيين فهم خلفاء الله وأمناءه على خلقه ومن تجتمع عليهم الكلمة زمن الفتن  فالدين لا يكون عزيزا إلأ بهم وأمر الامة ظاهر إلى الساعة والساعة(تجلي الوحدة الذاتية)  بروز  بطون الحق بذاته(النور) والذي لا يدل عليه إلأ النور(التأويل الحرفي للكتاب بلسان قريش) أي ظهور المهدي القرشي الدال لهذا الفهم والذي لا يظهر إلأ بعد قتل الدجال أي تطهير القوابل(الأرض) من المفاهيم الخاطئة عن عقيدة وفاة عيسى وحسيته بإستبدالها بارض جديد(فهم سليم) وهو ذاته دين الأسلام (الفهم السليم) الذي يتجلى عليه الحق وتظهر هذة الوحدة(تقوم الساعة) أي دلالة الحق بذاته بعدما إرتفعت هذه الغيرية (مقتل الدجال) فآخر المهديين الذي يختم الله به أمر الامة  هو علم الساعة هو المسيح (تأويل الكتاب) وهو من يقتل الدجال بفهم الولاية الفهم المقدس  الدال للحق وخاتم الفهوم والهداية وبه يقفل باب القبول والعمل فهو فرد يوحى إليه من مقام مرتبة نبؤته فكما ختم الله نبؤة التشريع بنبي قرشي فالهداية أيضاً  تختم بنبي قرشي وهو القائم الثاني عشر فلا يوجد أحد من الخلفاء القرشيين الذين يرثون العمل بميراث النبؤة ليختم به أمر الامة  إلا عيسى إبن مريم( أنه لا نبي بعدي وأنه خليفتي في أمتي) ودليل ميلاده بالحديث( ما المهدي إلأ من قريش إلأ ان له نسباً في اليمن) وهنا إشارة صريحة أن عيسى ابن مريم هو ذاته المهدي الذي لا يولد إلأ فيهم بشرط حديث الخلافة الذي حدد مسبقا حصرها بآل البيت وبهؤلاء القرشيين الاثني عشر فهم من فتح الله بهم أمر الامة  وبهم يختمه . والخلاصة أن المسيح يولد لابوين بدين الفطرة أي يولد مسلماً بلسان العرب  الفصيح ولغة القرآن وبأسم سليمان أبي القاسم موسى وغير هذا  فهو باطل جملة وتفصيلا  . حدثنا الوليد بن مسلم ( يسمعون صوت ما قاله أنس ولا جان بايعوا فلان بأسمه واسم أبيه ليس من ذي ولا ذو ولكنه خليفة يماني . وقال الوليد وفي علم كعب أنه يماني قرشي) . وعن علي عليه السلام انه قال:" بعد الخسف ينادي منادي من السماء أن الحق في آل محمد في أول النهار ثم ينادي منادي في آخر النهار أن الحق في ىل عيسى وذلك نحوه من الشيطان) وعن الأمام الباقر عليه السلام قال:" الصوت في شهر رمضان في ليلة الجمعة فأسمعوا وأطيعوا وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس ينادي ليشكك الناس ويفتنهم فإذا سمعتم ذلك الصوت في رمضان فلا تشكوا أن صوت جبريل عليه السلام علامة ذلك أنه ينادي بأسم المهدي وبأسم ابيه )
الشـــــرح:فالنداء السماوي  باسم القائم هو كناية لتأيده القدسي  بالملائكة  وهو ذاته عيسى إبن مريم فكما نادت وبشرت به من قبل مولده في بعثته الأولى. في قوله تعالى {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} (45) سورة آل عمران. وهي ذات الدلالة للتعريض بوقائع بني إسرائيل ليدل أن التعريف به هو ذاته (العلم الرباني الذي ينطقه الله عن نفسه) في قوله تعالى( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ) والتاييد هو ذاته النداء السماوي  قبل خروجه(تكليمه للناس) بالذوق والفهم العالي  للحقائق بالذوق الحرام( من البيت الحرام (مكة التأويل) وهو معنى صوت لم يسمعه أنس ولا جن قال تعالى{ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ} (34) سورة مريم. " قَوْلَ الْحَقِّ " أي أن الله دل عليه بذاته (بذوقه) لوقائع الميلاد الثاني بهذه الدلائل والشواهد (سلسلة منشوراتي) وهي سابقة أظهرت كثير من المفاهيم الغائبة والعقائد الباطلة من خلال إستدلالي وبياني وشرحي الذي أعجز فقهاء الامة وفلاسفتها بنصوص صريحة كانت آية ذلت لها الأعناق فلم يسبقني بها أحد من قبلي أو من بعدي. يقول حسن العدوي ( المهدي إذا ظهر يحكم بالدين الخالص عن الراي ويخالف في غالب أحكامه مذاهب جميع أهل الأرض فينقبضون لذلك ظناً منهم أن الله لا يحدث من بعد أئمتهم مجتهداً) أقول : فبإختصار فلما كان المسيح هو علم الساعة(تأويل الكتاب) اي تجلى أحدية الذات فهو معنى المهدي الذي  يهدي إلى هذة الوحدة(الشمس) الغائبة في الكثرة)العين الحمئة) بأن يمسح ويزيل كل إجتهاد عقلي  عنها فالمسيح هو  التأويل الحرفي للكتاب (التجلي الذاتي لله) بلسانه وفهمه الذي يخالف كل ما ذهبت إليه جميع أهل الأرض وهو ذاته الصوت (قول الحق ) الذي لم يسمع به أحد من قبل " أقفالها حسبان وعلم محتجب هو من يجليه ويجيزه في الكتب** هذا ذكاة علم كان قد حجب من جفر بني نائل ميقاته وجب" فالعلم المحتجب  أي المنهي عنه والمكتوم هو علم التوحيد الدال لأسم الذات العلية وهو عين الساعة " هو من يجليه " فهو من يهدي الخلق لهذا العلم المنهي بالتصريح به ومن يحل لهم هذا الفهم المحرم(يستحل لهم بيت الله الحرام (فهوم الولاية المقدسة وحقائق الذات(علم الساعة)  هو شخصي المسيح عيسى إبن مريم  " ويجيزه في الكتب" يجلي الساعة ويبين دلالاتها اومعانيها والفاظها  ويجيزها في الكتب " " أي في سلسلة منشوراتي "  قال تعالى { وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ } (49-53) سورة آل عمران. " وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ "  بعلامة الرب (خاتم سليمان) أي بالكتاب الأول (الفهم النوراني) وهو ذاته التأويل أي الفهم المستنير للكتاب باللغة العربية الفصيحة من جهة المغرب (مكة التأويل) وهي أرض العرب "وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ليستحل لهم فهوم الولاية ومذاق الأحدية (مذاق الحق ) المذاق الخاص والحرام وهي ذاتها الشجرة المنهي أكلها (شجرة الخلد(الزيتونة ) النقطة السوداء) التي لا تنبت(تتجلى) إلأ بالبقعة المباركة(الوادي المقدس( الزجاجة) فلا يشهدها إلأ بمشكأة(بروح) هذا المهدي  بجسده الإسرائيلي(معراج هذة المعرفة) وقائم التوحيد بوصفه العقل الروحاني(النور) الذي يتجلى عليه التأويل(التوحيد) { يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (35) سورة النــور. فالنار هي التأويل الخاطي الذي صرف مقاصد هذا العلم النفيس(الكنز) وطمس نورانيته ( ان الحجر الاسود نزل ابيضا كالثلج من الجنة فسودته أثام بني آدم) سودته اي بالتشويه والجهل باللغة(بالإجتهاد الخاطئ)  . وقوله " من بني نائل " وهم المجموعة الجهينية التي تنتمي إليها المسيرية . فقد جاء بكتاب (الزينة والازياء لقبائل غرب السودان (المسيرية) جاء بكتاب الزي و الزينة في قبائل السودان للدكتورة زينب عبد الله محمد" أن أصول البقارة تنتهي إلى جهينة اليمنية  وبعض المؤرخين يرجع أصولهم إلى عدد من القبائل اليمنية العربية ومنها تحديدا بنو نائل) أنتهي . " شارح الفرقان والعارج بالسبب طارق السندان نجمه ثقب" شارح الفرقان  أي مبين وجه الافتراق والإختلاف في المعاني والنصوص فهو مجمع الفرقان أي الفرد الجامع الذي يكشف وجه الأختلاف ويجلي (الساعة) أي يبين الحقيقة بالتشريع" والعارج بالسبب " أي السالك لله بالشريعة (مبين نقطة الذات) بميلاده الثاني فهو دال لله بمهديته وهو العروج بالشريعة أي القفز بالمعرفة واللغة العربية فوق العقل بعدما أبت وإستعصت أن تنزل في مفاهيم الخلق بكل أصحاب الشرائع وبمن فيهم حتى النبي صلى الله عليه وسلم(وذلك معنى صوت لم يسمعه انس ولا جن)  . ويلاحظ  في الفقرة( ينادي منادي من السماء أن الحق في آل محمد في أول النهار) فمنادي السماء(هو التاييد القدسي لعيسى بملائكته) بفهوم الولاية المرتفعة التي تخالف مفاهيم جميع مذاهب أهل الأرض للدلالة لهذا  الحق المشار إليه  الذي  يكون في آل محمد  والذي تؤيده أخبار السماء بالنصوص الشريفة وهذا الحق هو الميلاد الثاني لعيسى إبن مريم  في آل محمد وهي العقيدة الصحيحة التي تنافي خلوده بحسيته المزعومة في السماء وإنما الصواب(الحق) أن يولد في آل البيت بأسم سليمان  فلا تصح خلافة عيسى إلا أن يولد وارثا محمديا. واما في الفقرة" الحق في آل عيسى وهو صوت الشيطان ليفتن الناس ويشككهم)  والصوت الذي من الأرض هو صوت الشريعة والعقل المحدود الذي لا يرقى  لمستوى المعارف الذاتية والغيبية  ولما كان من الأرض أي جهة العناصر وعالم التصوير المادي (الإجتهاد الخاطئ)  فتشير للدعوة المضادة لأهل  التقليد  في الدفاع عن عقيدة بقاء عيسى ببشريته في السماء(عقيدة الصلب) التي تخالف الدين والفطرة السليمة وهو صوت الشيطان. وقوله " الصوت يأتيكم أول النهار" فالوقائع تشير لحادثة إفراجي من الإعتقال الاخير بعد إعلاني عن شخصي باني أنا سليمان ابي القاسم موسى هو ذات المسيح عيسى ابن مريم  بذاتي وروحي وقد بعثني الله تعالى أماما مهديا في هذه الامة( في آل محمد) والواقعة هي نفسها تشير لهذا الفهم المستحدث في العقيدة الذي لم يسمع به أحد من قبل. وقوله ( والصوت الثاني الذي يأتي في آخر النهار  هو صوت إبليس ليفتن الناس ويشككهم) فبنهاية  ختام جلسات محاكمتي فقد أطلقت منابر الصحافة ووسائل الاعلام حملة وقفت من ورائها هيئة علماء السودان بسعيها لتشكيك الناس بدعوتي وردها بالقول أنني تراجعت عن أقوالي .بدفاعهم المستميت في نصرة عقيدة(الصلب ) أي الرفع المادي لعيسى وهي دعوة جاهلية وكفر صريح (صوت الشيطان) والحق هو أن عيسى ابن مريم ينزل من الله تعالى روحا منفوخاً في رحم إمرأة من بيت آل النبي من ذرية الحسين ومن ثم يولد مسلماً لأبوين بشريين فينادي بأسمه واسم أبيه الحسني  أي بأسم سليمان أبي القاسم موسى وهذا هو الحق بشهادة المسيح نفسه كما جاءت في إنجيل متى الأصحاح "24:23-26: " فإذا قال لكم الناس: ها هو المسيح فى البرية فلا تخرجوا إليها أو ها هو فى الغرف الداخلية فلا تصدقوا، فكما أن البرق يومض فى المشرق فيضيئ فى الغرب هكذا يكون رجوع ابن الإنسان) فهو ينبه من الوقوع في هذا التلبيس وينفي مساله حسيته في السماء أي إذا جاء بكامل هيئته ونزوله بفلسطين(الغرف الداخلية) أو في البرية (الشام ) ليشير إلى ميلاده الثاني(بالناسوت ) أي بالفطرة  من المغرب( من السودان) ومن الانسان وهو والدي (أبي القاسم) ويحمل أسمه .  وكل من يعتقد بخلاف ذلك أو يذهب براي العلماء فهو شيطان ( لا تخرجوا إليه) و(لا تصدقوه) فهو تلبيس إبليس.. جاء بكتاب شرح القرآن للشيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي  على الصفحة (113) في الجزء الثالث بعنوان " كيف ينزل المسيح بنفسه" وذلك في شرحه للآيات (58و57) من سورة الزخرف في قوله تعالى {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} (58-57) سورة الزخرف . يقول:" أعلم أن أتباع كل دين في الارض لا يصدقون بغير دينهم ولو أن المسيح عيسى ابن مريم جاء اليوم للنصارى لقالوا له كاذب وكذلك نحن معاشر المسلمين لو جاءنا عيسى وقال أنا المسيح أو أنا محمد لقلنا أنت مدع . ألأ ترى أن اليهود قد وُعدوا بمجيئه فلما جاءهم كذبوه والنصارى لما أرسل إليهم محمد كذبوه أيضاً وهكذا نحن معاشر المسلمين إذا جاءنا عيسى إبن مريم فإن شأن الجمهور لا يصدقونه وإنما يفعلون ما فعلته الامم السابقة مع الأنبياء. فلذلك فعندما ياتي عيسى سوف يتبعه قوم ويرفضه قوم آخرون وهذا هو الامر المؤكد الذي يكون وقوعه إذا نزل المسيح فلا ينال من النصارى واليهود والمسلمين إلأ ما ذكرته فيتبعه قوم ويخذله آخرون ويقولون انت لست الموعود به فإين ما أخبرت عنه الأحاديث فإين الهناء  وذوال التباغض والتحاسد والتنافر بين الناس وأين ثبوت المحبة في الخلق وغيره إلى ما لا يحصى من المسائل اللهم إلأ إذا حدث في عقول الناس حال غريبة فجائية أو يظهر أن الزمان المستقبلي يكون مداره علم الحقائق الباطنة لا على الظاهر فيكون الدجال هو رمز للدجل والشر وجهالة الناس والكذب والنفاق وعمى عن الحق. والمسيح إشارة لظهور الحقائق الباطنة لأن إنتشار الدين اليوم يسير بطريقة غير طريقة السيف بل بالإقناع بالحقائق فربما يكون المدار على الحقائق) إنتهي. أقول : فالامة حذت بحذو الامم السابقة من اليهود والنصارى فكان حالها هو بتكذيب كل مبعوث رباني يصدع بأمره وتناصبه العداء وهو ذات المشهد الذي صاحبني وواجهني بها جمهور العلماء أنهم جعلوا مراجعهم السلفية  الغابرة (عقيدة الرفع الكلي بالجسد العنصري ) هي عين الحق  ظناً بجهالتهم ان الله لا يبعث في هذه الامه من يحدث في العقيدة (ليبين  لهم خطأ هذا القول) . قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: أن الله يبعث في هذه الامة على راس مائة عام من يجدد لها أمر دينها) فهؤلاء المبعوثون   هم المحدثون الذين ياتون بالفهم الحديث للدين الفهم الذي تشهد به الأمة الحق في زمانها فهو من يربط العقل بالروح والعصر بلغة الوحي وبإنقطاع هذا الفهم للجهل بلغة التأويل (اللغة العربية الفصيحة) يرتفع العلم بالله وتظهر مسائل ترتفع عن شروح السلف  فيقع التعارض وإضطراب في الحقائق وإختلال في الموازين فيخروج الدجال فيهم.  ولذلك فالخلافة ما خصت إلا في قريش(أهل اللسان العربي الفصيح اللسان الذي نزل به القرآن)  فهم من يؤدون عنه أمر أمته(يقارعونه ويردونه خائبا بإستنباطهم دلالته من الكتاب ولأهميتهم كان تنصيصهم وتنصيبهم بالأمر المباشر(اي بالتعريف بهم بالكشف الألهي( بصوت السماء والتأييد الرباني)  ولما كان أخصهم هو الذي يعاصر الدجال أي تشهد الخلق أكبر سطوة مادية وتزييف للحقائق وإنقطاع تام عن الروح وغياب بمقاصد اللغة ولذلك فالتأييد الرباني الذي لازم عيسى إبن مريم  سواء ببعثته الأولى نبياً ببني إسرائيل أو الثانية في الأمة مهديا  للدلالة عليه هذا يؤكد حقيقة صادمة ومخيبة تبين وجود صدع في العقيدة (أي قصور وفهم مغلوط وجهل  باللغة سواء ببني إسرائيل أو في هذة الأمة أي جهل بمعاني الفاظ الغة بدلالتها الصريحة للحق فتكون الشريعة هي ذاتها العلة(لغة الحدود النجسة) التي لم تسع الدلالة عليه باي مبعوث وإلأ ما كان هناك تدخل بالحقائق العالية لبيان هذا الحق بذاته الذي تقاصرت عنه العقول حتى بدلالة النبؤة وخاتمها ( النبي صلى الله عليه وسلم ) ولذلك فالحق الذي لا يكون إلا في آل محمد  هو عيسى إبن مريم فهو من يرث العمل بميراث النبؤة(اللسان العربي الفصيح ليدل للساعة(التأويل) بفهم الولاية (بالنور) الذي لا يدل عليه إلأ بالنور(باللسان العربي الفصيح) فهي ذاتها اللغة المقدسة التي تسع الدلالة للحق أي أرض الله الواسعة (أرض العرب) التي يتجلى فيها وجه الحق كاملا  وهي نفسها الحجر الأسود (لولم تمسسه نارنور على نور) والنار هي التأويل الخاطي والأجتهاد الذي صرف مقاصدها ودلالتها فهي اللغة الدالة للحق بذاتها دون ستر (دون إجتهاد) قال تعالى :(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء *  تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (25) سورة إبراهيم " تُؤْتِي أُكُلَهَا كل حين"   ترتقي الكلمة فيها وتعرج من معنى إلى معنى وأكلها هو سعة طاقتها الإستيعابية  لكل زمان وعلى قدر المعرفة والمرتبة بدلالتها الفصيحة( شجرة زيتونة لا شرقية ولا غربية ) زيتونة اي أنها لغة الحق لغة الجنة وإستمدادها من معينه قال تعالى({يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ } (56) سورة العنكبوت. فأرض الله الواسعة هي ذاتها الشجرة الزيتونة(أرض العرب ( مكة التأويل) ويراد به الخليفة الأعظم بالتحقيق الفردالجامع للاسماء(السماء) والصفات(الأرض) بوصفه الكرسي الذي وسعها (تعقلها ) والمعني ذاته يشير للغة العربية الفصيحة التي وسعت العرش أي مضمون التوحيد (فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ) أي يعرفوه  تحت هذة الشجرة أي بهذا اللسان الفصيح (الوسيع) الذي وسع دلالة ومضمون التوحيد (النقطة). قال تعالى ({لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} (18) سورة الفتح. فالشجرة هي ذاتها فهوم الولاية باللغة العربية الفصيحة التي يتجلى فيها التأويل (يتجلى الحق فيها بذاته ).قال تعالى ({وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ} (20) سورة المؤمنون.  فالشجرة هي نفسها حقائق الولاية التي لا تنبت ألأ في الوادي المقدس (اللغة المقدسة من الحدود) لغة الكتاب (التأويل) " وتنبت بالدهن " بالحقائق الذاتية ." ودهنها هو زيتها(فهم الولاية ومذاق الأحدية) والآكلين هم أصحاب المائدة( فهرس علوم الحقائق) . قال تعالى {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ *  * قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ *  قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (12-13-14) سورة المائدة. فمائدة السماء هي حقائقه الذاتية المطلسمة والتي آثرها في غيبه ( شجرة الخلد). " نريد أن ناكل منها" أي أن نتذوقها بمادتها وعقلها ( عقل الذات)" لتطمئن قلوبنا" لتستقر أحوالنا " ونكون عليها من الشاهدين " إي من شهود حضرة الأسم الأعظم شهود شمس الذات (التأويل) " مع الشاهدين" مع الأحياء أي  أكتبنا من شهود الملكوت (الأحدية) وهوسفر الحياة الأبدية وممن بعثوا ثانية بعد الموت بميلاد ثانٍ وبأسم جديد باسم مادة هذة الحقيقة (أسم الفطرة) التي أسمها سليمان.  جاء بسفر (دانيال 12-1)".. ويكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت أمة إلى ذلك الوقت وفي ذلك الوقت ينجوا من شعبك كل من يوجد أسمه مكتوب في السفر وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون هولاء إلى الحياء الأبدية وهم الفاهمون ويضيئون كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين إلى البر كالكوكب إلى أبد الدهور) قال تعالى{أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ } (122) سورة الأنعام. فالميت الذي أحياه الله هو ذوق الأحدية (العجمي) أي الروح  الإسرائيلى  وأحياءه إذ أنطقه الله ببعثته  بميلاد ثاني مهديا " وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا " والنور هو التأويل باللغة العربية التي يعرج بها لله (يهدي إليه) فلم يتحقق بهذا النور(اللغة العربية) ببعثته الأولى وبلسانه العجمي  قال تعالى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (52) سورة الشورى ." أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا" اي جعلنا لك وجها كاملاً من هذا الروح الأعظم (وهو للمسيح آب) وهذا الوجه هو عيسى أبن مريم (التأويل ) تاويل الكتاب فالنبي كان تاليا ومبينا لأعجمية عيسى بمشكأته  وكان قارئا للكتاب (بذوق عيسى إبن مريم) وبلغة الشريعة(اللغة العربية) فكانت قراته (أحديته ضلالية) لم يتجلى التوحيد في الارض( لم يهيمن الأسلام على كافة المعمورة في بعتثة) ذلك لان قرأته للكتاب قراة تنزيل لا تأويل  .ويلاحظ في الحديث (ان عيسى لم يمت وهو راجع قبل يوم القيامة) لم يمت لم يخرج من سجن الكثافة والعناصر وينسلخ من طبائع الاسماء وأثارها حتى تتقدس أرضه لأنه الأرض المقدسة(الكرسي) الذي يتجلى فيه التاويل(تظهر النقطة(العرش) ورجوعه  بالميلاد الثاني في آل البيت هو رجوعه بالآية الدالة لله (بالنور ) أي (باللغة العربية الفصيحة( مهديا) ليقرأ الكتاب بذاته لأنه صاحب الشهود الذاتي ولذلك  ما خرجت شمس المغرب من مغربها(تجلى التوحيد) إلأ بلسانه العربي الفصيح وهو ذاته الكرسي الذي تستوي عليه المعرفة (يموت الدجال( يفنى العقل) فتشهد الخلق الحق بعرشه (بتأويله)(في زمانه)  فهو من يقفز بالمفرده اللغوية وبحرفية الكلمة للمعنى الكامل(للأقصى) بجسده الاسرائلي(ذوقه الروحاني) الذي كان يعرج به خاتم النبؤة للحق ويبين (يقرأ الكتاب ) بما أخذه  وفاضت به مشكأة عيسى إبن مريم(روحه) فكانت  دلالته(شهادته) غير كاملة (صفاتية)  (فلم يتجلى التوحيد في الأرض بقرأته للكتاب(شهوده للحق)( فلم يعرف الخلق الحق بذاته(الساعة) أي لم ينزل الروح الاعظم(لم تظهر النقطة بذاتها عليه) لأنه  ليس كرسيه أي ليس بصاحب الجسد الاسرائلي (الخد الايمن) أي الروح المطهر الذي يظهر الله فيه بذاته  فهو من يبين هذا العرش (اي يزيل عن لغة الوحي (النور) اللغة العربية ما لحق بها من تحريف . قال تعالى" وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي "(هما مصادر التشريع الاثنين كتاب الله وسنة نبيه). والأكمة هو القرآن نفسه الذات النورانية المصمتة والملجمة الذي حجرت مفاهيمه وعطلت معانيه إذا تتجلى حقائقه ويقع التأويل وينطق بلسان الحال والمقال وهو الصوت الذي لم يقل به انس ولا جن فهو كلام الله بلسان عيسى كهلاً في هذه الأمة. ففي فقرة القصيدة " يسمعك القرانا باعجب طرب      * * * يس والرحمان صوته معذب" "  يسمعك القرآن بأعجب طرب " أي بأفصح لسان وتبيان لحقائق الذات والصفات والأسماء . قال تعالى( لو أن  قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا } (31) سورة الرعد. والموتى هم جمهور العلماء والأبرص يراد به نصوص السنة النبوية باللغة العربية فيبرئها إذا يزيل عنها التشويه ويمسح عنها آثار أيدي الناس(المتأولون والمتفيقهون). وأما في الفقرة" اللهم إلأ إذا حدث في عقول الناس حال غريبة فجائية أو يظهر أن الزمان المستقبلي يكون مداره علم الحقائق الباطنة لا على الظاهر فيكون الدجال هو رمز للدجل والشر وجهالة الناس والكذب والنفاق وعمى عن الحق. والمسيح إشارة لظهور الحقائق الباطنة " نعم المسيح يعني ظهور بطون الحق بالشريعة(باللسان العربي الفصيح) اللسان الذي يبين الحق بدلالة لم يدلها لسان والتي عميت عنها الابصار(( يأتي المسيح بقوم عصمهم الله من فتنة الدجال فيمسح عن وجوههم فيحدثهم بدرجاتهم في الجنة)  "يمسح" يزيل عن وجوههم عن فطرتهم التهويد والتمجيس والتنصيرحتى يردهم لحالة الصفا إذا يعيد تصحيح مسار الحقائق والتي تدور حول حقيقة هذا الميلاد الثاني الذي ينتفي به وجه الخلاف والمغالطات وتذوب مظاهر الشرك والتعددية والطائفية في الارض(الدجال) سواء عند اليهود بأسم سليمان( المسيح الحقيقي) الذي يولد ولادة طبيعية من أم وأب بنشأة لا تخالف ناموس التوراة( شريعة موسى) وهو الشرط القائم على إيمانهم به ولذلك كفروا  بمجيئه الاول ببني إسرائيل الذي ولد بالأهوت(بالحقيقة) أي من أم فقط وباسم عيسى أي ليس المسيح الحقيقي الذي يحارب الفساد و يملك البلاد والعباد  ويقيم المملكة العظيمة لله (هيكل سليمان أي يتجلى التوحيد المطلق في الأرض المقدسة ( ان يعرف الله بذاته دون شريك في الدلالة) قال تعالى{وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} (159) سورة النساء.  " إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ  " يعرفوه بذاته قبل موته أي في بعثته الثانية بأسم سليمان عندما يولد بالناسوت ( ولادة طبيعية ويموت موتة طبيعية) أي يكون عارج بالشريعه باللغة العربية) وليس بصفاته(لأهوت(بلسانه الاعجمي)  قال النبي صلى الله عليه وسلم  ( أن عيسى لم يمت وهو راجع إليكم قبل يوم القيامة)  راجع إليكم بميلاد ثاني باللغة العربية(بالنور) الذي  يتجلى به التوحيد (تخرج الشمس من مغربها) أي يبين لهم  وجه الحق بها.  فقد أورد نعيم بن حماد في الفتن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إنما سُمي بالمهدي لأنه يهدى الى جبل من جبال الشام يستخرج منه أسفار التوراة يحاج بها اليهود فيأسلموا علي يديه جماعة منهم".. المصدر(الفتن- نعيم بن حماد.عقد الدرر: ص 147 ب 7). فعن نعيم بإسناده عن كعب قال: ﴿المهدي يبعث بعثا لقتال الروم، يعطى فقه عشرة يستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكية، فيها التوراة التي أنزل الله على موسى، والإنجيل الذي أنزل الله على عيسى، يحكم بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم﴾ ﴿العرف الوردي في أخبار المهدي ص117﴾.  أقول : فالمهدي الذي يستخرج الدلالة عليه من التوراة ويحاجج بها اليهود هو ذاته المسيح الحقيقي الذي يأتي بشرط الناموس(بشريعة موسى)إذ يولد لأبويين ولادة طبيعية وبأسم سليمان هو عيسى إبن مريم  في قوله " فيأسلموا علي يديه جماعة منهم " أي (ليؤمنن به) فيشهدوا الحق بقرأته وتأويله وبإستخراجه ( إستنباطه ) الدلائل والمعاني الدالة عليه من خلال مصادرهم وتعريفه باللغة العربية الفصيحة وكونهم يتركون العمل بشريعتهم ويتبعوه بالناسوت(الاسلام) أي مهديا يعني أنه يأتي بإسلام جديد  وفهم مغاير لجميع الفهوم ويختلف كل الإختلاف فهو يأتي بالوحي  في قلب العصر بطرح أممي يحتوي ويبتلع كل المذاهب فهو يأتي  بلغة الوحي (العربية الفصيحة) التي  بها يستخرج الحق الأبلج الذي لا يتعارض مع مثالية التوراة (بقرة بني إسرائيل الصفراء)  الفاقع لونها ولا شية فيها ( خالية من التحريف والتشوهات كما كانت فهو شمس المغرب التي يمسح الله بها آثام الخلق  ويمحو مظاهر التحريف في العقائد ويشهد للأنبياء بصدق دعواهم ويبرئهم مما لحق بأقوامهم. روى النعماني في كتابه الغيبة، ص 156 بسنده عن عمرو بن شمر عن جابر، قال: دخل رجل إلى أبي جعفر الباقر عليه السلام، فقال له: عافاك الله اقبض مني على هذه الخمسمائة درهم، فقال له أبو جعفر عليه السلام: خذها أنت فضعها في جيرانك من أهل الإسلام والمساكين من إخوانك المسلمين، ثم قال: إذا قام قائم أهل البيت قسم بالسوية، وعدل في الرعية، فمن أطاعه فقد أطاع الله، ومن عصاه فقد عصى الله، وإنما سمي المهدي مهدياً لأنه هُدي لأمر خفي، ويستخرج التوراة وسائر كتب الله عز وجل من غار، ويحكم بين أهل التوراة بالتوراة، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل، وبين أهل الزبور بالزبور، وبين أهل القرآن بالقرآن، ويجمع إليه أموال الدنيا من بطن الأرض وظهرها، فيقول للناس: تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام، وسفكتم فيه الدماء الحرام، وركبتم فيه ما حرم الله عزَّ وجل، فيعطي شيئاً لم يعطه أحد كان قبله، ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً ونوراً كما ملئت ظلماً وجوراً وشراً.

 روى أحمد عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لقيت ليلة أسري بي إبراهيم وموسى وعيسى ـ عليهما السلام ـ فتذاكروا أمر الساعة ... ألى قوله :" فردوا أمرهم إلى عيسى، فقال: أما وجبتها فلا يعلم بها أحد إلا الله، وفيما عهد إلي ربي عز وجل أن الدجال خارج ومعي قضيبان، فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص، قال: فيهلكه الله إذا رآني)هذا تأكيد أن القائم هو نفسه عيسى إبن مريم  فالقضيبان هما التوراة والانجيل المستخرجتا من غار إنطاكية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يزداد الأمر إلا شدة، ولا الدنيا إلأ إدبارا، ولا الناس إلأ شحاً، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ولا مهدي إلا عيسى". (التذكرة - القرطبي - صفحة 616).فالساعة ما إرتبطت بفرد أو علم دل عليها إلأ عيسى  قال تعالى {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} (61) سورة الزخرف.  وقال تعالى {ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ} (34) سورة مريم. فقول الحق هو كلامه الدال له . قال تعالى (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ } (171) سورة النساء. كلمته هو كلامه  وهو معنى المسيح أي الـاويل الحرفي للقرآن بلسان عيسى كهلاً في هذه الامة وهو ظهور بطون الذات(المسيح الحقيقي(روح الرحمن ) فالقول هو أقصى دلالة من الحق للخلق أي ان المتكلم هو عين الساعة(عين الذات(النقطة) التي لم تتعين و تتجلى إلا على هذا الكرسي الوسيع(اللسان العربي الفصيح) روي عن الأمام علي (عليه السلام أنه قال ":.. لا تسألوني عما يكون بعد هذا، فإنه عهد عهده إلي حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله، أن لا أخبر به غير عترتي، هو الثاني عشر من العترة، التاسع من ولد الحسين بن علي وهو الشمس الطالعة من مغربها، يظهر عند الركن والمقام، فيُطهّر الأرض ويضع ميزان العدل). كمال الدين وتمام النعمة- للصدوق-صفحة رقم (527). فالتاسع من ولد الحسين هو عيسى ابن مريم شخصي سليمان أبي القاسم موسى الخليفة اليماني القرشي الثاني عشر الذي يختم الله به الدين(أي يدل لله دلالة لا يدلها احد بعده ) وقوله " يطهر الارض " أي ينزه الأرض المقدسة إذ يزيل ويمسح عن العقول الفهوم الخاطئة بكسره لعقيدة الصلب  (الرفع بالبدن العنصري( الشرك) و(وذبحه الخنزير( الكفر) اي بقتله الدجال( ياتي من قبل المغرب مصدقا بمحمد فيقتل الدجال ومن ثم قيام الساعة) قيام الساعة ( أي قيام الروح الأعظم(أي نزول الحق بذاته من العرش للكرسي) بعدما تطهرت الأرض المقدسة (لتسع فهوم الولاية)أي تسع النور(التأويل) تسع بطون الحق البطون الذي لا يظهر إلأ بعد السلام أي التسليم بهذة الرجعة بهذا الميلاد بإلغاء العقل (الإجتهادات)  أي قتل العقل المادي وهو معنى تطهيره  للأرض " علمه لا غيره اهلاً لينشره هو الرقطاء والعنقاء تأذره" فلا تجمع الشريعة والحقيقة إلأ بعرشه الإسرائلي  فهو من يدركه بالعقليين (روحا وجسدا) لأنه صاحب السويقتين( الصفتين) الذي يستخرج (يستنبط علامة الحق من الخلق أي يدل للربوبية وسرها(كنزها) بالعبودية(بالشريعة).عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة، ويسلبها حليها، ويجردها من كسوتها، ولكأني أنظر إليه أصيلعاً أفيدعاً يضرب عليها بمساحيه ومعوله". وفي صحيح البخاري –بشرح الفتح. كتاب الحج صـ460) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " كأني به أسود أفحج يقلعها حجراً حجراً "  وروى أبو داوؤد والحاكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال  " قال اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة "  فالحبشي هوالمهدي الأعجمي  وكنز الكعبة الذي يستخرجه(يحيه) هو غاية القصد(التأويل)  أي الفهم المقدس والذوق الروحاني(ذوق الأحدية) الذي أميت فهوالجوهر النوراني المضلول عنه  فهو يستخرج المعاني الدالة عليه بلسان العرب ( قريش ) بميلاد ثانِ في آل البيت في ذروة سنام قبائل العرب( فياتي بلسانهم وبلغة بيأنهم وبمفرداتها. ولما كان هو من يدل لذاته بذاته  ( بفهمه وذوقه) أي بجمعه للعربية بفصاحتها اللغوية والأعجمية (الروحانية) أي(السويقتين) فهو يستخرج معانيه ودلالاته من قلب مكة (من قلب الشريعة) وبلسان أهل مكة آخر الزمان ( مهد العرب وأهل الفصاحة والبلاغة( المسيرية الحمر بني عطية (أهل اليمن) بوصفه القحطاني الخارج من بطون أهل اليمن (المسيرية الحُمر) ويسوق الناس(يدلهم للحق بذاته) بعصاه(بالشريعة) أي عارج بالشريعة وهو ذاته نار اليمن التي تخرج من قعرها أي يخرج من بطون  قبائلها (عدنها) فنارها الخارجة من قرارها  هو  علمها ومهديها الدال عليها الذي يولد في قعر اليمن (العرب) ويخرج من جوفهم وقرارهم (عدنهم) أشرفهم (أولاد ريد) قال تعالى{وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} (59) سورة القصص.. " حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا " ولما كانت مكة هي ام القرى فبعث نبيها صلى الله عليه وسلم في اشرف منازلها وافصحهم لسانا فعيسى إبن مريم يبعث في أم القرى (مكة العرب( مكة التأويل) أي معقل آل البيت آخر الزمان (أهل الفصاحة) وفي أشرف منازلهم (قرار اليمن)  ." يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا " يقارعهم الحجة والبيّنة في (مكتهم) فهم أفصح من يتحدثون العربية بلغة القرآن والبيان "  يقول النبي صلى الله عليه وسلم :يخرج رجل من قحطان بفتح القاف وسكون الحاء يسوق الناس بعصاه وهو ابو اليمن " أبو اليمن أي أنه أبوالعرب أي هو روح اللغة العربية الذي يخرج من جوفها فهو كنز اللغة وجوهرها .تورد الدكتورة زينب عبد الله في كتاب الزي والزينة عند قبائل البقارة بالسودان الأتي باب لهجة البقارة ما يميز لهجة البقارة من غيرها  1- سلامة مخارج الحروف 2- صحة وزن الكلمة 3- تفخيم الراء وترقيقها فيما يلزم الترقيق واهم ما يميز البقارة هي المفردة فهم يتحدثون بمفردات موغلة القدم في الفصاحة حتى الثمالة  وقل من يستخدمها  غيرهم حتى لتبدوا غريبة على غيرهم من القبائل العربية ولهجة الإستنطاء لهجة موغلة في القدم فقد صنف البعض لهجة البقارة من الإستنطاء فنجد أنه الإتجاه القديم  لبعض القبائل وهي قيس- تميم – قريش-  وكنانة –غطفان – خزاعة  وقد أورد الدكتور فضل العماري نقلا عن السيوطي  في المزهر أن الذين عنهم نقلت اللغة العربية وبهم إقتدى وعنهم أخذ اللسان العربي من بين قبائل العرب هم كنانة وبعض الطائين والبقارة هم القبيلة التي خرجت من ضيضن هذه القبائل  والملاحظ أن بلهجة البقارة كلمات نزلت في القرآن الكريم وينتشر إستخدامها في لهجة البقارة ويشيع إستخدامها بشكل ملحوظ ورغم تفرق البقارة فهي تتحتفظ ببعض السمات العربية  مثل اللهجة والثقافة والاسماء) 
ففي صحيح البخاري –بشرح الفتح. كتاب الحج صـ460) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " كأني به أسود أفحج يقلعها حجراً حجراً "  وروى أبو داوؤد والحاكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال  " قال اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة "" ذكر الحافظ ابن كثير في الفتن والملاحم عن الإمام أحمد بسنده إلى عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة، ويسلبها حليها، ويجردها من كسوتها، ولكأني أنظر إليه أصيلعاً أفيدعاً يضرب عليها بمساحيه ومعوله". قال ابن حجر في فتح الباري: "عن علي رضي الله عنه قال: استكثروا من الطواف بهذا البيت قبل أن يحال بينكم وبينه، فكأني برجل من الحبشة أصيلعاً - أو قال-  أصمع حمش الساقين قاعد عليها وهي تهدم. رواه الفاكهاني. من هذا الوجه وقال: قائماً عليها يهدمها بمسحاته، والأصيلع من ذهب شعر مقدمة رأسه، والأصمع الكبير الأذنين، وقوله حمش الساقين بحاء مهملة وميم ساكنة ثم معجمة أي دقيق الساقين".
  فمكة التي ينقضها  هذا الحبشي هي أرض العرب  ( اللغة العربية لغة القرآن) يبين منها الدلالة فصلا ونصاً ويستخرج منها كلام الحق بذاته  الكلام  المكنون في جوفها وقوله" يضرب عليها بمساحيه ومعوله "  والمسحاة كمفردة لغوية تشير للمسيح الحقيقي شخصي سليمان  والممسحاة التي تجرد مكة( الشريعة ) حللها وثوبها هو ذاته تأويل الكتاب أي سلسلة منشوراتي لا غير وأما المعول الذي يهدم وثنية العقيدة هي نفسها العصا أي عصا الدابة(راية الأحدية) التي تجلوا بها وجه الحق عن الخلق وهذا سبب فرارهم منها . يقول الامام علي عليه السلام  :" .. يفلق صحابي مصر الأمر فلق الخرزة ليصدق رائد أهله " فصحابي مصر هو ذاته  ذو السويقتين الحبشي شخصي المسيح " يفلق الأمر "   والأم هو الساعة  ويفلقه اي يجليها وهي ذاتها الكعبة(دمشق) إذ يفلقها ينقضها ( يبين دلالتها بأدق فصولها)  فهو الجامع لحقائق الخلق ومن يرد الدجال اي يبين الحق بالشريعة والحقيقة وهي السمة التي يفتقرها غيره من خلفاء الامصار الأخرى  (مصر الحيرة  ومصر الشام ) ولذلك لم يرده إلا هذا المصر ببرزخيته وثنائيته الجامعه  (بمرجه البحرين(علم التوحيد(التأويل) وعلم التشريع(التنزيل(اللغة العربية)) أي رتقه حقائق السماء والأرض وإستخراجه الجوهر المضلول منهما بصورة لا يعارض ظاهرها باطنها(لايبغيان)  لا تطغى حقيقة على آخرى سواء (بالخاتم  بالحقيقة) أوبالشريعة (عصا موسى) وهوذاته الدابة التي تخرج من صدع بمكة( غياب وجهل بمقاصد الشريعة بعد ضياع دلالات الألفاظ ومعاني اللغة ) ومكة تشير لمهد آل البيت ويراد بها  جزائر العرب (ديار المسيرية) أهل اللغة العربية التي غرب في دلالتها الحق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ويكون في المغرب الهرج والخوف ويستولي عليهم الجوع والغلاء، وتكثر الفتنة ويأكل الناس بعضهم فعند ذلك يخرج رجل من المغرب الأقصى من أهل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المهدي القائم آخر الزمان وهو أول أشراط الساعة" أه) اخرج الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي:(ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة (والذي بعثني بالحق ان منهما - يعني الحسن والحسين عليهما السلام - مهدي هذه الأمة، إذا صارت الدنيا هرجا ومرجاً وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيراً ولا صغير يوقر كبيراً،  فعند ذلك فيبعث الله عز وجل عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوباً غلفاً يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان يملأ الدنيا عدلاً كما ملئت جوراً) عقد الدرر للشيخ يوسف بن يحي حديث رقم 323. اقول : فجملة " إذا صارت الدنيا هرجا ومرجاً وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل " اي في زمن إنقطاع تام عن لغة الوحي وتصدع في اللغة العربية فتغيب ملامح الدجال عن الأمة وتختلط الحقائق ويظهر الجهل " فعند ذلك يبعث الله عز وجل منهما " يبعثة في صدع (شح في العلم) وإنقطاع عن علم الحقيقة العلم الذي يرد الدجال فيبعثه الله(يحيه) من مكة الغرب (ديار المسيرية) بالميلاد مهديا ليعيد الخلق إلى جادة الحق " يقوم بالدين آخر الزمان كما قمت به أنا أول الزمان" (كما قمت به ) أي خلافة على منهاج نبؤة يعني قائمها نبياً ليختم به الدين وهو مقام قراءة  الكتاب وختم الهداية . حدثنا الوليد عن علي بن حوشب سمع مكحولاً يحدث عن علي بن أبي طالب قال يا رسول الله: المهدي منا أئمة الهدى أم من غيرنا؟. قال: “ بل منا بنا يختتم الدين كما فتح بنا، وبنا يستنقذون من ضلالة الفتنة كما إستنقذوا من ضـلالة الشرك، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم ودينهم بعد عداوة الشرك” رواه نعيم بن حماد في الفتن برقم 1096 فصل نسبة المهدي. أقول: فجملة" منا أم من غيرنا" فهوفتح باباً للتاويل وصرف المعنى على إمكانية تركيبه و أضافتة لغيرهم ويراد بهم اليهود والنصارى ففيه دليل على الإستدلال بتكرار واقعة نزوله روحاً في الارحام على شاكلة ميلاده الاول من أمة (بني إسرائيل) ليشير أن المهدي ليس من سلالته الحسية فهو فرد واحد مستقل بنشأته فلا يمت بنسبة اصل صريح إليهم فهو روح الله . فقد جاء بكتاب تنبيه الأذكياء للشيخ إبراهيم إيناس الكولخي نقلاً عن الجزء الثاني من الفتوحات المكية لابن عربي الجزء الثاني صفحة (50) ما نصه: "والختم ليس من سلالته الحسية ولكنه من سلالة أعراقه وأخلاقه صلى الله عليه وسلم".أقول:  فالختم هو عيسى ابن مريم المهدي القرشي بوصفه القائم البيتي الثاني عشر المولود فيهم و الذي يختم الله به الدين كما فتحه بهم . وقوله"ليس من سلالته الحسية" أي لا صلة رحمية له به  وإنما من جهة(سلالة أعراقه وأخلاقه)  ويجمل الفقرة ما جاء بحديث الأحلاس في قول النبي صلى الله عليه وسلم( رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني)  من أهل بيتي أي من سلالة أعراقه (سليل الحسنين)  بميلاده الثاني (وليس مني) إذ أنني ليس بضعة من أحد لأنسب إليه في الأصل فأنا روح الله  وفي الحديث فقرة أبرزت وجه الحكمة في سؤال الامام علي بن أبي طالب( المهدي منا أئمة الهدى أم من غيرنا) فيه تأكيد على إستقلالية نسبه. ويشير إبن عربي لهذه الحقيقة من كتابه عنقاء مغرب في ختم الأولياء وشمس المغرب الأتي نصه " ولا ينال هذا المقام الأجسم بعد النبي المصطفى الأعظم إلا ختم الأولياء الأطول والأكرم وإن لم يكن من بيت النبي فقد شاركه في النسب العلوي فهو راجع إلي بيته الأعلى لا إلى بيته الأدنى) عنقاء 62-63. فختم الأولياء هو ذات الختم  أي عيسى إبن مريم المهدي المقطوع النسب بالنبي ببيته الأدني(البيت القرشي) وقوله " إن لم يكن من بيت النبي" أي ليس من سلالته الحسية . إلأ أنه شاركه النسب العلوي أي من سلالة أعراقه وأخلاقه من جهة الامام علي بن أبي طاب فهو يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم  في بيته الاعلى (الكنانة) أي إلى الحق تعالى . ليدل أن المهدي الذي يولد منهم هو عيسى ابن مريم (نحن معشر الانبياء أخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد وأن عيسى ليس بيني وبينه نبي إلأ أنه خليفتي في أمتي ) أمهاتهم شتى وهو الننسب بالبيت الأدنى بظاهر التشريع سواء بالبيت القرشي من ذرية فاطمة أوبالنسب الاسرائيلي بمريم بنت عمران إلأ أنه يجتمع به في أصل واحد ( وهو الحق تعالى)  وهو البيت الاعلى أي (بيت المقدس)  عن أبي عبد الله عليه السلام فيما رواه عنه أبي بصير أنه قال: "ان الله أوحى إلى عمران اني واهب لك ذكراً سوياً مباركاً يبرئ الأكمه والأبرص ويحي الموتى بإذن الله وجاعله رسولاً إلى بني إسرائيل فحدّث عمران إمرأته حنة وهي والدة مريم فلما حملت بها كان عند نفسها أن يكون غلام فلما وضعتها قال أني وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى. أي لا تكون البنت رسولاً بقول الله عزّ وجلّ. {وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ { فلما وهب الله لمريم عيسى كان الذي به عمران ووعده إياه فإذا قلنا في الرجل منا شيئاً فكان في ولده أو ولد ولده" المصدر: بحار الأنوار ج (52) – 120 " الكافي ص35.. وهنا أيضا يعرض الامام عبد الله بعيسى إبن مريم ليشير إلى تكرار واقعة الميلاد الثاني . وجملة"  فإذا قلنا في الرجل منا شيئاً فكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك"  والرجل منهم هو الحسين بن علي (عليهما السلام)  فمن ولده أو ولد  ولده  أي من  صلبه يولد ذات عيسى ابن مريم غلام بني إسرائيل الذي كان يحى الموتى فكما نزل  من قبل روحا منفوخا من الله تعالى في رحم أمرأة من آل عمران(مريم)  فبذات السنة الإلهية التي لا تبديل ولا تحويل فيها فهو ينزل من الله روحا منفوخا ( يركب تركيباً في صلب ولد من ولد الحسين) أي في رحم أمرأة من آل محمد والرجل منهم هو والدي بظاهر التشريع (أبي القاسم موسى) ويلاحظ في الفقرة "  بل منا بنا يختتم الدين كما فتح بنا، وبنا يستنقذون من ضلالة الفتنة كما إستنقذوا من ضـلالة الشرك، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم ودينهم بعد عداوة الشرك " فالوصف رسم ملامح هذا الفاطمي.
أولا: هو من آل البيت
وثانيا: يختم الله به الدين
 وثالثاً : أنه يستنقذ  آخر الامة من فتنة الضلالة كما استنقذوا من فتنة الشرك  في اول الزمان  في صدر البعثة الاولى (أول الأمة) ليدل أن هذا المهدي هو عيسى شخصي المسيح.  والوقائع يجملهاالحديث التالي :"خير هذه الأمة أولها وآخرها أولها فيهم رسول الله وآخرها فيها عيسى إبن  مريم" وآخرها هي الخلافة على منهاج النبوة أن قائمها نبي لتقابل خلافة النبي صلى الله عليه وسلم في صدر الأسلام فهو من إستنقذ الامة من فتنة الشرك وآخرها هي خلافة  عيسى إبن مريم الذي يستنقذهم من فتنة الضلالة  أي (فتنة الدجال) وهي فتنة الدجال الامريكي .  " مدمر الامارك وروم الصخب ** ومبيد الفرس وترك العرب) . أقول: فالقوميات الأربعة تمثل المكون الاثني لشعوب العالم اليوم ولما كان الدجال في معناه الشمولي يرمز للطغيان والجور فإن(الامارك) الولايات المتحدة  الأمريكية التي نصبت نفسها آلهة للشعوب تجسد هذه المعاني بهرمها السلطوي في شخص قيادتها (الدجال الأعور بذاته) الذي يمثل رأس الفتنة ومهد الفساد والشر في الأرض. وقوله " روم الصخب" هي اوروبا السياسية معقل (النصرانية واليهودية)  . " ومبيد الفرس" هي بلاد فارس وأيران ومن شايعهم من أصحاب المذهب الشيعي . " وترك العرب " هم عرب  الجزيرة أي المذهب السني. هذه الحقائق تبين أن المهدي الذي يخالف جميع مذاهب أهل الأرض الذي يكسر الصليب ( يطيح بالنصرانية ) ويقتل الخنزير( اليهودية ) في معاقلهم (الروم (أروبا الغربية) ومدمر الأمارك( الدجال)  هو عيسى ابن مريم شخصي سليمان أبي القاسم المهدي البيتي الخارج من المغرب الاقصى بطائفة أهل المغرب السودان رعاة الابل والوقائع لها شاهد من السنة فعن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: سألت نافع بن عتبة بن أبي وقاص قلت: حدثني هل سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يذكر الدجال؟ فقال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده طائفة من أهل المغرب أتوه يسلموا عليه وعليهم الصوف فلما دنوت منه سمعته يقول: تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله عليكم ثم تغزون فارس فيفتحها الله عليكم ثم تغزون الروم فيفتحها الله عليكم ثم تغزون الدجال فيفتحها الله عليكم" رواه ابن حبان ج8 حديث رقم(6637). " تغزون الروم" وهي اوروبا النصرانية المتهودة (روم الصخب) وذلك معنى" يكسر الصليب ويقتل الخنزير"  وتغزون الدجال"  اي مدمر الامارك " ومن ثم فالمهدي الفاطمي الذي يخرج من جزائر العرب( المسيرية) هو ذاته المسيح عيسى إبن مريم  شخصي الذي يقتل الدجال " ويجئ عيسى ممن قبل المغرب مصدقاً بمحمد وعلى ملته فيقتل الدجال ثم إنما هو قيام الساعة" عن المفضل قال: قال الصادق عليه السلام. ان الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نوراً قبل الخلق بأربعة عشر ألف عام. فهي أرواحنا فقيل له: يابن رسول الله ومن الأربعة عشر؟ فقال: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهر الأرض من كل جور وظلم" المصدر: بحار الأنوار (ج 51 – ص 145).. وعن الامام ذين العابدين (عليه السلام) قال : ان الله تعالى أعطانا الحلم والشجاعة والسخاوة والمحبة في قلوب المؤمنين ومنا رسول الله ووصيه سيد الشهداء وجعفر الطيار في الجنة وسبطا هذه الامة والمهدي الذي يقتل الدجال) المصدر(بحار الأنوار (ج 51 – ص 145).) أقول: هذين الاثرين هما أكبر حجة على أهل المذهب الشيعي في شخص قائم آل البيت الغائب وبحديث الأمام أبي عبد الله (عليه السلام) وتحديدا في جملة "  آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال "  فالقائم الذي يقوم من بعد موته هو عيسى إبن مريم  (قائم الأحدية) أي الفهم النوراني الذي أميت وتوفاه الله  إليه من قبل  وقيامه هي الرجعة بعد الموت أي رجعة هذا العلم الدال لكنة ذات الحق  .فقد  روى ابن جرير (جامع البيان 6/420) عند تفسير الآية الأولى قال: حدثني يونس أخبرنا ابن وهب قال سمعته- يعني ابن زيد- يقول في قوله تعالى: “وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ” (46) سورة آل عمران, قال: قد كلمهم عيسى في المهد وسيكلمهم إذا قتل الدجال وهو يومئذ كهل.وقال ابن جرير (جامع البيان 6/457) أيضاً: حدثني يونس، أخبرنا ابن دهب، قال: قال ابن زيد في قوله تعالى: “إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ” (55) سورة آل عمران. قال: متوفيك قابضك، قال: متوفيك ورافعك واحد، قال: ولم يمت بعد حتى يقتل الدجال وسيموت وتلا قول الله عز وجل: “وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ” (46) سورة آل عمران، قال: رفعه الله قبل أن يكون كهلاً، قال: وينزل كهلاً.) ومن ثم  رجوعه ليقتل الدجال هي ذاتها الرجعة بالميلاد الثاني بأن يننفخ من الله روحا في هذة الأمة وينزل في رحم أمرأة من آل البيت النبوي على شاكلة ميلاده الاول ببني اسرائيل إلأ أنه يولد ولادة طبيعية(ينسب لأب وأم) اي يولد بالفطرة (بالشريعة) ليدل للحق بها (بلسان العرب) بالحديث المشهور( أن عيسى لم يمت وهو راجع قبل يوم القيام) لم يمت في الأصل لأنه جاء بروحانية (لأهوت) والموت للبدن لا لروح فيرجع ليشهد على الحق بذاته اي يموت بالناسوت (يموت بدين لفطرة). فقد  أخرج ابن عساكر عن أنس قال: "كنت أطوف مع الرسول صلى الله عليه وسلم حول الكعبة إذ رأيته صافح شيئا لا نراه قلنا يا رسول الله :رأيناك صافحت شيئا لا نراه؟ قال: ذاك أخي عيسى ابن مريم انتظرته حتى قضى طوافه فسلمت عليه"  فقول أنس " إذ رأيته صافح شيئا لا نراه " لم يدركه أنس بعيني راسه لأنه  كان  روحا مجردا من الأوصاف  وليرجع ويموت ألأ أن ينزل روحا في الأرحام  ويولد مرة ثانية ولادة طبيعة بالناسوت ببدن عنصري يحمل الخصائص البشرية الكاملة(خصائص الخلافة أي يحمل اللسان العربي) ليدل لله به دلالة ذاتية تبين حقيقته التي تقتل الدجال فهو يمر بكل أطوار الخلق ( أن يكتهل ويتزوج ويدركه الموت) والفقرة "آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهر الأرض من كل جور وظلم "بعد غيبته " وهي رجعة عيسى مهديا بالميلاد وخروجه من قبل المغرب " ويجئ عيسى من قبل المغرب مصدقا بمحمد وعلى ملته فيقتل الدجال"  اي يأتي بلسان العرب الفصيح (لسان أهل مكة آخر الزمان ( المسيرية )اللسان القرشي الذي يبين به الدلالة عليه من الشريعة والسنة النبوية ولسانه  هو ذاته حربته التي يريهم فيها دمه (اي يبينه بصفاته وذاته ) وبيانه هو معنى قتله للدجال  أي قتله بالحقائق الدالة لله بكلامه كهلا في الامة  بوصفه الشمس الطالعة من مغربها التي تجلي بالفصاحة العربية التأويل الحرفي والنصي للكتاب بقرأ تأويل.  جاء بخطبة البيان لامير المومنين علي عليه السلا م في الوجه الأول " فهناك تنكشف الغطاء من الحجب وتطلع الشمس من المغرب هناك ينادي مناد من السماء أظهر يا ولي الله إلى الأحياء فيظهر قائمنا المتغيب يتلألأ نوره يقدمه الروح الامين وبيده الكتاب المستبين معه مواريث النبيين والشهداء الصالحين فيبايعونه في البيت الحرام ويجمع الله له أصحاب مشورته فيتفقون على بيعته فيحول وجهه شطر المسجد الحرام ويبين للناس الامور العظام ويخبر عن الذات ويبرهن على الصفات )  " مواريث الانبياء (عصا موسى وخاتم سليمان) ويخبر عن الذات أي يبين النقطة ويظهرها في عالم الكثافة ( الخرطوم ) قال تعالى " {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} (16) سورة القلم سنبين نقطة الذات (دمه) صفاته لصاحب الجسد الاسرائيلي  فهو الكرسي (الفهم المقدس الذي يتجلى فيه الحق بذاته وهو ذاته مسمى الخرطوم الذي يهلك الله في زمانه كل الملل(اليهودية والنصرانية ما سوى هذا الفهم والذوق العالي الذي به تتوحد الكلمة(يتجلى التوحيد) ويرتفع التعارض في دلالة الشريعة  ويزول الإنقسام والتشرزم الطائفي (سنة وشيعة) وهذه الوقائع لا تتجلى إلأ على قدم نبي ووارث بيتي مولود فيهم ولادة حسية  عن أبي سعيد الخراساني قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: المهدي والقائم واحد؟ فقال: نعم. فقلت لأي شيئ سُمي المهدي؟ قال: لأنه يهدي الي أمر خفي وسُمي القائم لأنه يقوم بعدما يموت أنه يقوم بأمر عظيم أنه يقوم بأمر الله" بحار الأنوار ـ 6 ـ 51. وأخرج عبد الرازق في مسنده عن معمر عن مطر الوراق عمن حدثه عن كعب قال:"إنما سُمي المهدي لأنه يهدي لأمر خفي ويستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكية ".المصدر: عبد  الرازق الجزء 11 صفحة 372. اقول : فجملة " لأنه يهدي الي أمر خفي " فالامر الخفي الذي يهدي إليه هذا البيتي هو كنز الكعبة اي يهدي لجوهر اللغة العربية(التأويل) أي يبين عن الذوات بشخوصها بالشريعة (يبرهن على الصفات) وهذة سمة تفرد بها دون غيره من المهديين  لانه يهدي إلى الاسم الدال للذات العلية (الساعة) وهو الامر المضلول عنه .  وقوله " لماذا سمي بالقائم ؟ لانه يقوم بعدما يموت " يقوم أي يدل لله بالتوحيد(بالتأويل) والذي لا يُعرف إلا باللسان العربي الفصيح فرجعته هي للدلالة لله بهذا اللسان وليرد دعوة الألوهية عن قومه في هذة الرجعة (فلم تمت أي لم تتطهر أرضه  ) بشهادته بلسانه الاعجمي وعودته وبعثته باللغة المقدسة بوصفها النور(الحربة) التي تقتل الدجال(ترد دعوة البوبية) بإحياء جديد وبعث ثان فهو  الامر الذي لا يبينه إلأ هو وحده أي وحده لا شريك له في الدلالة .وقوله " يقوم بامر عظيم يقوم بامر الله"  وهي قيامة عيسى من الأموات والظهور بالصفة (بالتأويل ) بلسان العرب الوسيع  لأوصافة ولذاته ولأفعاله لجامعية لغته .قال تعالى{أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (122) سورة الأنعام .فالميت والذي أحياه الله هو عيسى إبن مريم  وهي ذاتها الرجعة لشخص القائم ببعث جديد وميلاد ثان يحمل النور (التأويل ) بلغة العرب .ففي جواهر المعاني سئل الشيخ أحمد التجاني رضي الله عن معنى قولهم " معرفة الولي أصعب من معرفة الله". فأجاب بقوله: "أما قول السائل: معرفة الولي اصعب من معرفة الله. فقد بيّن هذا القول المرسي أبا العباس رضي الله عنه في قوله: "لو كُشف عن حقيقة الولي لعُبِد لأن أوصافه من أوصاف إلهه ونعوته من نعوته ومعنى الولي هاهنا هو الإنسان الكامل وهو الخليفة الأعظم وهذا معنى قوله تعالى:{أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} (122) سورة الأنعام. وحقيقة الولي أنه يسلب جميع الصفات البشرية ويتجلى بالأخلاق الإلهية ظاهراً وباطناً". أقول:  فكون المرسي ابا العباس يستشهد بالآية (122) من سورة  الأنعام تحديداً وتخصيصها لهذا القائم الذي يبعثه الله من بعد موته إنما هو برهان على الميلاد الثاني لعيسى ابن مريم  عربيا فصيحا بوصفه الكنز (كرسي التأويل) الذي يبين ما أختلفت عليه الأمة. بما اشار اليه باللفظ الصريح "وهذا معنى قوله" ويعني معنى الآية التي يتناول شرحه لها عن (الصفات ) أي صفاته الإلهية(العلم بذات الحق) بعد موته وهو الكمال الأعظم لأنه أكمل مراتب الدين (ومنتهى التحقيق بالشريعة والحقيقة(السويقتين) بإن يكون "أوصافه من أوصاف إلهه ونعوته من نعوته".  تحقق بسره أي بإسمه ووصفه بعد موته وهذا سر تسميته بمسمى المهدي الذي يهدي إلى الله تعالى وحده لا شريك له وذلك لا يكون إلأ بشرط واحد لا غير إلأمن بعد موته (أن يوتي العلم به (التـاويل) بفصاحة اللغة العربية وبلسان قريش ببعث جديد (لن يرى  أحد ملكوت الله إلأ من ولد مرة ثانية) . واما في الفقرة " لو كُشف عن حقيقة الولي لعُبِد "  فالولي هوذو السويقتين  أي صاحب الصفتين بأوصافه الألهية البشرية ) التي لا تكشف إلأ بالخرطوم  ( محل كرسي صاحب الوقت) أي عرش الصفات(هيكل سليمان ) روى أبو موسى: عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: «عَنْ سَاقٍ» قال: " يكشف عن نور عظيم يخرون له سجدا "  أورد البخاري عن أبي سعيد الخدري .قال : سمعت رسول الله يقول في قوله تعالى( يوم يكشف عن ساق" فقال: وهو يوم يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء فيذهب ليسجد فيعود ظهره ضيقا" يقول الطبراني في التفسير الكبير معنى الآية( ان يكشف ربنا عن ساقه يوم القيامة فيدعون من كانوا لا يسجدون في ذلك اليوم) فالساق التي تكشف يوم القيامة هي ذاتها ساق ذو السويقتين(صاحب الملامح والأوصاف الإلهية) أي متجليا بالصفة الذاتية بتأويله الكتاب بالفصاحة العربية  أي بظهور سرالربوبية في أرض العبودية (ملتقى البحرين( بالشريعة ) وهو النور العظيم (شمس المغرب قبلة التحقيق ) وطلوع الشمس بذاتها هودلالة الحق بذاته أي كشفه لحجاب ذاته العلية المقدسة وذلك يوم لا ينفع إيمان نفس لم تكن آمنت من قبل (لم تسجد من قبل) لأن بطلوعها تهدم مكة وإرتفعت خيارات الإيمان من الشريعة إلى الحقيقة (بيت المقدس) بفهوم الولاية والأذواق العالية التي لا طاقة بالسجود فيها (فهمها وتذوقها) عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم . يقول: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها . فإذا طلعت الشمس من المغرب آمن الناس كلهم وذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خير)الطبري.  فقوله "  لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها" أي لا تنتهي الحجة والسجال بين الحق والباطل حتى تخرج الشمس من مغربها أي أن يظهر الحق تعالى بذاته (يكشف عن ساقه( يتجلى التأويل) فهو الجوهر المضلول عنه ." فإذا طلعت الشمس من المغرب آمن الناس كلهم" ظهر التأويل بظهور الله . ففي بخاري ومسلم . عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ":إن الله سبحانه وتعالى. يتجلى لعباده المؤمنين في صورة ينكرونها، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: لست ربنا، ثم يتجلى لهم في أحسن صورة فيعرفونه فيكشف عن ساقه فيخرون له سجداحديث صحيح ثابت في الصحيح وفي رواية  "يأتيهم الله (تبارك وتعالى) في صورة غير صورته التي يعرفون) (متفق عليه). فالصورة المنكورة هو  ذاته العرش المنكور الذي لم تهتدي إليه الخلق أي أنه جاءهم بكامل بشريته وذات الهيئة التي تمثل بها لمريم وفاض بروحه(عيسى ) أي جاءهم بصورة الرحمن ({قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا} (18) سورة مريم. فإستعاذت به أي أنها نكرت ذاته (الفطرة) غير محجوب بصفاته ( بشريعة) لان الذات معدومة في الجنس وغير معينة بوصف. " ثم يتجلى لهم في أحسن صورة فيعرفونه فيكشف عن ساقه فيخرون له سجدا " يتجلى على هذة الأمة بالصفات بالتأويل (صورة يوسف) قال تعالى (قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ (89قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ) فيكشف عن خده(التاويل) فيظهر العرش(النقطة) فيسجدون له (يعرفوه )  في قوله تعالى (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا)  فالغلام الذكي هو ذاته التأويل أي الفهم الذكي والذوق المقدس الذي لم يمسسه بشر(لم يتذوقه) وبه يعرفوه وهو الكرسي الذي يسع النقطة ومن ثم  ففي الفقرة " فإذا طلعت الشمس من المغرب آمن الناس كلهم وذلك حين لأينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خير" سجدوا في ذلك اليوم أي بعد خروج الشمس بذاتها أي آمنوا بتأويله وهو يوم لا ينفع نفس إيمانها (لا ينفع نفس (حياة ) لنفس لم تمت( لم تؤمن) بالشريعة أن شخصي سليمان هو ذات عيسى إبن مريم " وكانوا يدعون للسجود وهم سالمون" اي بالشريعة وللوقوف على هذة الدعوة وخروج الشمس هو معنى رفع علامة السجود(هدم مكة) أي رفع سقف الأيمان من (التشريع) إلى الحقائق العالية من المسجد الحرام بالتحقيق (اي بالفهم والذوق العالي ( ويحول وجهه للبيت الحرام ويخبر عن الأمور العظام ويبرهن على الصفات) " يحول وجهه للمسجد الحرام" أي  أن مصدر العلم هو الروح الأعظم بذاته قائم الأحدية والذي لا يعرف إلا بعيسى  (بالغلام الذكي(النفس الذكية)والتي بخروجها (موتها) ( تكون إنعدمت الصلة وتهاوى الرابط بين الحق والخلق (إنهدام مكة ) إنسلاخه عن طابعه العيسوي فعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يزداد الامر إلا شدة ولا الدنيا إلا ادباراً ولا الناس إلا شحاً ولا تقوم الساعه إلا على شرار الناس ولا مهدي إلا عيسى بن مريم" حديث صحيح عند ابن كثير كما جاء في كتابه النهاية في الفتن والملاحم. " ولا تقوم الساعه " لا تقوم البينة الكبرى والحجة الظاهرة (دلالة الحق بذاته( يتجلى التوحيد وتهدم مكة)إلأ في رؤوس أشرار أهلها  الذين رهنوا الحق  في حدود العقل فكلما كانت  البينة أظهر كلما تقلص نسبة القبول وكلما تمادت الامة في تكذيبها كلما إرتفعت الخيارات التي تعلوا سقفهم .قوله تعالى ({خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ } (43) سورة القلم. يدعون لهذة الصورة الرحمانية البشرية التي دلت عليه (مكة) سلسلة منشوراتي قال تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ} (158) سورة الأنعام   والآية التي لا ينفع نفساً إيمانها (لا ينفعها السجود في ذلك اليوم) هويوم الفلق ( يوم يفلق  الصحابي الأمر فلق الخرزة )اي يكشف عن ساقه.قال تعالى (ومانُرِيهِم مِّنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (48) سورة الزخرف." " إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا "  فالآية الصغرى هي ذاتها دلالة الشريعة والبرهان العقلي في بيان هذا الميلاد من خلال نصوص الشريعة وأما الآية التي أكبر من أختها هي الدابة (ظهور بطون الحق بذاته ليدل لهذا الميلاد) بذوقه الذي لا يسع الخلق فهمه ولذلك لا يقبل عمل ولا فعل لأنها لا تقوم إلأ على جهالة الناس .ففي صحيح مسلم بشرح النووي حديث رقم (1924) عن عبدالله عمرو بن العاص قال " لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق هم شر من أهل الجاهلية لا يدعون الله بشيء إلا رده عليهم فبينما هم على ذلك أقبل عقبة بن عامر فقال له مسلمة يا عقبة اسمع ما يقول عبد الله فقال عقبة هو أعلم وأما أنا فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك فقال عبد الله أجل ثم يبعث الله ريحا كريح المسك مسها مس الحرير فلا تترك نفسا في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة ". فقوله " هم شر من أهل الجاهليه"  والجاهلية هي جاهلية الامة  في صدر الاسلام (فتنة الشرك التي إستنقذوا منها)والواقعة يجملها  الحديث الذي رواه الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله صلى الله عليه وآله من جهال الجاهلية، قلت: وكيف ذاك؟ قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله يحتج عليه به، ثم قال أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقَرّ." إثبات الهداة:(544/3) وعنه البحار(52/362.أقول : فقوله " إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله صلى الله عليه وآله من جهال الجاهلية " فكونه يلأقي أشد مما لاقاه النبي صلى الله عليه وسلم من جهالة الجاهلية الاولى في صدر الاسلام  ذلك لأنه لم يكن هناك مصدر تشريع منزل ورغم ذلك فهم خير من أهل الجاهلية الثانية (اشرار الخلق الذين تقوم عليهم الساعة (يتجلى عليهم التأويل ببروز الحق بذاته تخرج الشمس عليهم دون حجاب(ستر)  ورد بالحديث (أشقى الناس من أدركته الساعة وهو حي) (أن تتجلى أحدية الذات وتكون في نفسه غيرية (لم يمت) " وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله يحتج عليه به  "  يتأولون عليه كتاب الله وهو وجه الشر المطلق الذي فاق الجاهلية الاولى لأنهم جمعوا كل أسباب المعرفة والعلم التحصيلي فنكروا الحق لما جاءهم بذاته  وهذا يدل ان المهدي الذي يخالف جميع مذاهب أهل الارض هو المسيح عيسى إبن مريم القائم البيتي الذي يقوم بالدين  ( قيامته آخر الزمان بعد غيبته أي بعثته من بعد موته فيقتل الدجال  أي ( يسنقذهم من فتنته) فتنة الضلالة والكفر التي أعمت البصائر" هادم التقليد مذاهب وشعب* حكمه شديد بملاك منتدب "
وهو ذو القرنين كاشف الكرب " أقول :فذو القرنين  يشير لقرن نبؤته ببني إسرائيل وقرن مهديته في الأمة الأسلامية (البيت القرشي)  ولما كان ذو القرنين هو الذي إرتبط بشمس المغرب في سورة الكهف في قوله تعالى:{حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا} (86) سورة الكهف. بلغ مغرب الشمس أي بلغ  المعرفة (الشمس اليقينية) أي مقام الروح الرباني (سليمان)  فشمس المغرب هوالمهدي(التأويل الحرفي للكتاب(النور)والدال لله والغارب(الميت) في الشريعة (اللغة العربية) {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا} (90) سورة الكهف .دون سترا أي  بذاته بحقيقته(مهدياً) وبكامل بشريته غير محجوب بصفاته بالشريعة (نبؤة) وهو ميلاده الثاني بإحياء جديد  وبأسم جديد وقوله (كاشف الكرب ) فهو وحده من يهدم هذه الجدر التي ضرب عليها بحجاب الكتم( يبرهن على الصفات ) يقول أبن عربي في فصل (لؤلؤة التحام اليواقيت وانتظام المواقيت) بعنقاء مغرب :" فكان ياقوتة حمراء ، تجوّفت لها ياقوتة صفراء ، فأودعها سبحانه فيها وختم عليها بخاتم "إن الساعة آتية أكادُ أخفيها" فاختلت الياقوتتان في الظلمات لتعاين الصفراء ما غاب عنها من الآيات)إنتهى.
 أقول : فالياقوتة الحمراء هي ياقوتة الحقية أي العين الحمئة (الروح الأعظم) الذي تمثل ببشريته وهي ذاتها النقطة السوداء التي بطنت(تجوفت) فيها العبوديةأي الشريعة( عيسى إبن مريم) " الياقوتة صفراء" فهو تجلى من عمائه (تمثل ببشريته) بالحمراء ومن ثم فاض بالصفراء(بالشريعة)(النقطة البيضاء) " حمراء هي في بياض زد اخضره* * *     بها رقيم رقم يراه ناصــــره "  وقوله " فاختلت الياقوتتان في الظلمات لتعاين الصفراء ما غاب عنها من الآيات "  فلما كانت الصفراء هي ياقوته الخلقية ( عيسى إبن مريم) فهو مرآة هذا البطون الاسود ولذلك غاب فيها (في العرش) أي في الحمراء ليقف على دعوة الإلوهية في شهادة قومه (ما غاب عنه من الآيات (صفات  الحمراء(سليمان) في قوله تعالى {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ } (116) سورة المائدة  .وقوله "فأودعها سبحانه فيها وختم عليها بخاتم : "إن الساعة آتية أكادُ أخفيها  " فاودع الحمراء(العين الحمئة) في جوف الصفراء(الشمس) وختم عليها  أي على الحمراء(الكتاب) خاتما للخلافة بأسم سليمان " فالصفراء التي غابت في الظلمات (في الدنيا) أي في مقام النفس (جهة اليمن ). قال تعالى {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} (20-22) سورة النمل أقول :  فالصفراء إشارة  للهدهد (عيسى إبن مريم) ياقوته العبدية(الخلقية) التي تجوفت من الحمراء أي فاضت بها الذات الإلهية" فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ" اي غاب في الظلمات (الطبائع)  فجاء بالحقائق منه بعلاماته(صفاته) والنبأ اليقين هو النار التي تخرج من فم الهدهد فهي نار قعر عدن (الحقائق الذاتية) التي تسوق الناس(تهديهم للحق) بالشريعة أي  لياقوته الحقية الحمراء(للأسم الأعظم )  وغيبته في الظلمات بواقعة وفاته ليعاين ما غاب عن شهادته (للوقوف على دعوة الألوهية والربوبية التي برزت في عدن ) وذلك في قوله تعالى {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} (116) سورة المائدة. و ليعلم ما غاب عنه من الأيآت وهي (صفات الحق(كلامه) الذي كان سبب لظهور الألوهية والربوبية في شهادة قومه فرفع  ليعاين أي يذوق بمذاقهم في زمن تركيبه العنصري  وليطهر شهادتهم ليدل لله بالشريعة فترتفع هذة الدعوة الباطلة(دعوة الشرك والكفر) .يقول إبن عربي في عنقاء مغرب في ختم الأولياء وشمس المغرب " إذا دنا الاجل وإقترب طلع هادياً من حيث غرب وهذا هو شمس التوجيه ومقام التنزيه باقواله يزول الإشراك وتنحل عقدة الاشتراك" عنقاء مغرب في ختم الأولياء وشمس المغرب.  فقوله " دنا الأجل " أجل إنتهاء الغيبة في الظلمات طيلة فترة معاينته وتحققه بما غاب عنه من الصفات  "طلع هادياً من حيث غرب" هاديا ودالاً لهذة الصفات  أي أنسلاخه من ياقوتة الخلقية (الصفراء(نفسه) التي غرب فيها أي طوى حقائق النفس وأصبح عالما بمداخلها ولذلك يقارع الدجال " وبأقواله تزول عقدة الأشراك" أي بكلامه في بعثته الثانية كهلاً  بميلاده مهدياً فهو من يزيل مظاهر الشرك والتعددية(يقتل الدجال) لأنه شمس التوجيه ومقام التنزيه فبكلامه يجلي الحقائق  ويراد بها سلسلة منشوراتي التي تبين أسباب الأختلاف (الاشراك) بين الشعوب والأمم في شخصية واحد متعددة الصفات ومتنوعة الألقاب والأسماء . ولا تتحقق هذه الوقائع إلا بميلاد ثانِ يحمل فيه هوية الحق المطلقة  فتنحل الأحجية والمغالطات والتضارب في النصوص التي أشكل على الناس فهم معانيها ودلالاتها "  علمه لا غيره أهلاً لينشره هو الرقطاء والعنقاء تأذره " فهو الشمس التي تخرج بذاتها بإعادتها الشروحات . يقول إبن عربي
" وقال لي أن شمس المغرب طالعة يمحو الله بها شركاً وعصيانا
وسورة الكهف تبين عن سرائرهم علماً لها في الكـــــــون قد بانا
وذكر اليتيمين في إخراج كنزهما فضلاً من الخالق البارئ أحسانا
من أهل بيت رسول الله عنصره **كما كتبنا لذاك البيت سلمانا
ولكنه من ديار الغرب فإنفتحت** به الأقاليم أعجاما وعربانا
وإذا طلبت منه علماً يجود به وينفذ المال جيرانا وسودانا
من نسبه الشرف الاعلى منازله **فسر بذلك نبينا وعدنانا

 من الملائك إلأ أنه بشر ** يحي به الأقطار وبلـــــــدانا .أقول: فالكهف هوعالم الظلمات المطلسم والعماء المطمطم(العين الحمئة) (ياقوتة الحقية الحمراء (عين الروح الاعظم ) فهو غاية بطون الذات أي عالم الأسماء(السماء ) والصفات(الأرض)قال تعالى( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } (35) سورة.  ونور بطونه هو ذاته شمس المغرب (شمس الكهف) أي مرآة هذا البطون الأسود هو عيسى إبن مريم(الياقوتة الصفراء)  وقوله " من أهل بيت رسول الله عنصره كما كتبنا لذاك البيت سلمانا" أي يلتقي بالنبي في النسب الاعلى (بالبيت المسمى سلمانا)  أي بفهم الولاية المقدس وهو بيت الله الحرام  الفهم الذي يسع دلالة الحق فلا يستحله (يتذوقه ويظهر بهذا العلم إلأ بيتي). عن أَبَا هُرَيْرَةَ ، يُخْبِرُ أَبَا قَتَادَةَ،  عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،  قَالَ:  " يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ , فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلَا تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ،  ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَ خَرَابًا لَا يُعْمَرُ بَعْدَهُ أَبَدًا،  وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ "   فالبيت هو ذاته فهم الولاية المرتفع الذي لا يستحله (يتذوقه) ويظهر به إلأ أن يكون الذائق هو الحق بذاته فالمهدي الذي يبايع في البيت الحرام  (يتم الدلالة عليه بالتأييد الرباني) هو ذاته المسيح عيسى إبن مريم الذي لا يعرف إلا بفهم الولاية(بالتأويل) .أورد محي الدين ابن عربي في كتابه الفتوحات المكية (1-6-10) "أعلم أيدنا الله. أن لله خليفة يخرج وقد إمتلأت الأرض جوراً وظلماً فيملأها قسطاً وعدلاً ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة من عترة رسول الله صلى الله عليه وآله من ولد فاطمة يواطئ اسم رسول الله صلى الله عليه وآله يشهد الملحمة العظمى مأدبة الله بمرج عكا يبيد الظلم وأهله يقيم الدين فينفخ الروح في الإسلام بعد موته يظهر من الدين ما هو عليه في نفسه ما لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله لحكم به يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص يفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم ويبايعه العارفون من أهل الحقائق عن شهود وكشف بتعريف إلهي له رجال إلهيون) " ويبايعه العارفون " يشهدوه(يعرفوه) في البيت الحرام بذوق الأحدية الذوق  الحرام  الذي لا يستحله (يستسيقه ويتذوقه ) إلأ أهله أي أن الحق من دل عليه بذاته.جاء في أخبار الأيام الأول ﴿الإصحاح-22-الفقرة ﴿9-11﴾ ﴿هُوَذَا يُولَدُ لَكَ ابْنٌ يَكُونُ صَاحِبَ رَاحَةٍ، وَأُرِيحُهُ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِ حَوَالَيْهِ، لأَنَّ إسْمَهُ يَكُونُ سُلَيْمَانَ. فَأَجْعَلُ سَلاَمًا وَسَكِينَةً فِي إسرائيل فِي أَيَّامِهِ هُوَ يَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي، وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا، وَأَنَا لَهُ أَبًا وَأُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مُلْكِهِ عَلَى إسرائيل إلى الأَبَدِ﴾ ﴿إنجيل لوقا 11: 31﴾" لأَنَّ إسْمَهُ يَكُونُ سُلَيْمَانَ " فسليمان الذي يبني البيت (اي يدل لذات الله بذاته ( اذا آن اوانهم وتعينت اعيانهم وشيدوا اركانها بالقائم الفرد فيهم سليمان ) فالبيت هو ذاته كعبة التحقيق (بيت المقدس) القائم بفهم الولاية(فهم سليمان) وهو اسم عيسى إبن مريم بميلاد ثاني يحمل قوام هذا البيت(وجوهر العقيدة) اي قائم هذة الأحدية  العينية وهو ذاته بيته الحرام (مذاقه لهذة الأحدية التي لا يشرك فيها أحد ) عن أبي عبد الله الخزاعيّ، عن الأسديّ، عن سهل، عبد العظيم، الحسني قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى (عليهما السلام): "أني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملاً الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً فقال: يا أبا القاسم ما منا إلا قائم بأمر الله وهاد إلى دين الله ولست القائم الذي يطهر الله به الأرض من أهل الكفر والجحود وتملأها عدلاً وقسطاً وهو الذي يخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته) بحار الأنوار صفحة .157 . عن أبي عبدالله (ع) قال: "صاحب هذا الأمر رجلٌ لا يسميه باسمه إلا كافر". (بحار الأنوار-ج-(51) - صفحة رقم (31)." ويغيب عنهم شخصه " أي لا ترى ذاته فهو جوهرا نورانيا لطيفا والفقرة ذاتها التي تبين أن هذا القائم الذي تغيب ذاته هو شمس المغرب (الروح الاعظم الغائب(الهدهد) أي ياقوتة الخلقية (عيسى إبن مريم) باجتماعه بالنبي صلى الله عليه وسلم في غير ليلة الإسراء بمكة فقد أخرج ابن عساكر من طريق آخر عن أنس قال ( كنت أطوف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حول الكعبة إذ رأيته صافح شيئا ولا تراه فقلنا يا رسول الله رأيناك صافحت شيئا ولا نراه قال ذاك أخي عيسى ابن مريم انتظرته حتى قضى طوافه فسلمت عليه ) انتهى)  " رأيناك صافحت شيئا ولا نراه  " ليؤكد أنه ذات المهدي (روح الله) الذي لا يرى شخصه .وأما في قوله " لا يحل لكم تسميته "  فالاسم هو (سليمان الروح الاعظم (بيت الله الحرام اي (مذاق الأحدية) الذي ظهر فيه الله بذاته. قال تعالى{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (72) سورة المائدة) كفروا أي إحتجبوا بحجاب الشريعة وقفوا في حدود الأسماء (عيسى) فالله هوالمسيح الحقيقي فهوالروح الاعظم  النافخ بوجه التحقيق وعيسى (روحا منه  اي ذوق وحال منه) أي مسيحا (مهدي) ولكن المسيح الحقيقي(المهدي الحق هو الله) الذي تعالى أن يرى شخصه ولا يحل التسمي باسمه الحرام(الظهور بمذاق الاحدية)  ولا يتسمى باسمه إلأ كافر (المسيح الدجال) " يزعم أنه الله " أي يزعم أنه المسيح الحقيقي . يقول إبن عربي  في كتابه (تفسير القران الكريم للآية (102)من سورة البقرة في قوله تعالى " ﴿وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ...﴾ البقرة الأية ﴿102﴾. قال: "شياطين الجن: وهُم الأوهام والخيالات والمتخيلات المحجوبة عن نور القلب العاصية لأمرالعقل المتمردة عن طاعة القلب على عهد مُلك سليمان النبي أو سليمان الروح" المصدر /تفسير محي الدين ابن عربي-ج﴿1﴾. فسليمان الروح هو الروح الأعظم(القائم بروحانيته وأحديته هذا الوجود)صاحب الخلافة الذاتية  الممد لهذة الاحدية العينية فكل شريك  له فيها هو دجال (جاء في رؤيا يوحنا (2-13-11) وله أسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلأ هو وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى كلمة الله  ومن فمه يخرج سيف ماض يضرب به كل الأمم) " يدعى كلمة الله"  لم يرد أي دليل ينص أن أحدا خلاف عيسى يدعى بهذا الأسم " وهو متسربل بثوب مغموس بدم " وهي دلالة لميلاده الثاني ببشريته وهوالظهور الاكبر بذاته(بدمه) والذي لشدته حتى غابت وقائعه عن الخلق والمعنى يبرزه حديث الامام محمد بن موسى (عليهما السلام) في قوله(وهو الذي يخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته) " ويغيب عنهم شخصه " لا ترى ذاته فهو جوها نورانيا ولشده لطافته وظهوره  بذاته غاب عن العقل فكان هذا هو الامر الذي ضلت عنه الخلق(إرتفع عن العقل)  فهو اسم الله الاعظم (الروح سليمان (ذوق الأحدية) وهوالأسم العلم الدال للذات العلية(بيته الحرام) اي الذوق المحرم لصاحب الحدود  فلا يعرفه ويقربه (يتذوقه( يستحله) أحد إلأ أهله" ومن فمه يخرج سيف ماض يضرب به كل الأمم"  فالسيف هو الحجة والبينة التي تزلزل الشعوب والامم  اي كلامه كهلاً الكلام الذي يقتل الدجال(العقل) والفقرة ذاتها التي أشار إليها إبن عربي ( وباقواله تنحل عقدة الاشراك وتزول) يزول التلبيس وترتفع مظاهر الكفر والشرك وينتفي الخلاف لظهور الجوهر المضلول عنه وهو صوت السماء(الفهم المقدس ) الذي لم يقل به أنس ولا جن و الذي يأتي من جهة الشام (المغرب) من أرض اليمن (الحكمة الالهية)  ( يأتي صوت من جهة الشام فيه فرج  آل محمد) فرج أي نهاية هذة العقدة(العثرة)بوصفه علم التوحيد الذي يذهب التباغض ويرفع الخلاف(التلبيس) (اي يهلك ما سواه ولا يبقى إلا وجه الحق المطلق) بوصفه نار عدن التي تسوق(تهدي) الناس للحق فهو ذاته مهدي الساعة الغائب أي التأويل المرتفع والفهم الغائب (تأويل الكتاب ) كتاب سليمان)  قال تعالى :{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ }سورة النمل (20-24) فالهدهد هو ذاته المهدي أي التاويل الذي غاب جهة سبأ (اليمن ( عدن) أي هو (الحكمة الألهية )الغاربة  في جنتها (عدنها) في أرض العرب (اللغة العربية) وقوله " فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ " وهو المعنى الذي أبرزه أبن عربي ( كانت ياقوتة حمراء تجوفت لها ياقوته صفراء وإختلت الياقوتتان في الظلمات لتعاين الصفراء ماغاب عنها من الآيات) فالصفراء التي غابت في الظلمات هو ذاته هدهد سليمان (ياقوته الخلقية الصفراء المهدي العربي(الروح الاعظم) مرآة ذات الحق (مرآة الأحدية التي تسع ياقوتة الحقية الحمراء) التي يرى فيها الحق ذاته ( ما غاب عنه من الصفات) لانه الروح المطهر(الفهم المقدس) الذي يسع تجليات الاسماء والصفات فهو الروح الامين أمين على (كتاب سليمان) الذي لا يري شخصه إلا بمراة هذا الروح(بمشكأته) أي لا تتبين حقيقته إلا بقرأته (تأويله) وهوذاته النبأ اليقين وهو الصوت الذي لم يقل به انس ولا جن بوصفها النار الخارجة من قعر عدن (قرأة تاويل لا تنزيل)  قال تعالى {اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ} (28) سورة النمل . فهو القى الكتاب من مقام الجمع (بأعجميته  أي القاه  روحا)  " فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ "(أي بواقعة  وفاته ورفعه) " فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ  "فهو المنتظر لقرأة الكتاب(ليختمه) ولذلك لم يمت ليوفيه قرأته( دلالته) التي لا يدلها مهدي سواه لانه من ألقاه (ان عيسى لم يمت وهو راجع قبل يوم القيامة)  راجع إليهم ليقرأ الكتاب بالتشريع ( يبين تأويله) في قوله تعالى :{ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ} (37) سورة النمل. وهي ذاتها رجعة عيسى  ليختم الكتاب ( يقرأه من مقام التفصيل والشرح بلسان الشريعة باللغة العربية الفصيحة أي لغة أهل مكة التأويل(أهل الكتاب) ( عرب اليمن ) فهو من القاه من مقام الجمع (التوراة والانجيل والقرآن والزبور) ( اذا قام القائم يحكم باهل الانجيل بالانجيل واهل القرآن بالقرآن وأهل التوراة بالتوراة وأهل الزبور بالزبور)  ليحكم أي ليبين لهم  تفصيله الذي أختلفوا فيه . قال تعالى {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} (6) سورة النمل . فالقرآن هو مقام قرأة  الكتاب قرأة تنزيل(المفصل)  والفرقان هو قرأة تأويل(الجمع) ومن ثم فالمتلقي هو ذاته نبي التشريع (الرسول صلى الله عليه وسلم فهو من تلقاه من الهدهد الغائب في اليمن بوصفه الحكمة الالهية الغائبة في عدن وهو ذاته الروح الأمين الأمين على الكتاب الذي لا يقرأ إلا به فهو النور الذي يدل للنور(يفصله و يشرحه ويبين دلالته) بلغة التنزيل العربية في رجعته بميلاد ثاني  لأنه من القاه روحا (بجامعيته) فيرده(يجمعه( لمجمع البحرين) لنقطة الفتق والرتق(نقطة التوحيد) نقطة الإلقاء الاول للكتاب) (اي الفطرة)  في قوله تعالى " {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}  سورة القيامة (17-19) " إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ " أي رتقه ورده إلى أصله الأول ( إلى موضعه بمجمع البحرين " فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ " فإذا قرآناه (نشرنا هذا العلم ) بقراة تأويل وفصلناه فاتيه." ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ " علينا تأويله وإستخراج مكنونه. قال تعالى{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (3) سورة فصلت. فالكتاب هو الروح الرباني(التأويل)  وتفصيله هو قراة تنزيله  بإستخراج الدلالة بلغة العرب بقرأة الهدهد ذاته. قال تعالى ({وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ} (37) سورة الرعد . وقال تعالى {قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (28) سورة الزمر . والقرأن هو البيان العربي والشرح المفصل بقرأة عيسى إبن مريم بنزوله في البيت العربي بلسانهم الفصيح الذي لا عوج فيه (ليس بالاعجمي)   . قال تعالى {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ *  بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ * وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ}  سورة الشعراء  (193-196) الروح الذي نزل به هو ذاته الهدهد الذي ألقاه روحا أعجميا " لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ "  أي الدالين لله بالتشريع  (بللسان العربي) فهو ذاته (الحكيم العليم) صاحب التفصيل (التأويل و التبيين) وهوالفرد الذي يتجلى علي لسانه القول (تأويل القرآن( الكتاب) . قال تعالى {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (58) سورة الدخان. فاللسان هنا  لسان عيسى إبن مريم  في ميلاده الثاني بقرأة تأويل وهو كلامه كهلاً " لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ " اي يهتدوا للحق بفصاحته وشرحه  بالفهم النوراني للكتاب بقرأته بوصفه الهدهد صاحب مقام القرأة (صاحب مصر). قال تعالى {وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ} (24) سورة النمل والشمس التي تسجد لها الخلق من دون الله هي المعرفة العصرية والسطوة المادية الجامحة والانفتاح التكنلوجي والمراة هي ذاتها الحضارة الغربية التي اغرقت الشعوب في مستنقع الالحاد والكفر و(عرشها العظيم ) هي  صرحها التكنلوجي الذي  بهرت به الامم واحكمت قبضتها عليهم به  فافرغت الدين عن معانيه وتبدلت المفاهيم وإنقطعت الأمم عن الروح والأخلاق فأصبحت أسيرة لهذة الفلسفة المادية الطاغية فلا أحد يلتفت للحق ولما كان الهدهد هو ذاته المهدي الذي يهد هذة الحضارة فهو الفرد الذي يطفئ بريقها ويرد الخلق للجادة(يوقظهم) ويسلب للحق مكانته التي أنتزعت منه فهو من يلقي بالكتاب(بالروح) في قلب هذا العصر الميت(المقطوع عن الحق)  . قال تعالى {قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ} (29) سورة النمل فالكتاب الكريم هو ذاته الكلام (الخطاب الرباني) أي( الفهم العالي  الذي القاه في قلب العصر اي في ذروة هذا الشذوذ الفكري والتسلط الغربي  (قلب العقل المادي) وهو ذاته (قائم الاحدية ) الفهم المقدس الذي يفسد النظرة المادية والتقليدية للشريعة والنصوص فهو ابطل مفعولها إذ هدم كل الإجتهادات وطفى بريق هذة الآلهة المعبودة( فيراه الدجال فيذوب كما يذوب الملح) والدجال هو هذة الحضارة  فيجردها من روحانيتها(عرشها) لانه سرها سرالمادة المعبودة التي تسجد لها الخلق  فهو الكنز اي الروح الألهي المنفوخ في المادة (التجلي الذاتي لله) قال تعالى {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } (30) سورة البقرة.  فالارض هي ذاتها ارض الشريعة(مكة التنزيل) والخليفة هو(مكة التأويل) فهم الولاية العالي الذي بنزوله فيها يفسد الإجتهادات ويخربها ويهدما ويجردها من حللها وزينتها ويجعل أعزة أهلها(مقلدة العلماء) يجعلهم أذلة فهوسرهذا التحول والإنقلاب الكوني ومن دل لله دلالة ذاتية(بذوق الحق بذاته( بروحه) . قال تعالى({قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} (34) سورة النمل  فالملوك هم ذاتهم جنود سليمان ملوك الأحدية (أهل المدينة) أصحاب الاسماء العالية والحقائق العرفانية التي بدخولها للقرية نزولها لمكة (أرض الشريعة) فهم يخربونها ويهتكون أستارها ويفسدونها ويطيحون بكل قواعد الفقه والتفسير لعلماءالتقليد راسا على عقب(يجعلوهم أذلة)  فتتجرد عنهم هالة التقديس المضروبة عليهم وتبهت صورتهم وتذوب لأنه لا يبقى إلا تأويل الكتاب(ذوق الأحدية( لا إله إلا الله) بقرأة عيسى إبن مريم فقط(الهدهد) الذي يهد الجدر والسدود ( يهلك الله في زمانه كل الملل ولا يبقى إلا الأسلام وتكون الكلمة لله) يهلك ويرفع كل إجتهاد ودلالة ظلالية ولا يبقى إلأ تأويل الكتاب بقرأة عيسى إبن مريم شخصي المسيح  وهو التأويل الذي يخرب القرية ويفسدها( يهدم المسجد الحرام( مكة التشريع) و(المسجد النبوي(شهادة النبؤة ) وتخضع له رقاب الجبابرة والمارقين . قال تعالى {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ} (37) سورة النمل) فلنأتينهم بحقائق الولاية ولنخرجنهم من هذا السبات والعماء أي لنخرجنهم من (الخرطوم) أي من الجنة (من عدن) " قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) عرشها هو عرش المعرفة (اللغة العربية الفصيحة ) التي تستوي عليها الفهوم (النبأ الأتي من عدن) أن يأتية براية الاحدية وذوق الولاية الذوق الذي يحط عليها الهدهد (يستقر حاله ويصدق أمره ) فالمرأة التي تحكمهم هي ذاتها الشريعة وعرشها العظيم هواللسان العربي الوسيع  أي الفصيح (جوامع الكلم) الذي وسع الـتأويل(الفطرة)  بدليل أنه لما أظهره غاب عنها  .في قوله تعالى {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ} (41) سورة النمل. أي طمسوا هذا العرش (المهدي ) وأبدلوا مقاصد اللغة الصريحة " نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ " تهتدي للحق(تهتدي هذة الأمة لمهديها بالـتأويل بفهم الولاية الغائب عنهم ولذلك فهو غيب العقل(قتل الدجال) وأظهره أي أظهر العرش(النقطة)  .(قالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} (37-40) سورة النمل . فالذي عنده علم من الكتاب هو ذاته صحابي مصر وعلم الكتاب أي علم التوحيد علم الرتق والفتق العلم المنزه والفهم المقدس الذي يسع(تجتمع عليه الحقيقة والشريعة) الأسماء والصفات {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ* فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ* يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} (19-22) سورة الرحمن) مرجهما أي رتقهما في قوله تعالى ({إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ *  ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} سورة القيامة (19-17) " جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ " مجمله (تأويله ) وقرآنه أي مفصله ) رتقه وفتقه . يقول الأمام علي (عليه السلام)(عجباً لكم يا أهل مصر يجبر الله كسركم وينجز مواعيدكم ويغني عائلكم ويقضي مغرمكم ويرتق فتقكم مادمتم في سبيل الله مرابطين)  فأهل مصر هم ذاتهم  مصر ملتقى البحرين ويراد به شعب السودان إذ لا يوجد حاكم يضمد  جراحهم(يصدع هذا الشعب) ويلم شملهم  براي صائب وفهم مستنير تجتمع عليهم كلمتهم  إلأ بشخصي المسيح وهو ذاته البرزخ القائم (الامام الرباني) الذي لا تبغى(  تلتبس في حضرته) تجليات الأسماء( اللؤلو)  والصفات(المرجان) وهي ذات الفقرة " فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ " فالذي إستقر هو ذاته شعب السودان  ويشير للنفس التي تعقلت المعرفة وإستوت عليها الفهوم و ردت  لفطرتها الأولي  (لعرشها) لمكانتها وأخرجت من عالم الظلام   ومن ثم فالتكير الذي وقع لهذة المعرفة (للحقيقة) هو التزييف والتحوير في اللغة العربية (عرش المعرفة المقدسة)  والمراد يشير أيضا  لشعب السودان الذي تم تنكير حضارته وسرقتها باسم الدين وبلسان اللغة العربية المحرفة ومن ثم فالمعنى في الأصل يشير لجوهر الأيمان (الفطرة)  فهم الولاية (الفهم النوراني المقدس علم المرج والفتق والرتق ) الذي هودوه ونصروه ومجسوه أي ضيعت مقاصده وسودته الايدي بالتأويل الخاطي ومن ثم  فالعرش هو الفهم  الوسيع للنصوص باللغة العربية لغة الإستخراج والإستنباط(لغة الـتأويل) التي بها إستخرجت هذة النفس (ملكة سبأ( الذات) سرها وكشفت عن كنزها(ساقيها). جاء بإنجيل متى قوله في ﴿إنجيل لوقا 11: 31﴾  " مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ رِجَالِ هذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُمْ، لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأرض لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ، وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ ههُنَا " فملكة التيمن هي ذاتها الحكمةالالهية  الذات الغائبة في كنزيتها وعمائها والمنزه عن  والوصف والمفقودة في الجنس فلم تتعين برتبةلتتعقل ذاتها الخلق (لا يوجد عرش يسع الدلالة عليها وتستوي معرفتها  إلا بفهم سليمان الروح بذاته وهو مادة  العرش(قائم التوحيد الفهم الواسع لدلالة على هذة المعرفة الأتية من أقصى عوالم الذات(قرار عدن) ولما كان الهدهد هو من غاب بسره جهة سبأ فهو ذاته عيسى إبن مريم ­وهو ذاته النبأ اليقين(نفس الرحمن الذي من اليمن) اي العلم الذاتي النابع من غور الحق .فقد جاء في الحديث المروي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان بفتح القاف وسكون الحاء وهو أبو اليمن﴾ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ص394 . أبو اليمن اي الذي تنسب إليه المجموعة اليمنية(الجهينية) ولما كان قرارهم وأصلهم  لعدن فهي تشير إلى أن هذا الرجل الذي يخرج من قحطان أهل اليمن (بني عطية(المسيرية والرزيقات والحوازمة)  هو ذاته عدنان أصل العرب الذي تعود إليه إنسابهم وأعراقهم وهو المسيح  شخصي سليمان  والمعبر بقوله " أني لاجد نفس الرحمن في  اليمن" ونفس الرحمن هو ذاته روح الرحمن  العدناني ابو اليمن أي ابو عيسى  " هو  روح الرحمن وللمسيح آب وهو صاحب مريام أقرئوا الكتب" أصل هذا الروح  منبته  وميلاده يكون منهم  أي من أهل اليمن أي العرب وفي العرب من قرارهم( عدن( أولاد ريد) . ويقول إبن عربي " من نسبه الشرف الاعلى منازله **فسر بذلك نبينا وعدنانا " أرض اليمن تشير لأرض المسيرية  وعدن هي قرارها هو قعر هذا البطون (اسرة بعينها يخرج منها هذا المهدي فهم قعر هذا البطون االذين غاب فيهم عيسى (الهدهد) وخروجه منهم بميلاد هي رجعته (رجعة الهدهد) بلسانهم العدناني ليقف في مقام القرأة  باللغة العربية الفصيحة ليدل بها لوجه الحق الذي غاب (إلتبس على الخلق) بوصفه القحطاني الذي يخرج من قعرها (أشرفها (قريش).قد ورد في كتاب الفتن - نعيم بن حماد المروزي - ص 231:عن شريح بن عبيد عن كعب قال: ( ما المهدي إلا من قريش وما الخلافة إلا فيهم غير أن له أصلا ونسبا في اليمن.)  فيصبح عيسى ابن مريم  هو ذاته القحطاني أي القرشي بنسبه للعرب وهو ذاته روح الله الذي له نسبأ وأصلأ باليمن( يتعلق بالذات لا سواها ) وهو نارها المقدسة(علمها والدال عليها)  والتي تخرج من قرارها أي من قرار الحق و يسوق الناس(يدلهم)  (للمعرفة (لجنة عدن) بعصاه (سلسلة منشوراتي) " فقال الرب كما مشى عبدي إشعياء معرى وحافياً ثلاثة سنين آية وأعجوبة على مصر وعلى كوش هكذا يسوق ملك آشور سبي مصر وجلا كوش الفتيان والشيوخ عراة حفاة ومكشوفي الأستار خزياً إلى مصر" إشعياء . فملك آشور الذي يسوق الناس إلى مصر أي إلى محل كرسي صاحب الوقت (للعرش ( ملتقى البحرين)هو ذاته القحطاني  شخصي المسيح سليمان الذي يسوق الناس بعصاه (بالشريعة)  للحقيقة والفطرة إذ يرد الخلق لجادة الحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق